كاتب بريطاني يطالب بروكسل بعقوبات "أشد قسوة" ردا على إرهاب إيران
بعد موجة من المؤامرات الإرهابية على الأراضي الأوروبية انتبه الاتحاد الأوروبي إلى التهديد المتنامي الذي تشكله إيران للأمن العالمي
قال الكاتب البريطاني كون كوجلين إن الاتحاد الأوروبي تنبه مؤخرا إلى خطر الإرهاب الإيراني، لكنه أبدى تحفظا تجاه عقوبات أقرتها بروكسل مؤخرا على نظام طهران، مطالبا بإجراءات "أشد قسوة".
ورأى كوجلين وهو محرر شؤون الدفاع صحيفة "تلجراف" البريطانية، وكبير محرري الرأي فيالشؤون الخارجية أنه بينما كان النظام الإيراني ينشر الإرهاب في أوروبا، كانت بروكسل تغض الطرف معتبرة أن "العلاقات التجارية أكثر أهمية من حماية أمنها"؛ قبل أن تنتبه مؤخراً إلى موجة من المؤامرات الإرهابية على الأراضي الأوروبية.
وفي مقال رأي نشرته الصحيفة، قال كوجلين إنه بعد موجة من المؤامرات الإرهابية على الأراضي الأوروبية، تنبه الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف إلى التهديد المتنامي الذي تشكله إيران للأمن العالمي.
وأشار إلى أنه في الأسبوع الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي إجراءات جديدة ضد طهران، ولكن عند مقارنتها بنظام العقوبات القوي الذي طبقته واشنطن في الأشهر الأخيرة، من غير المحتمل أن يؤدي رد بروكسل إلى "قض مضاجع" طهران.
وأوضح أن العقوبات تأتي رداً على سلسلة من المؤامرات التي رعتها إيران والتي تم الكشف عنها في أوروبا منذ توقيع الاتفاق النووي المثير للجدل مع طهران في عام 2015.
وأضاف أنه بغض النظر عن حسم الجدل القائم منذ فترة طويلة حول طموحات إيران النووية، فإن الاتفاق الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان من المفترض أن يشجع النظام على تبني موقف أكثر إيجابية تجاه العلاقات الدولية.
واستدرك بالقول إنه "وبدلاً من ذلك، يبدو أنها شجعت قادة النظام الإيراني على توسيع عملياتهم الإرهابية من نطاقها المعتاد في الشرق الأوسط إلى قلب أوروبا".
ولفت إلى أنه في عام 2015 -في الوقت نفسه تم التوقيع على الاتفاق النووي- اغتيل الناشط الإيراني المعارض علي محمد (56 عاماً) في مدينة ألمير الهولندية، ثم قتل المعارض أحمد ملا نيسي في لاهاي عام 2017، وقد أعلنت أجهزة الاستخبارات الهولندية أن لديها "مؤشرات قوية على تورط إيران في اغتيال 2 من المواطنين الهولنديين".
والصيف الماضي، أحبطت السلطات الفرنسية مؤامرة فاشلة نظمها أسد الله أسدي، وهو عضو بارز في وزارة الاستخبارات الإيرانية، لتفجير مظاهرة للمعارضة الإيرانية في باريس.
وفي سبتمبر/أيلول، نجحت الشرطة الدنماركية في إحباط مؤامرة لاغتيال ناشط إيراني في كوبنهاجن، وألقت الحكومة الدانماركية باللائمة على الاستخبارات الإيرانية في التخطيط للهجوم واستدعت سفيرها من طهران.
ووفقا للكاتب، لا يقتصر التصاعد في النشاط الإرهابي الإيراني بأي حال من الأحوال على أوروبا، فقبل عيد الميلاد، قدّم المبعوث الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك، أدلة دامغة على نشاط إيران المتزايد في العالم العربي، حيث عرض مجموعة من الأسلحة الإيرانية التي تم استخدامها في اليمن والعراق وسوريا، فضلا عن خطة لإسقاط نظام البحرين.
واعتبر أنه في المقابل، كانت استجابة الاتحاد الأوروبي للأدلة الملحة فيما يتعلق بالتصاعد الأخير في الإرهاب المدعوم من إيران بلا شك "مخيبة للآمال"، وشملت الإجراءات التي أعلن عنها الأسبوع الماضي مجرد تجميد أصول اثنين من ضباط الاستخبارات الإيرانية المتورطين في المؤامرات الأخيرة، إلى جانب وضع وزارة الاستخبارات والأمن الداخلي الإيرانيين على قائمة الإرهاب.
وارتأى أن العلاقات التجارية المربحة التي طورتها العديد من الدول الأوروبية، لا سيما ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مع إيران منذ توقيع الاتفاق النووي تعني أنها مترددة في دعم تنفيذ إجراءات جادة ضد إيران.
ونوّه بأن الاتحاد الأوروبي لا يكتفي بمعارضة قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ويحاول الآن التحايل على العقوبات الأمريكية للسماح للشركات الأوروبية بالاستمرار في التجارة مع إيران دون تدابير عقابية من الولايات المتحدة.
ورجح أن نهج الاتحاد الأوروبي لن يحظى بالعديد من الأصدقاء في واشنطن، فحتى عندما زُودت بأدلة واضحة على أنشطة إيران الإرهابية على أراضيها، أظهرت أوروبا أنها مهتمة أكثر بالحفاظ على العلاقات التجارية مع طهران أكثر من حماية الأمن الأوروبي.