الانتخابات الإيرانية.. المعارضة تجتمع "افتراضيا" وتطالب بالمقاطعة
عقد عدد من النشطاء السياسيين المعارضين للنظام الإيراني اجتماعاً افتراضياً، للمطالبة بمقاطعة الانتخابات الرئاسة المقررة الجمعة المقبل.
وعقد الاجتماع بحضور شخصيات مثل رضا بهلوي نجل شاه إيران الراحل، وحسن شريعتمداري، وإسماعيل نوري علاء، وفاطمة سبهري، وأمير اعتمادي، ومسيح علي نجاد، ومحبوبة رمزاني، والدة بيجمان غولي بور، والدة بيجمان الذي قُتل في احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019، كما أرسل محمد نوري زاد رسالة من السجن قرأتها زوجته.
وفي إشارة إلى وجود فصائل مختلفة من المعارضة، قال رضا بهلوي في الاجتماع: "الآن يرى جميع الإيرانيين أننا نتعايش مع اتجاهات مختلفة وأنه في يوم من الأيام يجب أن يسود مثل هذا الاتجاه في إيران".
وأضاف أنه بالنظر إلى الأزمة التي عصفت بإيران والتي شهدناها طوال الأربعين سنة الماضية، من الضروري تشكيل تنظيم لقوى المعارضة، وإطلاق حملات مثل حملة "رأي بي رأي" وتعني بالعربية "التصويت بعدم التصويت"، يعني عدم التوجه لصناديق الاقتراع.
وقال بهلوي: "إن أكبر عدو للأنظمة الديكتاتورية هو تضامن الشعب، ولا يمكن لأي قوة داخلية أو خارجية أن تقف ضده، رغم أنهم سيحاولون تدميره، ويجب أن نكون حريصين على عدم حدوث ذلك".
وحسن شريعتمداري، أحد رموز المعارضة في الخارج، شبّه الانتخابات في إيران بـ"سيرك"، وقال إنه لا ينبغي للمرء أن يشارك في الانتخابات.
وأكد أن الحكومة الإيرانية تورطت بسفك دماء الشعب في كثير من الحالات وليست لها شرعية.
كما كانت هناك خطب من داخل إيران، لم يتم الإفراج عن أسماء وصور بعضها بسبب المخاطر الأمنية، لكن زوجة المخرج الوثائقي والسجين السياسي محمد نوري زاد قرأت رسالته من السجن قائلة إن من يذهبون إلى صناديق الاقتراع يساعدون الأشخاص الذين تورطوا بدماء الإيرانيين واستهداف ممتلكاتها.
ووصف نوري زاده في رسالته أركان النظام بـ"الدواعش"، محذراً من أن التصويت جزء من "جرائم" النظام الحالي.
من جانبها، قالت فاطمة سبهري، أحد الموقعين على البيان الداعي إلى استقالة آية الله علي خامنئي، المعروف باسم البيان 14، إن 85 مليون إيراني "أخذت كرهائن" من قبل الجمهورية الإسلامية وأن الشعب سيبقى في بؤس وفقر والحرمان حتى إلغاء هذا النظام.
وأشارت إلى "الوضع السيئ للغاية" للسجناء السياسيين وحرمانهم، قائلا إن "الكارثة" تحدث في السجون، مضيفة أن الشعب الإيراني أمة "منهوبة وبائسة" يجب أن تتكاتف وتتخلص من الجمهورية الإسلامية.
كما قالت ناهيد بهمني من حزب كوملة أحد الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، في الاجتماع إنها لا ينبغي أن تترشح في الانتخابات لأن الحكومة استخدمت الانتخابات كأداة لإضفاء الشرعية على النظام في السنوات الأخيرة.
ومسيح علي نجاد، الناشطة والإعلامية الإيرانية، اقترحت أيضًا تشكيل "مجلس وطني لإسقاط النظام" خارج إيران، قائلاً "إن المعارضة الحقيقية كانت في الاحتجاجات التي جرت في عامي 2017 و 2019، وإن الجمهورية الإسلامية لا تتناسب ومكانة الشعب الإيراني".
كما قال المطرب الإيراني شاهين نجفي في الاجتماع إنه لو تعاملت الأجيال السابقة مع الحقيقة بجدية قبل 40 عامًا، لما اضطر للعيش في الخارج وهو في سن الأربعين. ووصف النظام الإيراني بأنه جيش "مناهض للحقيقة".
وستُجرى الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو/حزيران بطريقة اتسمت، كما كان الحال على مدى السنوات الـ 43 الماضية، بإقصاء منتقدي النظام على نطاق واسع.
وفي هذه الانتخابات، تمت الموافقة على 7 أشخاص، خمسة منهم هم إبراهيم رئيسي ومحسن رضائي وسعيد جليلي وعلي رضا زكاني وأمير حسين غازيزاده، من التيار الأصولي المتشدد.
وعبد الناصر همتي، الرئيس السابق للبنك المركزي الإيراني، ومحسن مهر علي زاده، رئيس منظمة التربية البدنية للولاية الثانية، محمد خاتمي، مرشحان آخران معتمدان.
وكان إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس حسن روحاني، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق، ومصطفى تاج زاده، شخصية إصلاحية بارزة، ومسعود بزشكيان، نائب رئيس البرلمان السابق، ومحمود أحمدي نجاد رئيس الحكومتين التاسعة والعاشرة، من بين كبار المستبعدين من سباق الانتخابات الرئاسية.