صراع مليشيات إيران يطيح بأبرز عصابات القمار والاتجار بالبشر في العراق
انقسام مليشيات إيران داخل العراق كشف عن امبراطورية فساد تقودها تلك المليشيات وأسقط زعيمها
كشف مسؤول في وزارة الداخلية العراقية أن الخلافات على تقاسم أموال صالات القمار والروليت وشبكات الدعارة والاتجار بالبشر ما بين زعماء أحزاب سياسية ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران أطاحت بـ(حجي حمزة)، أحد أبرز زعماء المافيا التابعين للحشد الشعبي.
وأعلنت مديرية أمن مليشيات الحشد الشعبي، الإثنين الماضي، أنها نفذت عملية أمنية ضد صالات القمار والروليت وشبكات الدعارة في بغداد، مؤكدة أن العملية التي نفذت بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أسفرت عن إلقاء القبض على حمزة الشمري، الذي وصفته بزعيم المافيا الكبرى في العراق المسيطرة على جميع أماكن لعب القمار والدعارة وتجارة المخدرات والنساء.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: إن "القوة التي نفذت عملية إلقاء القبض على حمزة الشمري كانت مكونة من مليشيات عصائب أهل الحق والنجباء وكتائب حزب الله العراق، وجرت العملية عقب نشوء خلاف بين الشمري وأحد قياديي العصائب على تقاسم الأموال وشبكات الدعارة".
وكشف المسؤول الأمني أن القوات الأمنية العراقية كانت تعلم بتحركات الشمري منذ عام ٢٠٠٨، إلا أنها لم تتمكن من الاقتراب منه رغم تورطه بالعديد من الجرائم، لأنه كان مدعوما من الأحزاب التابعة لإيران، ومنذ عام ٢٠١٤ أصبح الشمري مسؤولا في الحشد الشعبي ومحميا من مليشيات العصائب والنجباء وكتائب حزب الله ومنظمة بدر وعمار الحكيم وحزب الدعوة، وجميع هؤلاء يشاركون الشمري في الأموال التي تجنيها صالات القمار وشبكات الدعارة والاتجار بالمخدرات والبشر التي كان يديرها.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها الأمنية في بغداد، أن حمزة الشمري المعروف بحجي حمزة يشرف على أكثر من ٧٤ صالة قمار وروليت في بغداد لوحدها، من ضمنها قاعات الروليت في عدد من الفنادق في مقدمتها فندقي الميرديان وشيراتون، إضافة الى العشرات من شبكات الدعارة والتجارة بالنساء، وتنظيم ليالي حمراء لقيادات الحشد الشعبي من ضمنهم رجال الدين وزعماء الأحزاب التابعة لإيران.
ويجتمع باستمرار قادة المليشيات والسياسيون العراقيون البارزون التابعون لإيران، إضافة إلى قيادات من مليشيا حزب الله اللبنانية والحرس الثوري الإيراني في هذه القاعات للعب القمار وإبرام الصفقات السياسية والتجارية وتوزيع المناصب الوزارية والأمنية، وكان الشمري يشرف بنفسه على تنظيم هذه الاجتماعات، التي يبعد عنها في أغلبية الأحيان العمال العراقيون، ويحرص على الإتيان بفتيات روسيات وأوكرانيات إلى هذه الاجتماعات.
وتشير المعلومات إلى أن حمزة الشمري كان يجني من هذه الصالات والشبكات يوميا أكثر من مليوني دولار أمريكي، يحصل هو على حصته من المبلغ وهو الربع، فيما يتقاسم باقي المبلغ كل من قيس الخزعلي زعيم مليشيات عصائب أهل الحق وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة ونوري المالكي زعيم حزب الدعوة وحنان الفتلاوي رئيسة حركة إرادة المستشارة الحالية لرئيس الوزراء، وأكرم الكعبي زعيم مليشيا النجباء وأبومهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله العراق نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وهادي العامري زعيم مليشيا بدر فيما بينهم.
واستغرب الصحفي العراقي سمير حاتم من تكليف رئيس الوزراء العراقي الحشد الشعبي لتنفيذ مهمة داخلية، كملاحقة عصابات الاتجار بالبشر والمخدرات وصالات القمار والروليت في ظل وجود قوات أمنية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية.
وأكد حاتم، لـ"العين الإخبارية"، "هناك ازدواجية واضحة في خطوات رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ففي حين قرر في يوليو/تموز الماضي إغلاق مكاتب ومقرات الحشد الشعبي ودمجها مع القوات الأمنية، عاد اليوم وكلف هذه المليشيات بتنفيذ مهمات أمنية داخلية، وهذه الخطوة تعتبر انتهاكا للقوانين العراقية وتهميشا واضحا للمؤسسة الأمنية العراقية، لكن يظهر أنه يخشى على منصبه ويجامل إيران ونفوذها كي يبقى في السلطة على حساب العراقيين، الذين يريدون الخلاص من هذه المليشيات المتورطة في الكثير من الجرائم".
وتسعى المليشيات التابعة لإيران إلى الظهور باستمرار للرأي العام المحلي والعالمي، وأنها حريصة على أمن العراق، وهي الوحيدة القادرة على تنفيذ مهمات أمنية لحماية البلد، مقللة من إمكانية القوات الأمنية العراقية، وهذا ما يعتبره حاتم مخططا من الحرس الثوري الإيراني لتهميش الجيش والقوات الأمنية العراقية، واستبدالها بالمليشيات الموالية لإيران.
وشدد الخبير الاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي في تغريدة على صفحته في تويتر على أن "مافيا المخدرات في العراق عام ٢٠١٩ تطورت من تجارات فردية أو تشاركية محدودة إلى شبكات مدعومة من لوبيات سياسية وحكومية وإعلامية وعشائرية وجهات مسلحة"، مبينا "الشرفاء في القضاء ودوائر مكافحة جريمة المخدرات غير قادرين على تفكيك تلك الشبكات، وجل اهتمامهم موجه نحو التجار الصغار والمتعاطين والمروجين".
ويشرف فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني عبر مليشياته على كافة شبكات الاتجار بالبشر والدعارة والمخدرات داخل العراق لتنفيذ مجموعة من الأهداف، في مقدمتها إسقاط الشخصيات السياسية والأمنية ورجال الأعمال المؤثرين غير التابعين لإيران في مصيدة شبكات الدعارة هذه ومن ثم تجنيدهم لصالح الحرس الثوري، أما الهدف الآخر فهو الحصول على العملات الصعبة من خلال هذه الشبكات والصالات وتجارة المخدرات، لأن الأموال التي تجنيها العصابات والشبكات المذكورة تذهب إلى إيران وبنوكها لدعم نشاطات الحرس الثوري الإرهابية في المنطقة.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز