اقتصاد
"أسطول الأشباح" الإيراني في خدمة النفط الروسي.. كيف تغيرت المعادلة؟
تحولت ناقلات النفط في "أسطول الأشباح" الإيراني إلى نقل النفط الروسي منذ تكثيف القيود الغربية على موسكو في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
حيث تحول الكرملين إلى تقنيات خرق العقوبات التي كانت طهران رائدة فيها.
وبدأت 16 سفينة على الأقل، شكلت جزءا من شبكة "الأشباح" التي سمحت لإيران بخرق العقوبات الأمريكية، في شحن النفط الخام الروسي خلال الشهرين الماضيين، وفقا لأبحاث فايننشال تايمز.
قبل زيادة عدد هذه الناقلات مؤخرا، كانت 9 سفن فقط قد تحولت إلى المسار الروسي خلال الأشهر التسعة منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
قال سماسرة ومحللون إن روسيا تغري مالكي ومشغلي الناقلات بمعدلات أقساط مرتفعة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى حماية مصدرها الرئيسي لعائدات التصدير من الإجراءات الغربية مثل سقف أسعار النفط لمجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
وقالت سفيتلانا لوباسيوفا، محللة الناقلات في شركة سمسرة السفن EA Gibson في لندن: "لقد رأينا عددا من السفن المشاركة في التجارة الروسية والتي كانت تستخدم في السابق براميل إيرانية".
"علاوة التجارة الروسية لسفن النقل، أعلى بنسبة 50% على الأقل من معدلات السوق العادية، ويمكن أن تكون أكثر من 100% في بعض الحالات، مما يجعل الاقتصاد أكثر جاذبية من شحن النفط الإيراني".
وتمكنت إيران من الحفاظ على صادراتها من النفط الخام أو حتى زيادتها في الأشهر الأخيرة؛ وظهرت طهران، التي تتعاون في السياسة النفطية مع موسكو، كداعم رئيسي للحرب الروسية الأوكرانية.
وقال ماثيو رايت المحلل في Kpler لصحيفة فايننشال تايمز: "يبدو أن زيادة عدد السفن في أساطيل الأشباح المملوكة من خلال كيانات سرية في الخارج، والتي تمكن من التهرب من العقوبات، قد ساعدت على تجنب الكثير من المشاكل في نقل الخام".
ومن المتوقع أن تتفاقم الضغوط في أسواق الناقلات في الأسابيع المقبلة؛ بعد أن امتدت عقوبات الاتحاد الأوروبي وسقف مجموعة السبع لتشمل صادرات روسيا من الوقود المكرر مثل الديزل والبنزين اعتبارا من الأحد الماضي.
اضطرت روسيا بالفعل إلى إعادة توجيه الكثير من نفطها الخام إلى آسيا، بعد سريان الحظر المفروض على واردات النفط الخام الروسي المنقولة بحراً إلى الاتحاد الأوروبي في 5 ديسمبر. ومن المحتمل أن تحتاج إلى شحن الديزل وأنواع الوقود الأخرى لمسافات أطول الآن.
وقال سماسرة السفن إن الشروط جعلت التجارة الروسية أكثر جاذبية من التعامل مع إيران أو دول أخرى تخضع لعقوبات شديدة مثل فنزويلا.
يشير تحليل فاينانشيال تايمز إلى أن كميات الخام الروسي التي يتم شحنها على متن السفن التي تم تحديدها على أنها جزء من "أسطول الأشباح" قد ارتفعت من أقل من 3 ملايين برميل في نوفمبر الماضي، إلى أكثر من 9 ملايين برميل في يناير الفائت.
وبعض السفن التي تخدم الآن الطريق الروسي هي سفن تم تحديدها سابقا على أنها من المحتمل أن تكون جزءا من أسطول الظل الخاص بموسكو والبالغ عددها قرابة 100 سفينة.
أما النفط الروسي الذي يتم تصديره في ناقلات تعمل بتأمين غربي؛ فهذا التأمين متاح فقط بشرط شراء الخام بأقل من سقف السعر، أي أقل من 60 دولارا لبرميل النفط، وأقل من 100 ولار لبرميل الديزل أو البنزين.