"العين الإخبارية" تكشف عن قواعد عسكرية إيرانية بسهل نينوى
الأشهر السبعة الماضية شهدت إنهاء أكثر من ٥٠٠ طفل التدريبات العسكرية في المعسكرات الإيرانية بسهل نينوى.
قواعد عسكرية ومصانع صواريخ ومراكز مخابراتية إيرانية وصور لخميني وخامنئي، هذا هو المشهد في منطقة سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية شرقي الموصل وشمال شرقها التي تحولت خلال السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت تحريرها من إرهابيي داعش إلى مستوطنة إيرانية.
بعد تحريرها من تنظيم داعش في أكتوبر/تشرين الأول عام ٢٠١٦، فرضت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران خصوصا مليشيا اللواء ٣٠ (الحشد الشبكي) ومليشيا بابليون سيطرتهما على منطقة سهل نينوى بالكامل، وبدأت تمهد الأرضية لتحويلها إلى مركز رئيسي لإيران في العراق خصوصا أنها تمتلك موقعا استراتيجيا.
- صراع مليشيات إيران يطيح بأبرز عصابات القمار والاتجار بالبشر في العراق
- خبيران: تدخلات إيران تعمق الطائفية في تشكيل الحكومة العراقية
وتمكنت "العين الإخبارية" من خلال متابعتها ملف الصواريخ والمعسكرات الإيرانية في العراق من الوصول إلى معلومات دقيقة عن مراكز الوجود العسكري الإيراني في منطقة سهل نينوى التابع شمال العراق.
مزاحم الحويت المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد كشف لـ"العين الإخبارية": أن "هناك أكثر من ٥ قواعد عسكرية كبيرة تابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في منطقة سهل نينوى تحتضن إلى جانب مليشيا اللواء ٣٠ (الحشد الشبكي) بزعامة وعد القدو واللواء ٥٠ (مليشيا بابليون) بزعامة ريان الكلداني، ضباطا من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي وخبراء تصنيع صواريخ إيرانيين وعناصر من مليشيا حزب الله اللبنانية".
ولفت إلى أن هذه القواعد تتوزع على بلدات سادة وبعويزة وكوكجلي وبازوايا والقلعات وبرطلة.
وتابع الحويت: "يوجد مكتب رسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي في سهل نينوى، يديره قيادي في مليشيا الحشد يدعى الشيخ حسن الشبكي، ويساعده القيادي في مليشيا الحشد الشبكي قصي عباس النائب في مجلس النواب العراقي".
وألمح إلى أن مهمة المكتب تتمثل "بالإشراف على السجون السرية في سهل نينوى التي تسجن المليشيات فيها الآلاف من العراقيين الأبرياء الذين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب من قبل المليشيات والضباط الإيرانيين، فضلا عن إدارتها لعمليات تجنيد الأطفال والشباب في صفوف المليشيات والإشراف على قيادة القواعد العسكرية، وإدارة شبكة من المنظمات الإيرانية الخاصة بالتجنيد تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية مستقلة الأوضاع المعيشية الصعبة لسكان المنطقة في ظل سيطرة إيران ومليشياتها على العراق".
وأضاف الحويت أن الأشهر السبعة الماضية من العام الجاري شهدت إنهاء أكثر من ٥٠٠ طفل التدريبات العسكرية في المعسكرات الإيرانية بسهل نينوى.
وأوضح الحويت: "الأطفال والشباب الذين يتلقون التدريبات في هذه المعسكرات ليسوا من سهل نينوى أو الموصل تحديدا بل هم من مختلف مناطق العراق ومن مختلف الجنسيات العربية والأسيوية، وبعد إنهائهم التدريبات ينقلون إلى سوريا واليمن للمشاركة إلى جانب المليشيات الإيرانية في هاتين الدولتين".
وافتتحت إيران عقب تحرير الموصل من داعش في ١٠ يوليو/تموز عام ٢٠١٧ مدرسة باسم الخميني في بلدة برطلة التي لم يعد إليها غالبية سكانها من المسيحيين بسبب الانتهاكات والجرائم التي تمارسها المليشيات الإيرانية.
ولم تتوقف طهران عند افتتاح المدرسة بل افتتحت بعدها عددا من المراكز والمنظمات الاستخباراتية التابعة تحت غطاء منظمات إغاثية ومراكز ثقافية مهمتها تجنيد أكبر عدد من الشباب في صفوف المليشيات مقابل مساعدات غذائية لعائلاتهم وتنظيم رحلات إلى إيران لغسل أدمغتهم واستخدامهم في تنفيذ عمليات خاصة للحرس الثوري في مقدمتها الاغتيالات وشن هجمات إرهابية.
وسلط مسؤول بارز في قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي الضوء على عمليات تخزين الصواريخ وتجميعها في سهل نينوى، وأضاف لـ"العين الإخبارية": "عمليات نقل الصواريخ وقطع غيارها ومنصاتها مستمرة من إيران إلى سهل نينوى عبر محافظة كركوك منذ أشهر، الحرس الثوري نقل أعدادا كبيرة من صواريخ الأرض أرض والأرض جو المختلفة المديات إلى مستودعات خاصة تقع داخل قواعد مليشيات الحشد الشعبي، إضافة إلى وجود مصانع للعبوات الناسفة في بلدة برطلة وأخرى لتجميع الصواريخ ونقلها إلى سوريا".
وأكد أن جميع العمليات تجري بإشراف مباشر من ضباط ومهندسين إيرانيين يتواجدون في سهل نينوى مع عائلاتهم بعد أن استولوا على منازل وعقارات سكان المنطقة الأصليين.
وبين المسؤول العسكري أن تراجع رئيس الوزراء العراقي عن قرار سحب مليشيات اللواء ٣٠ من سهل نينوى جاءت تحت ضغوطات مباشرة من قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني الذي يتفقد القواعد العسكرية الإيرانية في هذه المنطقة باستمرار كونه يمتلك علاقات قوية مع وعد القدو وريان الكلداني، اللذين أدرجتهما وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة عقوباتها في يوليو/تموز الماضي.
وحذر من أن تواجد هذه المليشيات ومستودعات سلاحها داخل المناطق السكنية ستعرض المدنيين وممتلكاتهم للخطر.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها، افتتحت إيران مركزا مخابراتيا كبيرا في بلدة برطلة مهمتها التجسس على الجيش العراقي ورصد تحركاته في الموصل، إضافة إلى التجسس على المنظمات الدولية والشخصيات السياسية الوطنية العراقية، وتجنيد جواسيس في الموصل لترسيخ النفوذ الإيراني فيها.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز