طي عراقيل الماضي.. شبوة تشعل فتيل معركة تحرير اليمن
طوت القوى اليمنية السياسية والمكونات القبلية والعسكرية صفحة العراقيل، واستعادت زخم المواجهة مع مليشيات الحوثي الموالية لإيران.
ومنذ انطلاق اشتعال فتيل المواجهة الشاملة نجحت ألوية العمالقة في تحرير مديرية عسيلان إلى الجهة الشمالية الغربية من شبوةبشكل كامل، فيما حررت القوات المشتركة مديرية حيس بالكامل وعديد المناطق والقرى السكنية في مديريات الجراحي وجبل رأس جنوب الحديدة ومديرية مقبنة غربي تعز.
تحول إيجابي في مسار المواجهة صنعته جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، حيث أنجزت هذه الجهود توافقا بين مكامن القوة المحلية في اليمن حول واحدية المعركة ضد المليشيات الانقلابية.
ويقود التحالف العربي بقيادة السعودي مع الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي معركة مزدوجة اقتصادية وعسكرية، بعد أن نجح التحالف في تسوية الشق السياسي بين المكونات عبر "اتفاق الرياض" والتوافقات الوطنية التي تتجه اليوم لصنع واقع جديد.
واقع تجلى في تصريح لرئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أكد خلاله "توحد كافة القوى في البلد لاستعادة الدولة من الحوثيين"، مشيرا إلى أن هناك تغيرا كبيرا يحدث في اليمن ليس فقط من الناحية العسكرية، بل في المجال السياسي الداعم للتحرك العسكري.
إنجازات نوعية
وفتحت معركة تحرير شبوة وإعادة انتشار القوات المشتركة بالتوازي مع العمليات النوعية لقوات التحالف الجوية صفحة إنجاز عسكري نوعي لعمليات التحالف وإنجازات قوات تحرير شبوة على مسرح العمليات.
وشكلت عمليات التحالف العربي الجوية وثراء بنك الأهداف لدى التحالف والاختراقات الأمنية لمفاصل المليشيات الحوثية ومخزونها العسكري دفعة قوية للمحاربين في الميدان والذين يحققون إنجازات قياسية على مسرح العمليات، بحسب مراقبين للشأن اليمني.
وتؤكد المؤشرات ونتائج العمليات العسكرية للتحالف العربي والقوات اليمنية بمكوناتها المختلفة بأن قادم الأيام يمثل رعبا لمليشيات الحوثي الإرهابية والتي انهارت أنساقها المتعددة في معركة عسيلان شبوة وحيس الحديدة وقع عمليات خاطفة ونوعية، وهذه العمليات ليست سوى مقدمة لما ينتظر مليشيات الحوثي في ميدان المواجهة.
ومنذ توقف معركة تحرير الحديدة بتوقيع اتفاق ستوكهولم 2018 لم يشهد مسرح العمليات العسكرية في كل الجبهات هزائم مدوية للحوثيين كما يحدث حاليا في شبوة، ومناطق جنوب الحديدة وغرب تعز في مقبنة وهذه الهزائم ستغير المعادلة العسكرية على الأرض وفي جبهات عديدة.
ويقول مراقبون إن الروح التي سادت خلال السنوات الماضية في صفوف قوى الشرعية اليمنية ساهمت في تبلور شعور لدى مليشيات الحوثي بأن المعركة تسير في صالحهم، وأن الوقت قد حان لتطوير الهجوم لاقتناص مناطق الثروات النفطية في مأرب وشبوة.
دلالة المعركة
وأفقدت معارك تحرير شبوة مليشيات الحوثي امتياز التقدم الميداني، الذي توفر لها في اتفاق ستوكهولم.
وكرس الاتفاق هدنة ظلت الشرعية اليمنية متمسكة بها، فيما استغلتها المليشيات لتعزيز مواقعها أو محاولة توسيع سيطرتها في البلاد.
كما خلقت معركة تحرير شبوة اصطفافا عريضا من كل مكونات اليمن المختلفة لإنجاز الاستحقاق الوطني وهزيمة المليشيات الحوثية واستعادة اليمن من بين أنياب المشروع الإيراني التوسعي.
وتحت عنوان "عسيلان تفتح باباً لمغادرة الإحباط"، كتب سفير اليمن في بريطانيا ياسين سعيد نعمان وهو أحد أبرز السياسيين اليمنيين مقالا أكد فيه أن "معركة شبوة لها دلالة مختلفة تماماً بمعيار وميزان سير المعارك العسكرية منذ اتفاق ستوكهولم 2018".
وقال إن "العمالقة كسرت مليشيات الحوثي وهي ليست المرة الأولى التي يكسر فيها في شبوة، فقد طرد منها عام 2015 حينما كان قد وصل إلى مشارف بئر علي على الطريق المؤدي إلى حضرموت، وتصدت له القبائل والمقاومة الشبوانية وقوات التحالف وأخذ يتراجع ويجر أذيال الخيبة فيما أسماه حينها تراجعاً تكتيكياً".
ونبه نعمان إلى أن ما تحقق من عمل عسكري ناجح في عسيلان "يجري في إطار استراتيجية عسكرية وسياسية شاملة لا تتوقف عند حدود الكسر الجزئي لهذا المشروع الذي أخذت أبعاده تبرز بوضوح في مناطق السيطرة الحوثية والتي وصلت حد اجتثاث الهوية اليمنية بوسائل طائفية".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز