المخرج الإيراني حجت الله سيفي لـ«العين الإخبارية»: صلاحية الأفلام غير الملتزمة بـ«الحجاب» محدودة.. وستنسى
قال المخرج السينمائي الإيراني حجت الله سيفي إنه بلاده تمتلك تاريخاً قديماً وعريقاً وهو ما يحفِّزه لنقل وعرض تقاليد وصناعات وثقافات إيران إلى العالم.
وفي حوار مع "العين الإخبارية" تحدّث حجت الله سيفي عن ظروف صناعة الأفلام في إيران وأسباب الشعبية الكبيرة لبعض أفلامها في المهرجانات الدولية. وإلى نص الحوار:
إلى أي مدى تأثرت أعمالك بالثقافة والتقاليد الإيرانية؟
السينما الإيرانية، سينما مستقلة تتمتع بتفكير وثقافة خاصة، وكل مخرج إيراني يلتزم بهذه المبادئ. لذا، أنا أيضاً لست بعيداً عن هذا التفكير والتوجه، وأعتبره أساساً في أفلامي.
أنقل وأعرض تقاليد وصناعات وثقافات بلدي إلى العالم، لأن إيران تمتلك تاريخاً قديماً وعريقاً، وقد أضافت الثقافة الإسلامية إليها غنىً أكثر، وكل مخرج وفنان إيراني لا يغفل هذا.
ماذا عن التجديد في أعمالك؟
التجديد من الممكن أن يكون في خدمة المبادئ التي تحدثت عنها آنفاً، وهذا ما أحرص عليه أيضاً.
في كل مرة يظهر جيل جديد في المجتمع، يحتاج إلى التجديد لنموه وتطوره، ولا يعني هذا التصادم مع التقاليد والثقافة، بل قد يكون في خدمتها ويعزز الأصالة والقيم الثقافية، ويساعد الفنان في التواصل بشكل أفضل مع المجتمع.
من المفيد أن يرتبط الجيل الشاب بماضيه وقيم ثقافته، ولا ينسى عظمة ثقافته وتاريخه.
التجديد والتحديث أمران لا مفر منهما ويؤديان إلى ظهور أساليب جديدة في الفنون، ورغم أن هناك من يعارضهما، إلا أن التجديد يُقبل تدريجياً، ولكن لا ينبغي لنا أن ندمِّر القيم الإنسانية والتقليدية بحجة التجديد.
التجديد في الفن يعزز ظهور فنانين ومخرجين جدد بإبداعات جديدة، ويُسهم في الانتعاش الاقتصادي، وهو ما تحتاجه السينما.
كيف ترى دور السينما في تشكيل الوعي الاجتماعي؟
المخرج مثل كاتب القصة أو الرواية. أحب أن أُعبر في أفلامي، سواء كانت عائلية أو سياسية أو مغامرات، عن رسالتي الإنسانية التي تهدف إلى تقديم الوعي والتفاعل مع التحديات التي تواجه الناس في مجتمعهم. أريد أن يستمتع الجمهور ويستفيد في الوقت ذاته.
للأسف، السينما العالمية اليوم لم تعد تقتصر على الأدوار الثقافية فقط بل دخلت في السياسة، وأصبح هناك اهتمام أكبر بهذا الاتجاه.
وفي الغرب تُستخدم كأداة لتحقيق الأهداف السياسية والتأثير على الشعوب، مما يجعلها تتباعد عن النظرة الثقافية التي كانت تستمد من الأدب والروايات في الماضي.
في إيران، البعض يرغب في تقديم نوع خاص من السينما مناسب لأذواق بعض المعارضين لإيران، الذين يسعون للتحرك ضد سياسات الحكومة واختيار موضوعات نقدية، لكني أرى أن المخرج لديه مسؤولية تجاه مجتمعه.
رغم التحديات التي تواجه صناعة السينما في إيران، كيف تمكنت من مواصلة إنتاج أعمالك وما نصائحك للمخرجين الشباب؟
السينما الإيرانية مرت بمرحلتين. قبل الثورة لم تكن لها مكانة حتى بين الإيرانيين أنفسهم، وبعد الثورة أخذت منحى آخر عبر تنقيتها من التأثيرات السلبية للأفلام الأجنبية ووجدت لها نهجاً خاصاً يعتمد على تقاليدها وقيمها الثقافية.
وأصبح إنتاج السينما في إيران ينمو من خمسة أفلام سنوياً إلى حوالي خمسة وستين فيلماً، وتواجدت في المهرجانات العالمية وحصلت على جوائز متعددة. قد لا يكون هذا الهدف الرئيسي، ولكن السينما الإيرانية لاقت قبولاً بناءً على نظرتها الخاصة.
عادةً ما تكون هناك تحديات للفنانين في جميع الحكومات، لكن شكلها يختلف. جُهد الفنانين يظهر في مواجهة هذه التحديات والصراعات، وقد حاولت أن أحرر نفسي من هذه الصراعات، وأحياناً نجحت.
هل لديك مشاريع مستقبلية تتناول مواضيع معينة ترغب في التركيز عليها وكيف تتعامل مع القيود المحتملة في تناول هذه المواضيع؟
أعمل على مشروع سينمائي يتناول جزءاً من حياة النبي محمد في صدر الإسلام. وهو فيلم تاريخي عن الأحداث التي تلت إرسال النبي رسوله إلى كسرى عظيم الفرس.
يواجه المشروع تحديات إنتاجية، وأحاول أن أنتجه مع إحدى الدول المجاورة.
الفنانون في أي بلد لا يكونون أحراراً تماماً، والامتثال لقوانين كل بلد يوفر الأمان الوظيفي للفنان.
ما رأيك في توسع إنتاج الأفلام التي تُنتج بدون الالتزام بالحجاب وتُعرض خارج إيران؟
لكل مخرج الحرية في صناعة أي نوع من الأفلام وفقاً لأهدافه وأفكاره. ومع ذلك، فإن هذه الأفكار ليست لها قاعدة جماهيرية ولن تترك أثراً في تاريخ السينما، وهي أفلام ذات مدة صلاحية محدودة مثل الأخبار وستُنسى.
ما مكانة السينما الإيرانية في العالم؟
لكل سينما مكانتها في بلدها، وليس من الضروري أن نتنافس، لأن لدينا رؤية وقيم إنسانية خاصة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز