إيران تكشف عن صاروخ باليستي متطور تزامنا مع مفاوضات جنيف
كشفت القوة الجوية للحرس الثوري اليوم الأربعاء عن صاروخ باليستي من الجيل الثالث المتطور، وذلك بالتزامن مع استئناف مفاوضات فيينا.
جاء ذلك في خطوة تؤكد مجددا عدم جدية إيران في الالتزام بأي مساعٍ للوصول إلى توافق مع القوى الدولية برنامجها النووي المثير للجدل، لا سيما أن هذا الإعلان يأتي تزامنا مع استئناف مفاوضات فيينا.
وقالت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن "قائد هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري وقائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده أزاحا الستار عن الصاروخ الاستراتيجي الباليستي الذي يدعى خيبر شكن".
وتعني كلمة "خيبر شكن" باللغة العربية "خيبر الضارب"، ووفق تسنيم فإن هذا الصاروخ الجديد من الجيل الثالث بمدى ١٤٥٠ كم ويعمل بالوقود الصلب وهو أخف من أمثاله بثلث الوزن ومدة إطلاقه سدس أمثاله وتم صناعته بالكامل بالاستفادة من الخبرات المحلية.
وفي سياق متصل، قال رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري خلال إزاحة الستار عن هذا الصاروخ، إن "طهران ستواصل تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية".
وأضاف أن "أحد أهداف مواصلة تطوير منظومتنا الصاروخية هو إبقاء النظام الإيراني مستقراً والعمل على تقويته ضد التهديدات".
وزعم باقري أن "القوة الرادعة لإيران ديناميكية وليست ثابتة".
وتقول إيران إنها تمتلك ثلاثة أنواع من الصواريخ بمدى يصل إلى ألفي كيلو مترا، وهي باليستية منها "سجيل وخرمشهر وقدر".
وسابقا أعلنت القوى الغربية وحلفاؤها الإقليميون أن برنامج إيران الصاروخي يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي ويرون أنه مكملا لبرنامجها النووي.
فيما تزعم طهران دائمًا أن توسيع برامج الصواريخ يهدف فقط إلى زيادة القدرة الدفاعية للبلاد وردع الهجمات الأجنبية.
الوقت يداهم
واستؤنفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني الثلاثاء في فيينا وهدفها المعلن من جانب جميع الأطراف هو التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.
ولدى وصوله لم يدل رئيس الوفد الإيراني علي باقري بأي تصريح صحفي، وكذلك فعل الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يشرف على العملية ويطلع عليها الأمريكيين الموجودين في فيينا لكن من دون أن يشاركوا بشكل مباشر في المفاوضات.
وكانت آخر جلسة تفاوض عقدت في نهاية يناير/ كانون الثاني وقد غادرت حينها الوفود فيينا وسط دعوات لاتّخاذ "قرارات سياسية" بعد "التقدّم" الذي أحرز خلال مطلع السنة والذي سمح بالخروج من طريق مسدود استمر فترة طويلة.
لكنّ الوقت يداهم، إذ يفيد خبراء أن الإيرانيين حادوا بشكل كبير عن القيود التي يفرضها اتفاق العام 2015 لدرجة باتوا فيها على مسافة أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية.
ولتسريع الوتيرة في "الأمتار الأخيرة"، عبّرت الولايات المتحدة مجددا عن رغبتها الاسبوع الماضي بإجراء محادثات "مباشرة"، وهو ما لا تريده طهران في الوقت الراهن.
وبوشرت المحادثات في ربيع العام 2021 بين إيران والدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق وهي ألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، فيما يشارك الأمريكيون بطريقة غير مباشرة.
وانسحبت واشنطن في عهد دونالد ترامب، أحادياً من الاتفاق العام 2018 بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريبا بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.