عموماً الحريري غادر المملكة وصال وجال في عواصم عربية وغربية
«الصدق في أقوالنا أقوى لنا والكذب في أفعالنا أفعى لنا».. ليس أسهل عليك من صنع كذبة كبيرة تشغل العالم بها حتى تغطي على كل الحماقات والكوارث التي ترتكبها، وهذا هو تحديداً ما فعله حزب الله الإرهابي مؤخراً في كذبة نوفمبر الشهيرة، مدّعياً أن السعودية فرضت الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، الحزب الخائف المرتبك يحاول تشتيت الأنظار عن خطاياه وسمومه ودسائسه في السعودية والمنطقة كلها، خاصة بعد مشاركته في تمكين الحوثيين من إطلاق صاروخ إيراني الصنع ليصل إلى الرياض.
الذي لا يدرك حقيقة أطماع إيران في المنطقة عليه أن يقرأ التاريخ القديم والحديث جيداً، رغم أن أي متتبع لما يحدث من تجاوزات استراتيجية وصراعات في المنطقة لا يحتاج للمزيد من التاريخ ليدرك الدور الإيراني الخطير في إثارة الفتن والنعرات والمخاطر.
عموماً الحريري غادر المملكة، وصال وجال في عواصم عربية وغربية وأدلى بتصريحات لوسائل الإعلام؛ وغرّد عبر حسابه الشخصي في «تويتر» وأعلن مراراً وتكراراً أنه حرّ طليق على عكس ما يدّعيه حزب الله الإرهابي وبعض القادة اللبنانيين والغربيين، فضلاً عن قناة الجزيرة القطرية التي رقصت وتمايلت وتغنّت وتفاعلت مع هذه الكذبة.
وها هو الحريري يزور أبوظبي وباريس والقاهرة وأخيراً العاصمة القبرصية نيقوسيا قبل أن يحطّ رحاله في بيروت، كما وعد وشارك في احتفالات ذكرى الاستقلال أمس.
وَيَا للغرابة يظل هناك إصرار من البعض أن الحريري رهن الإقامة الجبرية في السعودية بعد كل هذه الزيارات واللقاءات والتصريحات!
لنترك إذاً هذه الفقاعات والأكاذيب التي تتقنها وتثيرها إيران من آن لآخر بواسطة أذرعها، وخاصة ذراعها الكبرى حزب الله، ونهتم بعمل عربي مشترك هزم كل هذه الشائعات المغرضة بقرار جريء لجامعة الدول العربية، يعتبر حزب الله منظمة إرهابية تسعى لتأجيج الفتن والنعرات الطائفية في المنطقة العربية بإيعاز من إيران، التي تسعى لإشعال المنطقة كلها بالتوترات والحروب ليسهل عليها فرض هيمنتها وسيطرتها.
ورغم أن هذا القرار يعدّ خطوة غير مسبوقة في مسيرة العمل العربي المشترك، ومنح القوة للجسد العربي الذي وهن كثيراً في الفترة الأخيرة من شدة المؤثرات التي نالت منه، إلاّ أنّ هذا القرار رغم حزمه وعزمه وقوته فيما يتعلق بنشاطات إيران في المنطقة ليس بالغريب، خاصة أنّ بعض الدول تُصنّف إيران بالدولة الأولى الراعية للإرهاب نتيجة لممارساتها العدوانية في أماكن كثيرة.
ومع كلّ ذلك ما زال هناك من يمهد لطهران الطريق في المنطقة بتغافل تام وغريب عن ممارساتها العدائية في العالم العربي، ولا مبرر طبعا لكلّ ذلك إلاّ نتيجة المصالح المشتركة معها ومن يمهد لها السبيل، ويدعمها ولو بطريقة غير مباشرة، والذي لا يدرك حقيقة أطماع إيران في المنطقة عليه أن يقرأ التاريخ القديم والحديث جيداً، رغم أن أي متتبع لما يحدث من تجاوزات استراتيجية وصراعات في المنطقة لا يحتاج للمزيد من التاريخ ليدرك الدور الإيراني الخطير في إثارة الفتن والنعرات والمخاطر.
وبعد كلّ هذا الدور الإيراني وتورط حزب الله في كل الأحداث المترامية هنا وهناك لا يريد البعض للسعودية اتخاذ حقها فيما تراه مناسباً للحفاظ على أمنها واستقلالها، وأمن الجوار والأمن العربي في العموم، فحزب الله هو الحزب الوحيد الذي يشكل دولة قائمة بذاتها داخل الدولة اللبنانية بمليشياتها في مقابل جيش الدولة، رغم أن الوضع الطبيعي للسلاح أن يكون في الدولة وليس في يد جماعات ذات طابع ديني طائفي من جهة، وموالية لدولة مُصنّفة بالإرهابية من جهة أخرى، وحينما تسعى السعودية لمحاولة التفاهم بكلّ جدّية مع لبنان الدولة والحكومة بشأن تمادي حزب الله في تدخلات فعلية منذ فترة طويلة في اليمن والبحرين من جهة ثانية وإثارة النعرات الطائفية فيها.
كلّ ذلك لم تحرك الحكومة اللبنانية ساكناً ولم تتخذ أي إجراء من شأنه تحجيم دور الحزب وعدم خروجه عن إطار الدولة، وقد تحدثت المملكة مع الحريري في ذات الشأن مقدمة أدلتها الواضحة.. لكن شيئاً لم يحدث!
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة