خلف الكواليس.. دور «جنرالات الظل» الإيرانيين في حرب الحوثي

كشفت "ذا صن" البريطانية عن دور مباشر لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في توجيه عمليات المليشيات الحوثية باليمن.
ووفق الصحيفة فإن الملف اليمني يدار من أعلى المستويات في طهران، بدءًا من مكتب المرشد علي خامنئي، مرورًا بالمجلس الأعلى للأمن القومي، وصولًا إلى قادة ميدانيين مثل العميد عبد الرضا شهلائي - المُلقب بـ"الحاج يوسف" - الذي يشرف على الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية لتدخل إيران في اليمن.
منظومة القيادة
لا تقتصر القيادة على شهلائي، بل تمتد إلى نخبة من قادة فيلق القدس، منهم إسماعيل قاآني (قائد الفيلق)، ومحمد رضا فلاح زاده (نائبه)، والعميد "أبو فاطمة" المتخصص في التنسيق مع الوكلاء الإقليميين.
وتُشرف هذه الشبكة على تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، بدءًا من الصواريخ الباليستية وصولًا إلى الطائرات المسيرة، عبر طرق تهريب معقدة تشمل العراق ولبنان.
وفي الوقت نفسه، يرأس اللواء غلام علي رشيد مقر خاتم الأنبياء وهو أعلى هيئة قيادية للقوات المسلحة للنظام.
وهي مسؤولة بشكل أساسي عن الشؤون العسكرية في اليمن، وفقًا لوثائق مسربة من داخل المؤسسة الأمنية الإيرانية نقلتها الصحيفة.
آلية اتخاذ القرار
بحسب التقرير، تتم إدارة جميع العمليات العسكرية والسياسية الخاصة بالحوثيين من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يضع التوجهات العامة للتصعيد العسكري. ومع ذلك، فإن القرارات النهائية تتم بموافقة مباشرة من المرشد علي خامنئي، حيث يخضع أي تحرك عسكري أو سياسي لمصادقته قبل تنفيذه.
ويتكون هيكل اتخاذ القرار في إيران بشأن التدخل في اليمن من عدة مستويات:
مكتب المرشد الأعلى: يتمتع علي خامنئي بسلطة القرار النهائي في جميع الشؤون العسكرية والسياسية الخارجية، خاصة تلك المتعلقة بدعم الوكلاء الإقليميين مثل الحوثيين.
المجلس الأعلى للأمن القومي: يضع الخطط الاستراتيجية ويحدد مستوى الدعم العسكري والمالي للحوثيين، بالتنسيق مع القيادات العسكرية في الحرس الثوري.
فيلق القدس التابع للحرس الثوري: يتولى تنفيذ القرارات، حيث يدير عمليات التسليح، التدريب، والتخطيط للهجمات الحوثية، ويتواصل مباشرة مع القادة الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن خامنئي أكد شخصيًا لقادة الحرس الثوري الإيراني ومسؤولي النظام على أهمية هجمات الحوثيين وضرورة إرسال الأسلحة والمعدات للحوثيين.
ويعمل الحوثيون بالتنسيق مع وكلاء إيران في العراق، وكذلك حزب الله في لبنان، الذي تمتد أذرعه عبر منطقة الشرق الأوسط، مع وجود ممثل من الجماعة في طهران.
ولدى الحوثيين أيضًا مكتب في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي حي الجادرية بالعراق وعاصمته بغداد.
حرب بالوكالة
ويعد دعم المليشيات الحوثية جزءًا من عقيدة "محور المقاومة" التي تتبناها طهران لمواجهة النفوذ الغربي، حيث ترتبط بتحالفات مع "حماس" في غزة، وحزب الله في لبنان، ومليشيات عراقية.
ويعكس هذا النهج إستراتيجية "الردع غير المباشر" التي تهدف إلى إرهاق الخصوم عبر حروب بالوكالة، مع الحفاظ على إنكار رسمي يُمكّنها من تجنب عقوبات دولية أقسى.
ورغم الضربات الجوية الأمريكية-البريطانية على مواقع حوثية، تظل المليشيات قادرة على استهداف السفن، كما ظهر في الهجوم الأخير على حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان".
الصحيفة أشارت إلى أن الحل العسكري وحده لن يكفي ما دامت القنوات اللوجستية الإيرانية قائمة، فيما تُنذر التصعيدات المتكررة بتحول البحر الأحمر إلى ساحة دائمة للصراع، مع تداعيات كارثية على استقرار الطاقة والأمن البحري العالمي.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzYuMTg3IA== جزيرة ام اند امز