بسفن قتال بعيدة المدى.. هل تعود روسيا لـ«نادي القوى البحرية»؟

بمشروع سفن قتال بعيدة المدى، تعود روسيا لـ«نادي القوى البحرية» في تحول استراتيجي بعد عقود اكتفت خلالها بالفرقاطات والسفن صغيرة الحجم.
وفي إعلان يسلّط الضوء على طموحات موسكو المتجددة، كشف القائد العام للبحرية الروسية أن التصميمات الفنية لأول مدمرة روسية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي تقترب من الانتهاء.
ووفقا لمجلة «مليتري ووتش»، يُنظر إلى هذا المشروع باعتباره تحولا استراتيجيا يعيد روسيا إلى نادي القوى البحرية القادرة على إنتاج سفن قتال بعيدة المدى، بعد عقود اكتفت خلالها بالفرقاطات والسفن صغيرة الحجم.
وأكد قائد البحرية الروسية، الأدميرال ألكسندر مويسيف، أن العمل بلغ مراحله النهائية وأن التصميم سيسلم في الموعد المحدد، على أن يبدأ البناء ضمن البرنامج البحري المقبل.
ويصف المسؤولون الروس هذه المدمرة بأنها منصة قادرة على تنفيذ مهام بعيدة المدى، ما يجعلها قفزة نوعية في قدرات موسكو البحرية بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة عقود.
عقبات تاريخية وصناعية
منذ تفكك الاتحاد السوفياتي لم يدخل أي تصميم جديد من المدمرات إلى الخدمة الروسية، باستثناء سفن قليلة بُنيت خصيصا للصين في التسعينيات.
وهذا الانقطاع أثار تساؤلات حول قدرة صناعة بناء السفن الروسية على استعادة زخمها، خاصة في ظل العقوبات الغربية التي حرمتها من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.
وخلال العقد الماضي، طُرح مشروع "ليدر" الطموح لبناء مدمرات نووية بوزن 14 ألف طن، لكنه تعثر بسبب التكلفة الباهظة والتحديات التقنية، ليظل حبيس الأوراق رغم تصريحات رسمية تحدثت عن جاهزية الإنتاج.
قوة نارية متوقعة
التسريبات تشير إلى أن المدمرة الروسية الجديدة ستدمج بين نسخ بحرية من منظومة الدفاع الجوي "إس-400" وصواريخ "تسيركون" الفرط صوتية، والتي أثبتت فعاليتها بعد دمجها في تحديث طرادات "كيروف".
ويتوقع أن تجعل هذه المنظومة المدمرات الروسية منافسا خطيرا في سباق التسلح البحري، خاصة أن "تسيركون" يتمتع بقدرات هجومية لا تملكها حاليا سوى الصين.
وأشارت المجلة إلى أن الصين يتوقع أن تشكل عنصرا مساعدا محتملا، فقد بنت نحو 40 مدمرة خلال العقد الأخير، ما منحها خبرة صناعية متقدمة جعلتها المنتج الأكبر عالميا.
وقد يمنح التعاون بين موسكو وبكين روسيا دفعة لتجاوز عقبات الإنتاج المحلي، لكنه أيضا يكرّس اعتمادها المتزايد على الصين في مجالات التكنولوجيا العسكرية.
واقع الأسطول الروسي
يضم الأسطول الروسي في الوقت الراهن 11 مدمرة فقط تعود إلى الحقبة السوفياتية، إلى جانب 3 طرادات، أي ما مجموعه 14 سفينة قادرة على العمل في المحيطات.
وهذا الرقم يبدو محدودا مقارنة بحجم الجيش الروسي وطموحاته العالمية، ما يجعل المدمرة الجديدة عنصرا محوريا في أي خطة لتجديد وتوسيع الأسطول.
وترى المجلة أن المشروع الجديد لا يمثل مجرد خطوة صناعية، بل اختبارا لمدى قدرة روسيا على استعادة إرثها البحري في ظل ظروف دولية معقدة.
ونجاحه قد يضع موسكو من جديد في دائرة المنافسة مع واشنطن وبكين، بينما فشله سيؤكد أن القيود الاقتصادية والعقوبات الغربية لا تزال تحد من طموحاتها.