واشنطن تبحث عن "منفذ جوي" لأفغانستان.. هل أقنعت باكستان؟
تحاول واشنطن إيجاد بلد مجاور لأفغانستان لاستخدام مجاله الجوي للقيام بعمليات عسكرية واستخبارية في البلاد، وتبرز عدة خيارات بينها باكستان
وفي هذا الصدد كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت إحاطة سرية لأعضاء الكونجرس تبلغهم بالتوصل لاتفاق رسمي مع باكستان، لاستخدام مجالها الجوي لهذا الغرض؛ وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على تفاصيل الإحاطة.
وقال أحد المصادر للشبكة الإخبارية إن باكستان أعربت عن رغبتها في توقيع مذكرة تفاهم مقابل مساعدتها في جهودها لمكافحة الإرهاب والمساعدة في إدارة العلاقة مع الهند. لكن مصدرا آخر قال إن المفاوضات لا تزال جارية، وما زالت بنود الاتفاق، التي لم يتم الانتهاء منها بعد، عرضة للتغيير.
هذا الأمر يأتي في وقت لا يزال فيه البيت الأبيض يحاول ضمان قدرته على الاستمرار في تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش وخصوم آخرين في أفغانستان، بعد انتهاء الوجود الأمريكي على الأرض في هذا البلد نهاية أغسطس/ آب الماضي.
ويستخدم الجيش الأمريكي حاليًا المجال الجوي الباكستاني للوصول إلى أفغانستان، كجزء من جهود جمع المعلومات الاستخبارية المستمرة، بيد أنه لا يوجد اتفاق رسمي لضمان استمرار الوصول إلى جزء مهم من المجال الجوي الضروري للولايات المتحدة للوصول إلى البلد الآسيوي.
ويتوقع أن تزداد أهمية الممر الجوي بين باكستان وأفغانستان عندما تستأنف الولايات المتحدة الرحلات الجوية إلى كابول، لنقل المواطنين الأمريكيين وغيرهم، ممن لا يزالون في البلاد.
تلافي المخاطرة
وأكد مصدر ثالث للشبكة الأمريكية، أن الاتفاق نوقش عندما زار مسؤولون أمريكيون باكستان مؤخرا، لكن لم يتضح بعد ما تريده باكستان أو إلى أي مدى ستكون الولايات المتحدة، مستعدة لتقديمه في المقابل.
ونظرا لعدم وجود اتفاق رسمي قائم حاليًا، فإن الولايات المتحدة تخاطر برفض باكستان دخول الطائرات العسكرية الأمريكية والطائرات بدون طيار في طريقها إلى أفغانستان.
وفي محاولة منها للحصول على تعليق رسمي، نقلت شبكة "سي إن إن" عن متحدث باسم البنتاجون، تأكيده على أن وزارة الدفاع لا تعلق على الإحاطات السرية لأسباب أمنية، فيما امتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق.
باكستان تنفي وروسيا تعارض
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا نفت فيه "وجود مثل هذا التفاهم"، مشيرة إلى أن "باكستان والولايات المتحدة لديهما تعاون طويل الأمد بشأن الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وكلا الجانبين يبقيان منخرطان في مشاورات منتظمة".
المصادر أكدت لـ"سي إن إن" أن أوزبكستان وطاجيكستان تبرزان كخيارين رئيسيين محتملين لتأسيس وجود عسكري أمريكي يسمح بتنفيذ عمليات في أفغانستان، لكن المصادر أشارت إلى أن هناك مشكلة تكمن في أن روسيا ستعارض بشدة هذا الإجراء.
وكان قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ماكينزي، قال في أبريل/ نيسان الماضي إن جيش الولايات المتحدة، سيبدأ مفاوضات مع دول عدة قريبة من أفغانستان من أجل إعادة تموضع القوات في المنطقة، بعد الانسحاب من أفغانستان بهدف منع صعود جديد لتنظيم القاعدة.