الحوثي وقرصنة السفن.. عبث إيراني في البحر الأحمر
سارعت مليشيات الحوثي بتبني قرصنة سفينة شحن إماراتية واعتبرته نصرا غير مسبوق لكن كل المؤشرات تشير إلى بصمات إيرانية خلف العملية.
وكان متحدث تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي قال إن سفينة الشحن ذات النداء "روابي" وتحمل علم دولة الإمارات، تعرضت للقرصنة والاختطاف، مساء أمس الأحد، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة.
وتقل السفينة كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بسقطرى بما فيه من عربات الإسعافات، معدات طبية، أجهزة اتصالات، خيام، مطبخ ميداني، مغسلة ميدان، ملحقات مساندة فنية وأمنية.
بدورها زعمت مليشيات الحوثي أن السفينة عسكرية، وبحسب مصادر يمنية فإن مليشيات الحوثي تسعى لتغير حمولة الشحنة ونقل الأسلحة إليها في مسعى لاستثمار ذلك إعلاميا أمام أنصارها.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي بتوجيه من خبراء الحرس الثوري الإيراني لجأت لاختطاف السفينة للضغط على تحالف دعم الشرعية لوقف العملية العسكرية في محافظة شبوة، جنوبي اليمن.
وطبقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي قرصنت سفينة "روابي" إلى ميناء الصليف بالقرب من سفينة صافر والتي تعرف بقنبلة صافر النفطية الراسية شمالي ميناء الحديدة.
وتشير المصادر إلى أن السفينة الإيرانية "بهشاد" الراسية في جزر دهلك والتي يستغلها الحرس الثوري لأغراض عسكرية شاركت على الأرجح في تزويد مليشيات الحوثي بالمعلومات لقرصنة سفينة "روابي"، فيما يذهب آخرون إلى استغلال مليشيات الحوثي رادارات السفن البحرية الراسية في ميناء الحديدة لمراقبة سفن الشحن.
ويعد استخدام إيران لسفنها الاستطلاعية العسكرية في جنوب البحر الأحمر لتزويد الحوثيين ببيانات استهداف السفن واستغلال المليشيات لرادارات السفن عصر جديد من القرصنة وتهديدا أكثر خطورة على الملاحة الدولية.
وسبق لمليشيات الحوثي أن قامت بقرصنة سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" في فبراير/شباط عام 2020 إثر جنوحها بسبب الرياح إلى جزيرة صغيرة واقعة تحت سيطرة الانقلابيين قبالة سواحل الحديدة، حيث اعتقلت المليشيات طاقم السفينة المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.
وقالت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" حينها أن مليشيات الحوثي تحتجز العبّارة "الراهية" في ميناء الصليف شمال الحديدة وتضعها تحت التصرف العسكري لتموين عناصرها.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 احتجزت مليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.
تنفيذ إملاءات إيران
ويعد استمرار تهديدات مليشيات الحوثي للسفن التجارية والملاحة البحرية تنفيذا للإملاءات الإيرانية.
وبحسب الضابط اليمني في البحرية وقائد اللواء الأول في المقاومة التهامية العميد ركن فاروق الخولاني فإن "قيام المليشيات الحوثية بأعمال القرصنة البحرية والاعتداءات بالقوارب المفخخة على السفن المدنية والتأثير على خطوط الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر دلالة على النهج الإرهابي الذي تنتهجه المليشيات الحوثية".
وقال الخولاني في تصريحات خص بها "العين الإخبارية"، إن "ما قامت به مؤخراً مليشيات الحوثي من اختطاف السفينة روابي التي تحمل العلم الإماراتي وعليها شحنة مساعدات إنسانية سعودية جنوب البحر الأحمر يعتبر قرصنة بحرية يجرمه القانون البحري الدولي".
وأكد المسؤول العسكري أن أعمال القرصنة البحرية التي تمارسها المليشيات الحوثية في البحر الأحمر "يحتم على المجتمع الدولي فرض عقوبات رادعة ضد المليشيات الانقلابية".
كما شدد على أهمية تصدي "التحالف العربي الداعم للشرعية وبالتعاون مع الدول المشاطئة للبحر الأحمر لأعمال القرصنة البحرية التي تمارسها المليشيات الحوثية وتأمين حرية الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر"، وفقا للمسؤول اليمني.
100 هجوم بحري
منذ إيقاف العملية العسكرية الواسعة لتحالف دعم الشرعية لتحرير مدينة الحديدة في ديسمبر/كانون الأول 2018 وتوقيع اتفاق ستوكهولم أفشل التحالف العربي أكثر من 100 هجوم بحري للمليشيات الحوثية ضد سفن شحن وناقلات نفطية وسفن ذات مهام مدنية.
وتؤمن تحركات قوات التحالف العربي البحرية والجوية مرور أكثر من 6 ملايين برميل من النفط والمنتجات النفطية يومياً عبر إحدى أهم الممرات الضيقة في العالم، وهو مضيق باب المندب.
وتسيطر مليشيات الحوثي على أكثر من 300 كليومتر من السواحل اليمنية غالبيتها في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر والتي تتخذها المليشيات وإيران نقطة انطلاق لهجماتها البحرية.
وتستهدف إيران إبقاء الحوثيين جاهزين لدعم أنشطتها في البحر الأحمر باعتبارها أداة ضغط ووسيلة لتحقيق مشروع طهران في المنطقة، وهو ما أقر به خبير حزب الله الإرهابي للقيادي الحوثي أبوعلي الحاكم في التسجيل المصور الذي بثه التحالف قبل أيام.
وتُبرز هذه التهديدات ضرورة دحر المليشيات الحوثية عن جميع سواحل البحر الأحمر من أجل جعل باب المندب ومنافذه الحيوية آمنة لحركة الملاحة البحرية، بحسب الخبراء.
ويقول الصحفي والسياسي اليمني فخر العرشي إن تحرير الحديدة وشريطها الساحلي من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا ضرورة لتأمين حرية حركة الملاحة اليمنية والاقليمية والدولية في البحر الأحمر.
وأشار في تدوينة على حسابه في موقع "تويتر" تعليقا على اختطاف مليشيات الحوثي سفينة "روابي" الإغاثية إن النظام الإيراني يعبث بالمنطقة وأن مليشيات الحوثي "مجرد أداة سيئة".
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA== جزيرة ام اند امز