إيران تعتقل مئات الناشطين انتقدوا التكتم على ضحايا كورونا

أعداد الاعتقالات والقضايا المتعلقة بنشر أخبار حول أزمة كورونا شهدت ارتفاعا مع انتقاد أداء الحكومة الإيرانية خلال الأسابيع الماضية.

اعتقلت السلطات الإيرانية مئات الناشطين عبر الإنترنت على خلفية انتقادات للنظام الحاكم بشأن التكتم على حقيقة بيانات ضحايا فيروس كورونا المتفشي في عموم البلاد.

ورغم المطالبات الحقوقية والدولية لإيران بالإفراج عن الناشطين بالسجون المكتظة بدأت طهران موجة جديدة من الاعتقالات.

ورصدت محطة "إيران إنترناشونال" الإخبارية، التي تبث بالفارسية من بريطانيا، في تقرير لها، الثلاثاء، تفاصيل الاعتقالات التي شملت صحفيين والتي نفذتها قوات الشرطة وسلطات القضاء.

• مسؤول إيراني يعترف: كورونا ظهر لدينا منذ يناير

وأشار التقرير إلى أن أعداد الاعتقالات والقضايا المتعلقة بنشر أخبار حول أزمة كورونا في إيران شهدت ارتفاعا مع انتقاد أداء الحكومة الإيرانية خلال الأسابيع الماضية.

وأعلن مسؤولون بقوى الأمن الداخلي (شرطية) في محافظتي هرمزجان (جنوب شرق) وجيلان (شمال)، أمس الإثنين، اعتقال 20 شخصا على الأقل لاتهامهم ببث شائعات ومحتوى مثير عبر الفضاء الافتراضي.

ولفت التقرير إلى أن السلطات اعتقلت أكثر من 50 شخصا بنطاق محافظتي كردستان وأذربيجان الشرقية، وكلاهما ضمن مناطق تقطنهما أقليات عرقية في إيران، منذ بداية الأسبوع الجاري.

وبدأت موجة الاعتقالات الشرطية والقضائية قبل يوم من إجراء الانتخابات البرلمانية الإيرانية في 21 فبراير/ شباط الماضي، وطالت عشرات الناشطين عبر الإنترنت في 6 محافظات بينها العاصمة طهران وقم التي تعتبر عاصمة دينية أيضا.

واعتقل 15 شخصا بداية من 21 مارس/آذار الجاري (رأس السنة الفارسية)، في 3 محافظات إيرانية هي أصفهان (وسط) وأذربيجان الغربية (شمال غرب)، وجيلان.

وسجلت شرطة مكافحة الجرائم الإلكترونية الإيرانية نحو 1000 حالة انتهاك عبر الإنترنت حتى 24 مارس/آذار الجاري، أحيل منها 316 حالة إلى الادعاء العام للتحقيق قضائيا، حسب التقرير.

وأوضحت "إيران إنترناشونال" أن تهديدات طهران لم تتوقف عند الناشطين إعلاميا بسبب انتقادهم للتعتيم الرسمي المفروض على إحصائيات ضحايا فيروس كورونا المستجد، بل تخطتهم إلى أطباء ونواب في البرلمان كذلك.

وتطرقت تقارير صادرة مؤخرا عن الاتحاد الدولي للصحفيين (اتحاد نقابي عالمي) لتشديد الرقابة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إيران، ومعاقبة ناشطين عبر الإنترنت تزامنا مع أزمة فيروس كورونا.

يذكر أن لجنة مكافحة فيروس كورونا في إيران (رسمية) دشنت مجموعة عمل، الأحد الماضي، تقول إن مهمتها تنحصر في متابعة الشائعات والإحصاءات المزيفة والمحتوى غير الصحيح عبر الإنترنت.

وفي حين تثار انتقادات من قبل مستخدمين عبر الإنترنت حول نقص المستلزمات الطبية، أعلنت سلطات القضاء والشرطة في إيران رصدهما أي تقارير مصورة ومكتوبة حول هذا الأمر.

وتبني مسؤولون إيرانيون بينهم المرشد علي خامنئي نظرية المؤامرة بشأن ظهور فيروس كورونا المستجد داخل بلادهم، غير أن رئيس لجنة علم الأوبئة بلجنة مكافحة كورونا أقر بوصول المرض المعروف علميا باسم (كوفيد - 19) إلى إيران منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.

وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية تسجيل 117 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 2757، فيما وصل عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 41 ألفا و495 حالة.