النووي والسجناء.. أمريكا وإيران نحو "الاتفاق المصغر"
"إن لم تحصل على الشيء كله خير لك من أن نُحْرَم منه جملة"، قولٌ ينطبق على طهران وواشنطن، في ظل مباحثات غير مباشرة حول الاتفاق النووي والسجناء.
فمع تضاؤل الآمال في إحياء الاتفاق النووي، تجري واشنطن وطهران، مفاوضات غير مباشرة، لخفض التوترات وإعادة المعتقلين.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين إيرانيين وغرب، قولهم إن الولايات المتحدة وطهران تجريان مباحثات غير مباشرة لاتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني وإنهاء هجمات إيران بالوكالة على القوات الأمريكية في سوريا.
كما تشمل المباحثات، إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أمريكيين تحتجزهم إيران، مقابل وصول طهران إلى بعض أصولها في الخارج.
ووفق مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وشرق أوسطيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة قضية حساسة، لم تكن المحادثات التي بدأت قبل عدة أشهر ، بمثابة إحياء للمفاوضات بشأن استعادة الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.
وانتهت محاولات الرئيس جو بايدن لإعادة الاتفاق إلى العمل، في الخريف الماضي ، بعد أكثر من عام من المفاوضات المتقطعة، عندما رفضت إيران ما قالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون إنه عرض قابل للتطبيق.
وبدلاً من ذلك ، تقول المصادر ذاتها، إن المناقشات الحالية هي محاولة لرسم خطوط حمراء واضحة، وعكس ما كان يعتبر تصعيدا مطردا في التوترات الإيرانية ، والتي تفاقمت بسبب قضايا عدة بينها "قمع المحتجين".
وتأمل واشنطن عبر هذه المحادثات في استعادة بعض القيود على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي يمكن أن يشكل مصدر تهديد أو يثير سباق تسلح بالمنطقة.
وكذلك تأمل إيران، أن تسمح هذه الخطوات الدبلوماسية الصغيرة بإنعاش اقتصادها المنهك جراء العقوبات الغربية، بحسب خبراء.
في هذه الأثناء، حذر المفاوضون الأمريكيون من أن المزيد من الهجمات في سوريا، والتي وقع آخرها في مارس/ آذار الماضي، واستمرار تخصيب اليورانيوم بنسب عالية تقترب بشكل خطير من مستويات الأسلحة، سيؤدي إلى رد - بما في ذلك عمل عسكري - لا يريده أي من الطرفين. .
لكن مسؤولي الإدارة الأمريكية حاولوا التقليل من حجم الجهد الدبلوماسي منذ ظهور التقارير التي تفيد بقرب التوصل إلى اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران في وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق من هذا الشهر.
ورغم أنهم لم ينفوا حدوث اتصالات غير مباشرة مع إيران، فقد رفض المسؤولون الأمريكيون أي توصيف لـ "صفقة" محتملة.
شيء مقابل شيء
وأكد مسؤولو الإدارة أن واشنطن تسعى إلى خفض حدة التوتر مع طهران وكبح برنامجها النووي ووقف دعم جماعات بالمنطقة تنفذ هجمات بالوكالة، ووقف دعم الحرب الروسية على أوكرانيا، والإفراج عن مواطنين أمريكيين محتجزين.
وأضاف مسؤول بالإدارة، اشترط عدم ذكر اسمه: "نواصل استخدام وسائل التواصل الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الأهداف"، وذلك دون الخوض في تفاصيل.
بدوره، قال مسؤول إيراني "أطلق عليه ما تريد، سواء اتفاق مؤقت أو اتفاق مرحلي أو تفاهم مشترك.. كلا الجانبين يريدان منع المزيد من التصعيد".
ووفق المسؤول نفسه "سيتم في البداية تبادل سجناء وإطلاق سراح جزء من الأصول الإيرانية المجمدة".
ولفت إلى أن الخطوات الأخرى قد تشمل إعفاءات من العقوبات الأمريكية المرتبطة بإيران لتصدير النفط مقابل وقف تخصيب اليورانيوم عند 60 بالمئة، وتعاونا إيرانيا أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، اعتمدت طهران وواشنطن التكتم الشديد حول المحادثات غير المباشرة التي تجري بينهما.
ويقول الخبير الإيراني دياكو حسيني لوكالة فرانس برس، إن الإيرانيين والأمريكيين يسعون إلى إبرام "اتفاقات محدودة تهدف إلى خفض التوتر" من قبيل "تقدم على صعيد البرنامج النووي الإيراني والإفراج عن سجناء".
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز