إضراب شامل في «إير كندا» يهدد آلاف المسافرين حول العالم

دخل المضيفون الجويون في شركة "إير كندا" ابتداءً من اليوم السبت في إضراب مرتبط بمطالب تتعلق بالأجور، ما أدى إلى إلغاء جميع رحلات الشركة. التي تخدم آلاف المسافرين يوميا حول العالم.
ووفقًا للتقديرات، فإن آلاف المسافرين سيجدون أنفسهم عالقين على الأرض هذا السبت، بعدما أعلنت طواقم الطيران في الشركة عن بدء حركتهم الاحتجاجية.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إن إضراب طاقم الطيران في "إير كندا" يمثل نقطة تحول بارزة في علاقة الشركة بأكبر مكون من مكوناتها التشغيلية، إذ يكشف عن تصاعد التوتر بين الإدارة والموظفين بسبب قضية الأجور وظروف العمل.
آليات الأجر التقليدية
فمطالبة أفراد الطاقم بالحصول على تعويضات عن ساعات العمل على الأرض، بما في ذلك وقت الصعود إلى الطائرة، تعكس إدراكًا متزايدًا لعدم العدالة في آليات الأجر التقليدية، وهو ما ينسجم مع موجة أوسع من التحركات العمالية في قطاع الطيران العالمي خلال مرحلة ما بعد الجائحة، حيث يسعى العاملون إلى تحسين أوضاعهم في ظل تضخم اقتصادي وضغوط مهنية متزايدة، وفقًا للصحيفة الفرنسية.
لكن تداعيات الإضراب لا تتوقف عند حدود الخلاف بين الشركة وموظفيها، إذ أن تعليق نحو 700 رحلة يوميًا يعني عمليًا شللاً شبه كامل لشبكة "إير كندا" التي تخدم 180 مدينة عالميًا، ما يضع عشرات الآلاف من المسافرين في مواجهة فوضى لوجستية هائلة.
وعلى الصعيد الأوسع، يكشف هذا المشهد عن هشاشة قطاع الطيران أمام النزاعات العمالية، ويطرح أسئلة حول قدرة الشركات الكبرى على التوفيق بين تحقيق التوازن المالي والحفاظ على استقرار اجتماعي داخلي يضمن استمرارية الخدمة، خاصة في ظل منافسة متصاعدة في سوق النقل الجوي العالمي.
- قمة ألاسكا تمنح زبائن النفط الروسي عفوا مؤقتا من رسوم ترامب الإضافية
- أمريكا تحول تجارة الرقائق إلى لعبة مراقبة.. رسالة قاسية من الصين
وقالت نقابة الموظفين العموميين الكندية، التي تمثل نحو 10 آلاف من أفراد الطاقم المعنيين، في بيان: "نحن رسميًا في حالة إضراب الآن".
وبالتوازي، أعلنت الشركة، التي تُسيّر رحلات مباشرة إلى 180 مدينة حول العالم، تعليق جميع رحلاتها الجوية، أي ما يقارب 700 رحلة مقررة السبت، الأمر الذي يؤثر على نحو 130 ألف مسافر يوميًا.
عدم التوجه إلى المطار
وأضافت "إير كندا" في بيانها أنها "تنصح بشدة العملاء المتأثرين بعدم التوجه إلى المطار"، مؤكدة أنها "تأسف بشدة للتداعيات التي تسببها هذه الإضرابات لعملائها".
وكانت النقابة قد أودعت إشعارًا بالإضراب مدته 72 ساعة يوم الأربعاء. وقبل حتى بدء الإضراب رسميًا، كانت الشركة قد أعلنت الجمعة إلغاء نحو 300 رحلة.
ولا يقتصر مطلب الطاقم الجوي على زيادة الأجور فحسب، بل يطالبون أيضًا بالحصول على تعويضات عن ساعات العمل على الأرض، بما في ذلك خلال عمليات الصعود إلى الطائرة، وهي ساعات لم تكن تُحتسب ضمن الأجر من قبل.