الشتاء الثاني للحرب.. مصيدة جواسيس أوكرانية وأسلحة روسية مدمرة
اقتربت الحرب الروسية الأوكرانية من دخول الشتاء الثاني لها في أقل من عام، وسط تصعيد دبلوماسي وعسكري متبادل بين موسكو وكييف.
الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف، أكد الأحد أن بلاده تكثف إنتاج "أقوى وسائل التدمير" على أساس "مبادئ جديدة".
رسالة تحذيرية لوح بها مدفيديف في وجه الغرب قائلا: "عدونا ليس متخندقا فقط في محافظة كييف في مالوروسيا إنه موجود أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها".
ومالوروسيا التي أشار إليها الرئيس الروسي السابق هي كيان إقليمي إداري للإمبراطورية الروسية السابقة.
وعبر تطبيق تلغرام، قال مدفيديف: "لهذا السبب نقوم بتكثيف إنتاج أقوى وسائل التدمير، بما في ذلك تلك القائمة على مبادئ جديدة".
ولم يزح المسؤول الروسي الستر عن تلك المبادئ الجديدة، لكنها تشير على ما يبدو إلى الأجيال الجديدة من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وتفتخر موسكو بتطويرها بنشاط في السنوات الأخيرة.
تصريحات مديدفيديف تزامنت مع إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إحباط محاولات أوكرانية لاستعادة مواقع في لوهانسك.
وعاد شبح الحرب النووية بعد بدء روسيا عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط، ما يؤكد تآكل هندسة الأمن العالمي التي تأسست خلال الحرب الباردة.
وأثارت الانتكاسات العسكرية الروسية في الأشهر الأخيرة مخاوف من أن تفكر موسكو في استخدام ترسانتها النووية لتغيير الوضع الميداني.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد هذا الأسبوع أن السلاح النووي "وسيلة دفاع" الغاية منها توجيه "ضربة انتقامية" في حال استُهدفت بلاده بهذا النوع من الأسلحة.
حرب جواسيس
وفي خيرسون الأوكرانية، وتحديدا على الضفة اليمنى لنهر دنيبر، توقف الشرطة الأوكرانية المسلحة برشاشات، رجلين وصلا بقاربهما للتو إلى المدينة التي استعادتها كييف من موسكو بعد انسحاب الروس منها.
كان الرجلان عائدين من واحدة من الجزر المتاخمة للضفة الشرقية، حيث تعد منطقة رمادية لا وجود لقوات أوكرانية فيها وتسيطر عليها موسكو بحكم الأمر الواقع وإن كان الجنود الروس لا يشاهدون فيها.
وما إن وصلا حتى فاجأهما شرطيون أوكرانيون بأوامرهم: "تحرك! ارفع يديك! ابرز أوراقك!".. مشهد يكشف عن مناخ الشك السائد في خيرسون.
وتتخوف القوات الأوكرانية من وجود عناصر متعاونة من روسيا أو قد تعاونوا معها وتسعى كييف إلى اصطيادهم.
لكن عملية الضبط هذه أخفقت بسرعة. فقد سقط صاروخان على جزيرة صغيرة على بعد مئتي متر عن ضفة النهر لينبعث عمود من الدخان الأسود.
ومنذ احتفالات التحرير، تعيش خيرسون الآن تحت رقابة مشددة من قبل رجال الشرطة، المنتشرون بكثافة ووجودهم واضح في المدينة.
كما تجري عمليات تفتيش في محطة القطارات حيث ما زال بعض السكان يخلون المدينة بقطار يومي.
في بعض شوارع المدينة، اختفت الملصقات الدعائية الكبيرة التي تشيد بروسيا وحلت محلها ملصقات أخرى جديدة تمجد تحرير خيرسون.
وإلى جانب، ظهرت ملصقات أخرى تدعو السكان لكشف المتعاونين مع القوات الروسية.
مساعدات أوروبية
من ناحية أخرى، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على قرار بشأن حزمة مساعدات بقيمة 18 مليار يورو لأوكرانيا على الرغم من اعتراض المجر.
جاء ذلك في بيان أصدره أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تطبيق تلغرام، وأوردته وكالة الأنباء الأوكرانية (أوكرينفورم) اليوم الأحد.
وقال يرماك: "وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على قرار بشأن حزمة مساعدات بقيمة 18 مليار يورو لأوكرانيا على الرغم من اعتراض المجر. إنه خبر سار".
وكانت المجر قد منعت الاتحاد الأوروبي من اتخاذ قرار بشأن حزمة مساعدات بقيمة 18 مليار يورو لأوكرانيا، بما في ذلك فترة سماح مدتها 10 سنوات على القروض.
وتتطلب الموافقة على حزمة المساعدات موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي. واقترحت الرئاسة التشيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي حلا لتجاوز اعتراض المجر بألا يتم تغطية ضمانات القروض من قبل ميزانية الاتحاد الأوروبي ولكن من قبل الدول الأعضاء كل على حدة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز