موجة طلبات لجوء رياضيي إيران تتزايد.. بطلة التزلج تستقر بألمانيا
تزايدت موجة طلبات لجوء الرياضيين الإيرانيين من الجنسين بالخارج، بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي أحدث حالة لطلب اللجوء، أكدت تقارير إعلامية إيرانية، اليوم السبت، أن "عاطفة أحمدي، اللاعبة الإيرانية الوحيدة في أولمبياد بكين الشتوية، تقدمت بطلب اللجوء في ألمانيا".
وعاطفة أحمدي تعد الأولى على إيران في رياضة التزلج على الجليد.
وقالت عاطفة أحمدي في تصريحات صحفية بعد مشاركتها بعلم إيران في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 بالصين: "سمع من الاتحاد الإيراني للتزلج أنه بسبب الانتفاضة الثورية التي حملت شعار المرأة الحياة الحرية، تعتزم هذه المؤسسة التقليل من إرسال الرياضيين إلى المسابقات الرياضية الدولية".
وحصلت عاطفة أحمدي، البالغة من العمر 22 عامًا، على 5 ميداليات آسيوية وعدة ميداليات ذهبية في مسابقات التزلج الدولية في تركيا.
الاتحاد الإيراني يعلق
بدوره، علق رئيس اتحاد التزلج الإيراني عباس نظريان، اليوم السبت، على طلب عاطفة أحمدي اللجوء في ألمانيا، قائلا: "آمل أن يكون هذا الخبر غير صحيح".
وأضاف نظريان في تصريحات صحفية: "كان هذا القرار شخصيًا ويبدو أنه تم التخطيط له لفترة طويلة، وآمل أن يكون هذا الخبر غير صحيح".
ووصف نظريان عاطفة أحمدي بأنها "من أفضل الرياضيين في التزلج الإيراني وقد دعمناها بكل الطرق ولم نترك شيئًا ينقصها، ولقد قدمنا اسمها للسفر إلى روسيا والتدريب هناك أيضًا، لكن انتهى بنا الأمر في صفقة منتهية".
تزايد الظاهرة
وفي مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، تقدمت سيدة الشطرنج الإيراني "سارة خادم الشريعة"، البالغة من العمر 25 عامًا، بطلب اللجوء في إسبانيا، بعدما ظهرت في بطولة العالم السريع للشطرنج في ألماتي بكازاخستان دون حجاب.
وقالت خادم الشريعة في مقابلة صحفية مؤخراً إنها لن تعود إلى إيران بسبب رفضها ارتداء الحجاب الذي تفرضه السلطات، مشيرة إلى أنها استقرت مع زوجها وابنها في العاصمة الإسبانية مدريد.
والأربعاء الماضي، حسم لاعب المنتخب الإيراني للكاراتيه "فرزاد رستمي" مصير حياته بطلب اللجوء في سويسرا وإعلان رفضه العودة إلى إيران مع بعثة المنتخب الذي شارك في مسابقة الكاراتيه الفرنسية المفتوحة في باريس خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال رستمي في حديثه لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، بعد تقارير عن تقديم طلب اللجوء في فرنسا: "أنا تقدمت بطلب اللجوء في سويسرا وما جرى تداوله عن تقديم اللجوء في باريس غير صحيح".
وأكد رستمي أنه يرفض العودة إلى إيران لأسباب شخصية، من دون أن يكشف عنها، مشيراً إلى أنه شارك مع بعثة المنتخب الإيراني وبذلك ينفي مزاعم الاتحاد الإيراني للكاراتيه الذي نشر بياناً قال فيه إن "فرزاد رستمي لم يكن يمثل طهران في فرنسا".
وخلال السنوات القليلة الماضية، هاجرت أيضًا أتوسا بوركاشيان، وغزال حكيم فرد، وميترا حجازيبور، ودرسه درخشاني، اللواتي يحملن رتبة سيد كبير في مجال الشطرنج النسائي، إلى دول أجنبية ورفضن العودة إلى إيران.
كما اتخذ لاعب الشطرنج الرجالي علي رضا فيروزجا وحكم الشطرنج الدولي شهرية بيات قرارا مماثلا في السنوات الماضية وتخلوا عن مواصلة أنشطتهم المهنية تحت غطاء الاتحاد الإيراني للشطرنج.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 60 رياضيا إيرانيا تقدموا بطلب اللجوء في عدد من الدول الأجنبية منذ عام 2015.
فيما أعلن مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني في عام 2020، "أنه على مدار العقدين الماضيين، هاجر أكثر من 38 رياضيًا من إيران، ومن أهم أسباب ذلك منع المسؤولين من مواجهتهم مع خصوم إسرائيليين".
وفي الوقت الحالي، أصبح موضوع الحجاب الإلزامي أحد أسباب مغادرة الرياضيين إيران والتحول إلى لاجئين.
إغلاق الجمباز للنساء
وفي سياق متصل، تقول إلناز دانيشخاه، البطلة السابقة للجمباز النسائي الإيراني، إن الجمباز النسائي مغلق منذ ثلاث سنوات.
وقالت لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا": "منذ عام 2019، لم تقم مسابقات الجمباز في قسم السيدات، وهذا ما جعل الرياضيين يفتقرون إلى الحافز ويذهبون إلى تخصصات أخرى".
وأضافت أن منافسات الجمباز الوحيدة التي أقيمت هذا العام للنساء والفتيات كانت على مستوى اتحاد الطلاب وفقط لفئة 13 و14 و15 عامًا.
ومضت في حديثها: "لدي طالبة تدربت في هذا المجال منذ 10 سنوات، لكنها لم تشارك بعد في مسابقة وطنية".
والرياضات النسائية، مثل غيرها من المجالات، هي مسرح للتمييز الشديد ويجب على اللاعبات التنافس بالزي الإسلامي الذي يرغب فيه المسؤولون الحكوميون، وبشكل عام لا تحظى مسابقات النساء والفتيات بتغطية إخبارية كثيرة ولها جمهور محدود.
ومنذ وقت ليس ببعيد، تصدّر تحدي بطلة تسلق الصخور الإيرانية إلناز ركابي من دون ارتداء الحجاب الإلزامي عناوين الصحف.
وقالت "شادري بريدر" نائبة رئيس اتحاد الشطرنج النسائي الإيراني عن هجرة سارة خادم الشريعة، أستاذة الشطرنج الإيرانية الدولية: "آسف لخسارة هذه النخبة الإيرانية".
واختتمت حديثها لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية: "لا أريد الحديث عن سارا، وادع بعض الوقت يمر حتى يتم تحديد المهمة"، مشيرة إلى "أنه كان يجب على الجهات الإيرانية الحكومية التفكير في النخب قبل مغادرتهم البلاد، لأنها بعد ذلك لم تعد مفيدة".
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز