انسحاب أمريكا من أفغانستان.. سيناريوهات كارثية تنتظر إيران
سعدت إيران بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن استيلاء طالبان على السلطة خلق سلسلة من المشاكل لطهران تستعصي على الحل.
ووفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ظلت إيران على مدى 20 عاما تطالب برحيل القوات الأمريكية من أفغانستان، وزوّدت متمردين أفغان بالأسلحة لاستخدامها ضد الجنود الأمريكيين، وآوت قيادات بارزة في تنظيم القاعدة في طهران، وتقربت إلى طالبان بزيارات دبلوماسية في السر ثم في العلن.
لكن عندما غادرت الولايات المتحدة أفغانستان في نهاية المطاف في أغسطس/ آب الماضي، برزت إشكاليات جديدة لم تكن في حسبان إيران.
وبحسب الصحيفة فأدت الاضطرابات التي شهدتها أفغانستان أيضاً إلى تدفق اللاجئين إلى إيران، وأثارت مخاوف من تحول أفغانستان إلى حاضنة للإرهاب مجددا.
وأكثر ما يخشاه الإيرانيون هو عودة ظهور داعش خرسان، الذي نفذ هجمات واسعة النطاق ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان، واستخدم أفغانستان كقاعدة لشن هجمات إرهابية في إيران، بحسب"نيويورك تايمز" الأمريكية.
ورغم وعود طالبان بتوفير الأمن والاستقرار في أفغانستان، إلا أنها لا تبدو حتى الآن راغبة أو غير قادرة على منع هجمات داعش على الأقلية الشيعية في أفغانستان.
كما تسبب سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان في موجة جديدة من اللاجئين الذين توجهوا إلى الحدود الإيرانية، ليلحقوا بأكثر من مليوني أفغاني فروا إلى إيران خلال فترات الاضطرابات السابقة.
وأدى وصولهم إلى الضغط على موارد إيران، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، والعقوبات المالية الدولية.
وأضافت"نيويورك تايمز" الأمريكية،أنه:" لكن أي رد إيراني على الوضع الجديد في أفغانستان سيكون له تداعياته".
وتابعت:" قد يؤدي الاعتراف بطالبان إلى رد فعل عنيف في الداخل الإيراني، الذين يعتبرون طالبان جماعة إرهابية".
لكن رفض الاعتراف بطالبان قد يؤدي إلى ضياع المكاسب التي حققتها إيران عبر "مغازلة الجماعة بحذر" على مر السنين، وسرعان ما ستتحول العلاقة الهشة إلى عداء، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واستطردت الصحيفة، قائلة إنه: "في الوقت ذاته يخشى المسؤولون الإيرانيون الانجرار إلى صراع طويل الأمد، لا يريدونه ولا يستطيعون تحمله، لذا يقول المسؤولون الإيرانيون في الوقت الحالي، إنهم يحاولون الإمساك بالعصا من المنتصف".
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA==
جزيرة ام اند امز