مفاوضات فيينا.. هل تعرقل إيران "الفرصة الأخيرة"؟
مطالب إيرانية بضمانات أمريكية تعرقل مجددًا جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وسط تحذيرات دولية من ضياع "الفرصة الأخيرة".
وأرسلت طهران ردًا إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يترأس محادثات النووي، بدون قبول أو رفض المسودة الأوروبية للاتفاق، لافتة إلى مسائل دعت لدمجها بالاتفاق، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
كان الاتحاد الأوروبي قد قال إن مسودته كانت "النص النهائي" للاتفاق المحتمل عندما أرسله، معلنا انتهاء المفاوضات.
فيما قال فريق التفاوض الإيراني إنه من الأمور الأساسية لرد طهران أن تكون هناك ضمانات عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مجددا كما حدث في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما طرحت إيران آليات في الاتفاق من شأنها أن تتيح لطهران أن تزيد بسرعة العمل في برنامجها النووي حال انسحبت واشنطن من الاتفاق.
وقال مستشار فريق التفاوض الإيراني، سيد محمد ماراندي، لهيئة الإذاعة البريطانية، الثلاثاء: "ما يهم إيران أن يكون هناك ضمانات بأنه إذا انسحبت الولايات المتحدة فجأة من الاتفاق مجددا.. سيأتي ذلك بثمن".
وقال مسؤول أوروبي بارز، الأربعاء، إن طهران وواشنطن بحاجة للموافقة على المسودة أو رفضها، رافضا فكرة استئناف المحادثات بين الأطراف.
وأضاف مسؤولان غربيان أنهما لا يتوقعان أي إعلان عن اتفاق وشيك، رغم أنه يظل ممكنا في الأيام المقبلة.
طرحت مسألة الضمانات مرارا على مدار الـ16 شهرا التي شهدتها المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأطراف الأخرى لمحاولة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي رفع معظم العقوبات الدولية تقريبا على طهران مقابل القيود الصارمة المؤقتة على البرنامج النووي الإيراني.
وفي وقت سابق من المفاوضات، كانت إيران تسعى لوعود أمريكية بأنها لن تنسحب مجددا أبدا من الاتفاق، طالما تلتزم طهران به، وهو مطلب قال مسؤول أمريكي إنه يستحيل تلبيته بسبب عدم قدرة إدارة بايدن السيطرة على القرارات التي يتخذها الرؤساء في المستقبل.
وهذا الربيع، بدا أن طهران توافق على التأكيدات الأمريكية بأن إدارة بايدن ستلتزم بالاتفاق طوال فترة وجودها والتزام إيران بالاتفاق.
وفي إيران على مدار اليومين الماضيين، عقدت سلسلة من الاجتماعات بين رئيس فريق التفاوض وكبار المسؤولين في الحكومة، والبرلمان، ومجلس الأمن القومي الإيراني. وفي النهاية، تعود الكلمة الفصل بجميع المسائل المهمة المتعلقة بالأمن القومي للمرشد الأعلى علي خامنئي.
وأثار الرد الإيراني على المسودة الأوروبية استجابات مختلفة بين الأطراف الأخرى بالاتفاق، بينها: روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيران.
وقال كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، الذي عمل عن كثب مع فريق التفاوض الإيراني، على تويتر، إنه كان هناك "فرصة كبير لعبور خط النهاية"، لافتا إلى أن القرار في أيدي واشنطن الآن.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي نيد برايس التعليق على تفاصيل المفاوضات، الأربعاء، قائلًا إنهم يعلمون الاتحاد الأوروبي بشكل سري ومباشر بآرائهم.