هؤلاء «المعترين» كلما تحركوا كشفتهم الأجهزة الأمنية في البحرين والسعودية.
السعودية والبحرين والإمارات وحتى الأردن أصبح لها دور محوري في المستقبل القريب في عملية تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، على الأقل في الحدود الجنوبية الغربية لسوريا، مما يثير غضب إيران ويدفعها للارتباك، وهي ترى المفاوضات الأمريكية الروسية والتحركات الخليجية تقضم كل يوم من حصتها في سوريا.
حتى مَنْ اعتبر إيران دولة شريفة اكتشف أنها تصدِّر له أغذية مسرطنة فأوقف الاستيراد منها.. لا حول ولا قوة إلا بالله، لذلك ينطبق القول على إيران اليوم «وين ما طقتها عوية» كل ما حاولت أن تغرس عصاها في أرض مستوية تجد هذه الأرض عوجاء غير مستوية فلا تثبت عصاها.
فأمريكا وروسيا والأردن توصلت في شهر يونيو إلى عقد مذكرة تفاهم لإقامة «منطقة آمنة» بين دمشق والأردن، نصت في أحد بنودها على إبعاد «القوات غير السورية» في إشارة إلى «الحرس الثوري الإيراني» و«حزب الله» نحو 30 كيلومتراً من حدود الأردن، وكانت مذكرة بعثت بها فصائل «الجيش الحر» إلى روسيا، طلبت إبعاد حلفاء إيران 50 كيلومتراً من الأردن «موقع أوربنت نت نقلاً عن موقع ديبكا الاستخباراتي»
ثم وقّع بوتين وترامب في قمة «منتدى آسيا - المحيط الهادئ» يوم 11 نوفمبر الحالي في فيتنام، بياناً أثار جدلاً بصورة خاصة الفقرة التي تتحدث في البيان عن إبعاد «القوات الأجنبية» عن منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا؛ أي منطقة الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل!!.
حزب الله يحصي خسائره، وتحركاته أصبحت أكثر تقييداً باستقالة الحريري، فهو يتحمل وحده الآن عبء الخطأ إن وقع إذ لم يبقَ غيره والتيار العوني الحليف، وهذا يشكّل عبئاً مادياً على إيران، إذ عليها أن تغطي نفقات أخطائه، حتى في إيران بدا يعلو صوت الاعتراض على استمرار تمويل هذا الحزب الذي قال في يوم ما زعيمه «طالما في فلوس في إيران في حزب الله».
استقالة الحريري والضغط الذي شعر به نصرالله إذ تحقق سيناريو ترحيل أكثر من نصف مليون لبناني من الخليج العربي جعله يدرك حجم العبء المادي الذي سيُلقَى على كاهله، وعلى إيران في حال أرادت أن يصمد خادمها اللبناني.
روسيا من جانب آخر أصبحت هي من يتحكم في النظام السوري على حساب مكانة الإيرانيين التي بدأت في التراجع في القصر الجمهوري، فقد كشف موقع «المرصد الاستراتيجي» عن إحراج تعرّض له النظام السوري حين عرض على الروس إنشاء قاعدتين جويتين تكونان تحت تصرف الإيرانيين في القلمون وبانياس حسب طلبها، فوُوجِه هذا الطلب بالرفض من الروس.
دخول المملكة العربية السعودية إلى المناطق السنية في العراق وسوريا في ظل وجود حكومتين تخضعان بالكامل للنفوذ الإيراني؛ هو اقتحام لقلاع كانت محصّنة ومغلقة على النفوذ الإيراني حتى وقت، والبحث عن موطئ للقدم الخليجية هناك يقوّض النفوذ ويضيِّق عليه.
إيران تشعر بالحصار الاقتصادي والسياسي والأمني، والخناق يضيق عليها في جميع مناطق نفوذها، وكل ما تستطيع فعله هو تحريك «المعترين» ممن مازال يصدّق أن حاكم إيران هو ظل الله في الأرض وحامي حمى آل البيت، يناديهم «للثورة» في حين أنه يحركهم ليفاوض بهم على مصالح الدولة الإيرانية.
وهؤلاء «المعترين» كلما تحركوا كشفتهم الأجهزة الأمنية في البحرين والسعودية، وتصدت لهم وقبضت عليهم وطبّقت عليهم القانون فضاع جهدهم وضاعت معه أعمارهم.
حتى من اعتبر إيران دولة شريفة اكتشف أنها تصدِّر له أغذية مسرطنة فأوقف الاستيراد منها.. لا حول ولا قوة إلا بالله، لذلك ينطبق القول على إيران اليوم «وين ما طقتها عوية» كل ما حاولت أن تغرس عصاها في أرض مستوية تجد هذه الأرض عوجاء غير مستوية فلا تثبت عصاها.
ملاحظة:
بذلت جهداً كبيراً في ترجمة المثل!
نقلا عن " الوطن " البحرينية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة