وفد أمريكي بمؤتمر باريس يطالب واشنطن بدعم تحرر الشعب الإيراني
مؤتمر المعارضة ينطلق على وقع الاحتجاجات في إيران التي تطالب بالإطاحة بنظام الملالي.
طالب الوفد الأمريكي، المشارك في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية، الإدارة الأمريكية بدعم تطلعات الشعب الإيراني في الحرية، بسبب ما يعانيه من تجاوزات نظام الملالي.
وأصدر الوفد الأمريكي، الذي يضم شخصيات بارزة في المؤتمر الذي يعد أكبر تجمع للمعارضة الإيرانية في الخارج، بيانا طالب فيه المجتمع الدولي بالعمل على تحقيق مطالب الشعب الإيراني في الحرية والتعايش والديمقراطية والحياة الكريمة، وإعلان التضامن مع الشعب الإيراني ضد نظام الملالي.
وحصلت "العين الإخبارية" على نص البيان المقرر إلقاؤه غداً أمام مؤتمر المعارضة الإيرانية.
نص بيان الوفد الأمريكي بمؤتمر المقاومة الإيرانية:
الوفد الأمريكي المشارك في المؤتمر السنوي العام لإيران الحرّة لعام 2018، ومعنا أولئك المواطنون الأمريكيون الذين لم يتمكنوا من الحضور، فخورون بالوقوف مع زملائنا من جميع أنحاء العالم وعديد من أصدقاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي وقف أعضاؤه بثبات لعقود ضد الديكتاتورية الدينية، ودفع كل واحد منهم ثمناً باهظاً.
في الوقت الذي يرسم فيه الانتماء الحزبي خطوط السياسة الأمريكية، نحن متحدون في تضامن بين الحزبين، لنتحدث بصوت واحد ونعبّر عن قيمنا ومبادئنا الأمريكية المشتركة، ونحن ننضم إلى الدعوة إلى الحرية والعدالة وإنهاء قمع الشعب الإيراني.
وبينما يتهيأ عديد منا للسفر إلى فرنسا، فإننا نعرب عن تقديرنا لحسن سياسة سيادة الرئيس ماكرون في البحث عن موقف منسّق بشأن إيران بين بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لا سيما تركيزه على قضايا حقوق الإنسان في إيران.
نحن نعتقد أن قادتنا وممثلينا المنتخبين في الولايات المتحدة يمكن أن يتوحّدوا في اتخاذ سياسةٍ تفوق الحزبين حيال إيران، وتعكس الشرف والحكمة الاستراتيجية. وإليكم رؤيتنا لسياسة أمريكية تجاه إيران.
1- السيادة حق الشعب، الذي له الحق ولا يجوز لأي حكومة أن تسلبها. لا يوجد أي معيار أو قانون أو التزام ديني يخوّل أي حكومة لقمع أو سجن غير عادل أو تعذيب أو إعدام شعبها، أو تطلب من المواطنين الخضوع طواعية للاستبداد. لقد أدار العالم، لفترة طويلة، ظهره لانتهاك نظام طهران الصارخ لحقوق الشعب الإيراني الأساسية. نحن نقف مع المواطنين الإيرانيين في الدعوة إلى حكومة شرعية وخاضعة للمساءلة ونزيهة تخدم الشعب.
2- لن يحترم النظام الكهنوتي الإيراني مصالح الدول الأخرى، ولا يدعم نظاما دوليّا مستقرا. لقد استخدم نظام طهران الخدعة للتظاهر بالاعتدالية كغطاء يتستر على مساعيه التي استمرت 39 عاما للحفاظ على السلطة تحت اسم "الثورة" الدينية.
إن عدم شفافية إيران مع العالم قد أضرّ بسمعة شعب عظيم. إننا نؤيّد سياسة تقول "كفى" لإرهاب إيران، وللحرب الطائفية، وتهديدات الصواريخ الباليستية، وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والتدخل في بلدان أخرى، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في الداخل الإيراني.
3- إن الاحتجاجات التي اندلعت في 142 مدينة وبلدة في إيران في ديسمبر/كانون الثاني 2017، واستمرت منذ ذلك الحين، هي نداء من أجل الحرية لشعب أسير. المواطنون العاديون المحرومون من الثروة والامتيازات - من المزارعين والعمّال والمتقاعدين وسائقي الشاحنات والتربويين - يطالبون بحكومة تحترمهم وتلبّي احتياجاتهم. إننا نقف مع 80 مليون مواطن إيراني في دعوتهم من أجل الكرامة والحرية، ونفهم تماما لماذا فقد المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد الأمل في أنّ أي جزء من هذا النظام سيحدث تغييراً إيجابياً - وهو شعور ينعكس في شعارهم المرفوع "المتشددون، الإصلاحيون، اللعبة انتهت الآن".
4- ثقافة إيران الضاربة جذورها في عمق التاريخ منذ خمسة آلاف عام، التي جلبت تقدمًا كبيرًا للإنسانية في الطب والرياضيات والجبر والكيمياء والفلسفة، قد تخلّفت عن العالم الحديث، وباتت إيران اليوم تعاني من الفقر والبطالة وأزمة المياه بسب إدارة خاطئة لمصادر المياه. إن بلدنا يدعم الشعب الإيراني، لا نظامه المفلس أخلاقياً، الذي إرثه الوحيد هو دولة بوليسية في الداخل والمليشيات الإرهابية بالوكالة في الخارج.
5- إن النظام الإيراني يهين العالم الحديث من خلال إجراء انتخابات غير ديمقراطية يتم فيها انتقاء كل مرشح للرئاسة من قبل مكتب المرشد الأعلى. لم تشارك أي شخصية معارضة - مؤيد للحكومة من قبل الناس ومن أجلهم - في "الانتخابات" في إيران ما بعد الثورة. للمشاركة، يجب على المرشح إثبات ولائه التام للمرشد الأعلى. ومع ذلك، ففي ربع القرن الأخير، لم يسمح ولو لمرّة واحدة حتى لـ 2% من المرشحين للرئاسة المسجلين قانونًا بالمشاركة في علمية الاقتراع، وذلك رغم إعلانهم الولاء للمرشد الأعلى. ونحن نشارك في تشكيك كثيرين من الجالية الإيرانية الأمريكية حول مستوى مشاركة الناخبين التي يزعم بها النظام ويثير الضجيج حولها. إننا ندعو جميع الأمريكيين، خاصة المراسلين الإعلاميين، إلى توخّي اليقظة وعدم السماح بأن تمرّ مزاعم النظام بالشرعية الديمقراطية دون ردّ عليها.
6- إن إساءة استخدام الحكام الإيرانيين للسلطة التي تقلق العالم، هي الاستخدام المزعزع للاستقرار للقوة العسكرية، ونقل الأسلحة إلى جهات غير حكومية، ودعم الإرهاب، والدعم المالي للأنظمة غير الشرعية والمليشيات الطائفية، وعمليات الاستخبارات العدائية في جميع أنحاء العالم، والسيطرة على مجال المعلومات، والقضاء الوحشي مع إعدامات كثيرة وفقدان المحاكمة العادلة. ولا يهمّ أن الرئيس روحاني شخصياً يسيطر على هذه الأنشطة أم لا.. لقد أظهر روحاني دعمه الثابت لهذه السياسات وسياسات النظام الأخرى في كل مرحلة. إننا لا نقبل الرأي القائل بأن الرئيس ووزير الخارجية يسعيان إلى تعديل سلوك النظام؛ لا يوجد دليل على الاعتدال. وكان دورهما تهدئة العالم الخارجي وحماية المرشد الأعلى من المساءلة. لم يعد ينبغي لنا أن نفرّط أمام العدوان الصارخ للنظام الإيراني مصحوبا بحملات دبلوماسية تثير الآمال بأن يتحسّن دور إيران في اتجاه أكثر توافقا مع المعايير الدولية. يجب اعتبار جميع ممثلي النظام مسؤولين عن جميع أعمال النظام.
7- لسنوات عديدة، حضر كثيرون منا المؤتمرات السنوية، وبقي البعض منا على اتصال دائم مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهي علاقة أثارت انتقادات البعض في الولايات المتحدة. من خلال هذه التجربة والتواصل مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يمكننا أن نرى بوضوح أن كثيرا من الصحافة والإعلام الأمريكي ومحافل السياسة الخارجية، يقلّل من أهمية برامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الحقيقية، وشعبيته، ومستوى التنظيم، والدعم الذي يحظى به بين الإيرانيين، وهذا، إما لأنهم غير مطّلعين أو يعدّون تقاريرهم على شكل يجنّبهم من عدم إثارة حفيظة النظام. في حين أن التصريحات المتكررة في هذا العام من قبل المرشد الأعلى وشخصيات أخرى في النظام تؤكد بوضوح دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية داخل إيران في مساعدة المواطنين من التواصل والتنظيم والكشف عن الحقائق، على الرغم من جهود النظام للسيطرة على مجال المعلومات وقمع المعارضة. إننا ندعو وسائل الإعلام ومحافل خبراء السياسة الخارجية إلى تقديم تقرير دقيق عن الشعبية والحجم والتنظيم، وقبل كل شيء، الأجندة السياسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والتي تم تلخيصها في ميثاق السيدة مريم رجوي المكون من عشر نقاط لمستقبل إيران.
8- نحن نعتقد أن كثيرا من التحليلات في الولايات المتحدة حول "تغيير النظام" قد جعلت شبح الغموض يحوم حول حق الشعب الإيراني، وطاقاته، وقدرته على مقاومة الاستبداد، وعلى أن يحكم بنفسه بشكل جيد إذا ما أتيحت له الفرصة. لا نرى ضرورة، ولا ننصح بدراسة التدخل العسكري الأجنبي. وفي الواقع، لا أحد يدعو لذلك. رفضت المعارضة الإيرانية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فكرة التدخل الأجنبي، مؤكدة أن إنهاء هذا النظام القمعي هو مهمة الشعب الإيراني. نحن لا نفترض أن التغيير في إيران سيؤدي إلى حرب أو فوضى، بالنظر إلى الكبرياء الوطنية وتطلعات هؤلاء السكان. على العكس، نحن نؤمن بأن التغيير الديمقراطي في إيران سيسهم أكثر من أي حدث آخر في تحقيق الاستقرار وتهدئة نيران التطرف في المنطقة.
9- إن الشعب الإيراني، بتاريخه الثري وحضارته، قادر على تنظيم نفسه لحكومة تشاركية شرعية يحدّدها صندوق الاقتراع. في الواقع، تم التعبير عن هذا الطموح، لأكثر من قرن، وربما فسح المجال له؛ أولا في عام 1906، ومرة أخرى في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، ومرة أخرى في 1979-1981 قبل أن يفرض آية الله الخميني دستوره الجديد الصارم بالقوة. نعتقد أن الدروس المستفادة من هذا التاريخ المعقّد تبرّر تماما الدعم الأمريكي في عام 2018 للمواطنين الإيرانيين الذين يسعون إلى التغيير الديمقراطي.
10- ويعتقد الوفد الأمريكي المتجه إلى باريس في هذا العام ﻟﺪﻋﻢ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ﺑﻘﻮّﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ الحالي واهن أمام الحركة ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ إلى إنهاء سلطة ﺍﻟﻄﻐﺎة ﻭﺍﻟﻔﺴﺎد.
إن هذا المجلس ومكوّنه الرئيسي، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ملتزمان منذ مدة طويلة بالقيم الديمقراطية.
لقد أثبتت حركة المقاومة جذورها الواسعة داخل المجتمع الإيراني، وقدرتها على مواجهة الظروف الصعبة التي تفوق التصور، وبراعتها التنظيمية المذهلة، وقدرتها على فضح الأسرار التي تصرّ طهران على إخفائها من الشعب الإيراني والعالم بأسره. لقد أمضت هذه المنظمة سنوات في التحضير لعملية انتقال سلمي ديمقراطي للسلطة إلى الممثلين المنتخبين للشعب الإيراني.. ممن ينتخبه الشعب باستخدام كامل حريته التي أجّلت منذ أمد بعيد.
باختصار، هذا هو الوقت الذي تنكشف فيه النوايا الشرّيرة وتجاوزات ديكتاتورية الملالي في إيران، ويتم سماع أصوات احتجاجات الشعب الإيراني الغاضب. فليكن هذا أيضاً وقتاً يتم فيه نفي الأكاذيب التي طال أمدها، وإبراز الطبيعة الحقيقية للمعارضة المنظمة في إيران وفهمها بدقة أكبر. وكما قال غاندي: "لا يصبح الخطأ حقيقة بسبب كثرة الدعاية حوله، كما أن الحقيقة لا تصبح خطأ، لأن لا أحد يراها". إن رؤيتنا لسياسة الولايات المتحدة من الحزبين - وهي سياسة تدافع عن الحقوق الأساسية لكل الإيرانيين، تتطلب إنهاء تهديدات إيران للسلام والأمن، وتحترم قدرة الناس على حكم أنفسهم بكفاءة كشعب حرّ - سوف تتعزّز فقط مع ظهور هذه الحقائق في النهاية.
وحضر المؤتمر مجموعة كبيرة من المسؤولين الحقوقيين والسياسيين في أمريكا، من أبرزهم كنث بلاك ول مندوب الولايات متحدة السابق في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ورودي جولياني عمدة نيويورك السابق والمرشّح الرئاسي ورئيس فريق المحامين للرئيس ترامب.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز