النوم داخل السيارات.. ظاهرة جديدة تتفشى في طهران
الوافدون من أقاليم سيستان وبلوشستان، وكرمانشاه، وكهكيلوية وبوير أحمد، وأصفهان يشكلون أكبر نسبة من ساكني السيارات في طهران
"النوم داخل السيارات" هو عنوان لظاهرة جديدة انتشرت مؤخرا في نطاق العاصمة الإيرانية، حيث لجأ الكثير من الأشخاص الوافدين إلى اتخاذ السيارة الشخصية وسيلة للسكن أو التجارة في ظل مصاعب اقتصادية.
وسلطت صحيفة ابتكار المحلية (إصلاحية)، الأربعاء، الضوء على الظاهرة، وأشارت في تقرير إلى أنها تعد أحد المظاهر التي طرأت حديثا على غرار السكن في القبور، وبيوت الكارتون والصفيح وكذلك على امتداد الجسور العمومية في طهران.
وتشيع تلك الظاهرة الاجتماعية على مستوى المهاجرين من أقاليم إيرانية (31 إقليما) أخرى صوب طهران بحثا عن الرزق بالنظر إلى ارتفاع معدلات البطالة في عموم البلاد، حيث يضطر بعضهم إلى العمل كسائق أجرة، وهي المهنة التي توفر له وسيلة للسكن والدخل في آن واحد.
ونقلت الصحيفة الإيرانية، عن محسن آغائي، مساعد عمدة طهران لشؤون النقل والمرور، قوله إن ظاهرة النوم داخل السيارات تتفشى تبعا لغلاء أسعار السكن، ونقص فرص التوظيف.
وأوضح أن أغلب الأشخاص الذين يلجأون إلى النوم في السيارات من فئة الشباب حيث يتشارك بعضهم سويا لشراء سيارة بعد الحصول على قرض بنكي، ومن ثم يختارون موقعا مناسبا في أحد أحياء العاصمة، بحيث يتقاسم الوافدون من كل إقليم إيراني حيا بعينه في طهران، حسب قوله.
ويتصدر الوافدون من أقاليم سيستان وبلوشستان، وكرمانشاه، وكهكيلوية وبوير أحمد، وأصفهان قائمة العاطلين عن العمل داخل إيران، حيث يشكلون أكبر نسبة من ساكني السيارات في طهران.
وتحولت السيارات، سواء الشخصية أو الأجرة، إلى أماكن لتقديم مأكولات، فضلا عن بيع بضائع للمارة في الشوارع، وتصوير مستندات أمام المقار الحكومية والوزارات بالعاصمة الإيرانية.
ويشكو سكان السيارات من العمل لساعات طويلة دون نوم أحيانا، وعدم وجود غطاء تأميني يكفل لهم العلاج والراتب التقاعدي حال المرض أو العجز، إلى جانب صعوبة الإقامة في مكان آمن نسبيا.
وباتت تعرف مناطق محددة في طهران مثل ميدان شوش، وحديقة نهج البلاغة، وشارع هرندي بانتشار المشردين، حيث تحولت إلى موائل ليلية لهم بغية تعاطي المخدرات وارتكاب الأعمال غير المشروعة الأخرى.