خبير فرنسي: أردوغان أضعف بكثير مما يبدو
جيرارد شالياند، المحلل الفرنسي الاستراتيجي أكد أن أردوغان يدرك جيدا تآكل حزبه، خصوصا منذ انتخابات الإعادة ببلدية إسطنبول الكبرى.
اعتبر جيرارد شالياند، المحلل الفرنسي الاستراتيجي المتخصص في قضايا الصراعات الدولية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أضعف بكثير مما يبدو عليه أو مما يحاول الظهور عليه.
كما رأى في تهديدات أردوغان المستمرة ضد الأكراد شمالي سوريا، رغبة في إبادة هذا المكون الذي يثير رعبه ومخاوفه من قيام دولته على حدود تركيا.
وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، قال شالياند إن أردوغان يدرك جيدا تآكل حزبه «العدالة والتنمية»، خصوصا منذ انتخابات الإعادة ببلدية إسطنبول الكبرى، والتي أكدت فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
وأشار إلى موجة الانشقاقات عن الحزب، والتي شملت أبرز رموزه ومؤسسيه على غرار وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو، والرئيس السابق عبدالله غول، علاوة على وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، وسط أنباء عن اعتزامهم تشكيل أحزاب جديدة.
ووسط كل ذلك، اعتبر الخبير الفرنسي أن «أردوغان يبدو ضعيفا أكثر مما يحاول الظهور عليه، رغم ما يدعيه من قومية متطرفة وشيطنة للغرب».
وفي معرض حديثه عن حقيقة مآرب أنقرة من إنشاء «منطقة آمنة» شمالي سوريا، قال شالياند إن «تهديدات الرئيس التركي ضد منطقة روجافا (ذات الغالبية الكردية شمالي سوريا) المتمتعة بالحكم الذاتي تُظهر رغبة في إبادة الأكراد السوريين».
وبخصوص تطورات المباحثات التركية الأمريكية بشأن إنشاء المنطقة الآمنة، رأى شالياند أن «أردوغان يريد عبر هذا المخطط التخلص من أكراد سوريا».
وحذر من أنه «لئن كان تنظيم داعش يشكل خطرا على وجود هذا المكون، لكن التهديد الحقيقي يكمن في الأطماع التوسعية للرئيس التركي في الأراضي السورية، عبر ما يسمى بالممر الآمن».
وفي قراءة للمشهد العام للتوازنات العسكرية في سوريا في ظل المستجدات الراهنة، قال شالياند إن «القوات الأمريكية والفرنسية ستستمر بالوجود لفترة غير محددة».
كما أن النزاع الأمريكي التركي المتفجر على خلفية شراء أنقرة منظومة الدفاع المضاد للطائرات «إس 400» الروسية سيتواصل، في وقت أقصت فيه واشنطن تركيا من برنامج مقاتلات «إف 35».
ووفق الخبير الفرنسي، فإن هذا الصراع يمكن أن يكلف تركيا والولايات المتحدة الكثير».
وتابع أن «الفائز الوحيد من هذا الوضع هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يبدو حاليا اللاعب القوي، خصوصا في إدلب، حيث يسري اتفاق هش روسي تركي»، في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين أنقرة وموسكو في 2018، حول تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب.
منطقة آمنة أم ممر إرهابي؟
منذ 2013 شمالي سوريا، يخطط أردوغان لإقامة منطقة آمنة، ويزعم أن الأخيرة ستكون خطوة لقطع الطريق أمام إنشاء ممر إرهابي على طول الحدود الجنوبية لبلاده، مع أن خبراء يحذرون من أن هذه المنطقة سيتخذها الرئيس التركي معبرا لإرهابيي «داعش» الذين يدعمهم.
وليس ذلك فقط، بل إن هذه المنطقة ستكون البوابة التي سينبعث عبرها «داعش» من جديد، حيث من المحتمل أن يؤدي الهجوم على المقاتلين الأكراد إلى تقويض الحرب ضد التنظيم، وهذا ما من شأنه أن يعطي الخلايا النائمة التابعة للتنظيم فرصة تنظيم الصفوف والعودة بقوة.
كما أن الموكد، وفق تصريحات قيادات بقوات «سوريا الديمقراطية»، أن أي هجوم تركي جديد قد يقود نحو فرار الآلاف من سجناء التنظيم الإرهابي الموجودين في مراكز الاعتقال التي تديرها هذه القوات، مع ما يعنيه كل ذلك من استعادة التنظيم لمقاتليه، وعودته إلى النشاط بشكل أكبر.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قال السياسي الكردي البارز آلدار خليل: «نحن لا نستخدم سجناء داعش كورقة للعب، ولكن ربما سنفقد السيطرة هنا فهذه السجون ليست مثل السجون الرسمية، وفي حال هاجمتنا تركيا فإن هؤلاء المعتقلين سيكسرون الجدران ويفرون».
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز