آثار الخريف المشعة.. أدلة جديدة على بدء رحلة السلاح النووي بإيران
عثر مفتشون أمميون، خريف العام الماضي، على آثار مواد مشعة في موقعين نوويين في إيران، مما يثير تساؤلات جديدة بشأن طموحات امتلاك سلاح نووي.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن ثلاثة دبلوماسيين قولهم إن المفتشين الأمميين عثروا على آثار مواد مشعة في موقعين نوويين إيرانيين أثناء عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية خريف العالم الماضي.
وأشار المفتشون إلى الأدلة الجديدة يمكن أن تشير إلى محاولة إيران إنتاج أسلحة نووية بالموقع الذي عُثر فيه على هذه الآثار، لكنهم أشاروا إلى أنهم لا يزالون يجهلون طبيعة ما تم العثور عليه، لافتين إلى أنهم حاليا يطلبون من السلطات الإيرانية تقديم تفسيراتها.
وكانت إيران قد منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي من فحص مواقع بعينها لمدة سبعة أشهر، مما تسبب في وقوع أزمة. كما كثفت إيران في الأشهر الأخيرة، من أنشطتها النووية منتهكة العديد من القيود التي تضمنها الاتفاق النووي الموقع في 2015 الذي أبرمته مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وروسيا والصين، مع طهران.
وقال ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن: "اكتشاف المواد المشعة في هذه المواقع يشير إلى أن إيران لديها بالفعل مواد نووية غير معلنة، على الرغم من نفيها، ويشير أيضا إلى أنها كانت تمتلك بالفعل برنامج أسلحة نووية في الماضي، ومن المرجح أن تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول إلى المزيد من المواقع والحصول المزيد من التفسيرات من إيران".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت، في وقت سابق، إنها عثرت على العديد من جزيئات اليورانيوم التي لم يكشف عنها، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، في موقع سري منفصل في طهران في عام 2019، يعتقد أنه مستودع لمعدات نووية. كان هذا الاكتشاف هو ما دفع الوكالة إلى السعي للوصول إلى مواقع أخرى.
وتصاعدت التوترات بين إيران والوكالة الدولية منذ 18 شهرًا بسبب تحقيق الوكالة في المواد غير المعلنة. وتتمثل الوظيفة الأساسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حماية المواد النووية المستخدمة للأغراض المدنية وضمان عدم تحويلها إلى أسلحة نووية. وكان المفترض أن تعلن إيران عن جميع المواد النووية في البلاد بموجب التزاماتها الدولية.
وعقب رفض الحكومة الإيرانية طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إلى موقعين نوويين في يناير 2020، زار المدير العام للوكالة رافائيل جروسي طهران في أغسطس/آب وعقد اتفاقًا. تمكن بموجبه المفتشون من أخذ عينات من الموقعين وأجروا عملية تفتيش إضافية في موقع آخر بعد فترة وجيزة.
وأثناء اختبار العينات في المختبرات، كثف جروسي الضغط على إيران لتفسير سبب وجود جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في موقع بطهران عام 2019.
وتعهد السيد غروسي بمواصلة تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تقدم إيران تفسيرا لجميع المواد غير المعلنة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني وصف تفسيرات إيران لجزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في موقع بطهران بأنها "غير موثوقة من الناحية الفنية".
وانتهاك إيران للاتفاق لم يتوقف عند هذا الحد، بل أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن طهران بدأت تخصيب اليورانيوم في مجموعة ثانية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأتي نطنز وفوردو النوويتين.
وتخلص الصحيفة إلى أن نشاطات إيران المريبة قد تصعب أي عودة أمريكية للاتفاق النووي الحالي في المدى القريب، في ظل حديث أميركي مستمر عن اتفاق جديد، يشمل كافة القضايا التي تثير قلق الغرب.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg
جزيرة ام اند امز