مؤسسة: إيران تستغل 3 مساجد بأمريكا لنشر التطرف
مع اشتعال احتجاجات إيرانية ضد أيديولوجية ملالي طهران، ما زال ذلك الفكر المتطرف يروج له عبر البحار في مساجد أمريكية.
كشفت مؤسسة "مشروع كلاريون" الأمريكية عن 3 مساجد ومراكز دينية إيرانية تتحكم فيها طهران بشكل كامل، سعيا للترويج لنظام الملالي، ونشر وتصدير أفكاره المتطرفة داخل الولايات المتحدة.
ويسعي النظام الإيراني لتصدير أيديولوجية نظامه القمعي، التي تواجه احتجاجات عارمة ومتكررة بالداخل، من قبل المعارضين إلى الترويج لتلك الأفكار في مساجد داخل الولايات المتحدة على أيدي أئمة تابعين للملالي.
مركز كربلاء التعليمي
وفي مدينة ديربورن بولاية ميشيجان الأمريكية، يقود مركز كربلاء التعليمي إمام يعلن دعمه علنا للنظام الإيراني و"حزب الله" الإرهابي الذي تحركه طهران لإشعال الحروب والفتن في جميع أنحاء العالم.
وكان حسام الحسيني، في بغداد خلال أبريل/نيسان الماضي، حيث تمت دعوته للخطبة في حشد على صلة بمليشيات تدعمها إيران، أما في فبراير/شباط الماضي نشر "الحسيني" صورة تمجد مرشد إيران علي خامنئي، زاعماً أن النظام الإيراني "ديمقراطي ويحظى بدعم شعبي".
ويتحدث الحسيني علنا عن دعمه لحزب الله الإرهابي في لبنان، والمدرج على قوائم الإرهاب في عدة دول تتصدرها الولايات المتحدة، حيث دافع عن ظهوره في مسيرات داعمة لحزب الله في 2007 بأنه "لا يعتقد أن حزب الله منظمة إرهابية".
ورغم مواقفه المريبة من الإرهاب، تمت دعوة الحسيني لإلقاء ابتهالات في الملتقى الشتوي السنوي للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في واشنطن، كما تمت دعوته العام الماضي لإلقاء خطاب في الفعالية التذكارية السنوية لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول في ولاية ديترويت.
وأثار الحسيني الجدل خلال خطابه في اجتماع اللجنة الوطنية الديمقراطية عندما وصف الولايات المتحدة بـ"قوة محتلة".
ويمتد تأثير مركز كربلاء إلى مساجد وملتقيات أخرى في الولايات المتحدة، حيث يجري فعاليات في المنظمات القريبة منه بما في ذلك المركز الإسلامي الأمريكي والمعهد الإسلامي للمعرفة.
وأوضحت منظمة "مشروع كلاريون"، المختصة في نشر توعية حول مخاطر التطرف والإرهاب، أن النظام الإيراني وحزب الله يبنون تحالفات في مدينة ديربورن الأمريكية، حتى يتمكنوا من تهديد الولايات المتحدة وتوسيع شبكتهم الإرهابية واللعب على أوتار الطائفية.
مركز زينبيا
في مدينة بحيرة واليد يقع مركز زينبيا المعروف أيضا باسم "اتحاد أهل البيت"، وهو مسجد ينشر رسائل خامنئي ويعامله كسلطة دينية يجب على كل المسلمين الاستماع له.
وقاد مركز زينبيا منذ 2014 إمام متطرف يدعى أسامة عبدالغني، الذي ظهر في فيديو خلال 2017، ومن خلفه مقاطع لمليشيات "حزب الله" الإرهابية في مسيرة عسكرية، هدد خلاله الغرب قائلا إن حزب الله "وحد المؤمنين وساعد في تدريب الناس المستعدين للتحطيم".
وعقد المركز فعالية تضامنا واحتجاجا على مقتل ناصر عباس جعفري في باكستان، والذي أشاد به زعيم "حزب الله" حسن نصرالله والتقاه في 2012 ليؤكد أن منظمة جعفري تتشارك أهدافها مع حزب الله.
كما وفر المركز لأحد الأئمة المتطرفين ويدعى أحمد حنيف الذي تولى إمامة المركز في 2009، والذي يظهر أحيانا في دعاية النظام الإيراني التلفزيونية.
واستضاف المركز أيضا داوود وليد، رئيس فرع ميشيجان للمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، والذي صنفته وزارة العدل الأمريكية ككيان إرهابي تابع لتنظيم الإخوان، ومؤيد لحركة حماس.
ولفتت مؤسسة "كلاريون" إلى أن داوود وليد كان على علاقة في 2010 بالإمام المتطرف لقمان عبدالله الذي قتل في 2010 خلال مداهمة لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي بعد أن فتح لقمان ومجموعة من تابعيه النيران على الشرطة البريطانية وقتلوا أحد الضباط.
بيت الحكمة
في 2013، نشرت مؤسسة "مشروع كلاريون" تحليلا عن منح قدمتها مؤسسة تدعي "علوي" وهي جبهة معروفة للنظام الإيراني، والتي استخدمت لتمويل برنامجها النووي وللترويج للفكر المتطرف.
وفي 2009، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن مؤسسة علوي تروج لفكر ملالي طهران على مستوى عالمي، حيث تعتبر المؤسسة "آلة دعائية" للنظام الإيراني.
وأظهرت وثائق علنية لمؤسسة علوي أنها أرسلت أكثر من 43 ألف دولار أمريكي إلى ما يسمي بـ"بيت الحكمة الإسلامي" بين 2004 و2009، وهو ما يشير إلى أهميته لملالي طهران في تحقيق أهدافهم من مؤسسة علوي.
ويرأس بيت الحكمة محمد علي إلهي، والذي حسب سيرته الذاتية تعلم في مدرسة بإيران.
وأشارت مؤسسة "مشروع كلاريون" إلى أن "محمد علي إلهي" اعتقل من قبل قوات الأمن الإيرانية في 1978 قبل ثورة الملالي، لكن بعد اندلاع الثورة تم تعيينه من قبل النظام الاستبدادي مدرسا لما يسمي "للأخلاقيات الإسلامية في الأكاديمية البحرية الإيرانية" واستمر في المنصب لمدة 5 سنوات.
وفي 1988، أسس محمد علي مركزا للأبحاث الثقافية في طهران يركز على دافع التضحية الإيرانية للدفاع عن البلاد لمدة 8 سنوات خلال الحرب العراقية - الإيرانية.
وأوضحت المؤسسة أن ذلك يعني سماح النظام الإيراني لمحمد علي إلهي بتجنيد انتحاريين على استعداد القتال لأجل إيران، قبل أن ينتقل إلى مدينة ديربورن الأمريكية في 1992 ليرأس المركز الإسلامي الأمريكي، وهو مسجد آخر في ميشيجان يدعم مليشيا حزب الله الإرهابية.