دماء مهسا أميني.. هل تمهد طريق رئيسي لخلافة خامنئي؟
يثير النهج المتشدد للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تجاه احتجاجات على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني شكوكا بشأن نواياه.
وتوفيت أميني بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها بارتداء غطاء الرأس، ما تسبب في موجة احتجاجات عمت إيران وشاركت فيها فتيات المدارس والجامعات بقوة.
وقال ثلاثة محللين ومسؤول مؤيد للإصلاح لوكالة رويترز إن رئيسي، بتشديده القيود على حقوق المرأة، يعزز أوراق اعتماده كمتشدد وربما احتمال أن يصبح الزعيم الأعلى التالي لإيران.
وأشاروا إلى أن رئيسي ربما لا يمانع في إثارة احتجاجات جماهيرية وإشاعة الفرقة بين الكثير من الإيرانيين والنخبة الحاكمة، لتعزيز موقعة بين الجناح المتشدد في البلاد.
ووضع صعود رئيسي لسدة الرئاسة حدا لعصر اعتبر على نطاق واسع أكثر براجماتية وتسامحا، كما أدى التطبيق الصارم لحكومته في ارتداء الحجاب في الأسابيع التي سبقت وفاة مهسا أميني في الحجز يوم 16 سبتمبر/ أيلول إلى إعادة التأكيد الكامل على نفوذ المتشددين.
وبينما تشهد إيران موجة احتجاجية جديدة ترفع شعار سقوط نظام طهران ردا على وفاة أميني، يقبض المتشددون بقوة على مقاليد السلطة ويؤيدون إطلاق القبضة الأمنية لقمع المعارضين.
ويرى محللون ومصادر مقربة من صنع القرار في إيران أن خامنئي (83 عاما) مصمم على دعم أركان نظامه التي قاده منذ وفاة المؤسس آية الله روح الله الخميني عام 1989.
ورئيسي بنظر الإيرانيين والخبراء مرشح منافس لخلافة خامنئي حتى رغم عدم إفصاحه عن تطلعه إلى المنصب الأرفع في البلاد.
وإذا دخل رئيسي السباق سيكون عليه أن يواجه طموح مجتبى، نجل خامنئي.
وقال مسؤول مؤيد للإصلاح اشترط عدم نشر اسمه لاعتبارات سياسية "رئيسي يؤمن بقائمة أولويات خامنئي. فهو متشدد على قناعة بضرورة تطبيق القيود الاجتماعية والسياسية بصرامة".
وبانتخاب رئيسي في يونيو/ حزيران 2021 باتت مقاليد السلطة في قبضة التيار المتشدد في إيران بعد عهد الرئيس السابق حسن روحاني المحسوب على التيار الإصلاحي الأكثر برجماتية.
وعلاقة رئيسي بالحرس الثوري تسمح له بالطموح في خلافة خامنئي إذ تعد القوة العسكرية المتشددة، التي غالبا ما تستخدم لسحق الاضطرابات السياسية على مدى عقود، عاملا مؤثرا في اختيار خليفة خامنئي.
وكان رئيسي لشهور على قائمة العقوبات الأمريكية حينما كان على رأس السلط القضائية، حيث رأت واشنطن أنه لعب دورا في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988، بحسب رويترز.
وفي يوليو/تموز أصدر رئيسي أوامر بتطبيق صارم لقانون "الحجاب والعفة"، وهو ما أدى إلى تشديد القيود مثل منع النساء من دخول بعض البنوك والمكاتب الحكومية وبعض وسائل النقل العام.
وفي 13 سبتمبر/ أيلول، ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض على أميني وهي كردية إيرانية بسبب "ملابس غير مناسبة". وبعد ثلاثة أيام توفيت أميني في مستشفى بالعاصمة بعد أن دخلت في غيبوبة. وفي إشارة إلى اليوم الذي فقدت فيه أميني الوعي في الحجز، قال الطبيب الشرعي إنها استعادت وعيها لفترة وجيزة لكن "إنعاش القلب والتنفس لم يكن فعالا في الدقيقة الحرجة الأولى، مما أدى إلى حدوث تلف في الدماغ".
والنهج المتشدد الذي يتبعه رئيسي لا يعد فقط نهاية لعهد أكثر تسامحا خلال ولاية روحاني وإنما كذلك رئاسة محمود أحمدي نجاد الذي اشتهر بتشدده في قضايا كثيرة لكنه قاوم الفرض الصارم لقواعد اللباس.
وقال ثلاثة محللين ومسؤول لرويترز في سبتمبر/ أيلول إن قضية الخلافة أضافت تعقيدا في تفكير القيادة بشأن مدى القمع الذي يتعين اتباعه لأن بداية الاضطرابات تزامنت مع شائعات عن اعتلال صحة خامنئي.
وقال المحللون والمسؤول في سبتمبر أيلول إن بعض المصادر المطلعة تخشى أن يؤدي استخدام المزيد من القوة إلى كشف الانقسامات داخل صفوفها وإذكاء المزيد من الاضطرابات، وهو أمر قد لا يتحمله مثل هذا الوقت الحساس.
وعبر المحتجون عن غضبهم أمام رئيسي نفسه أثناء زيارته لجامعة بطهران هذا الشهر، حين هتفت الطالبات قائلات "رئيسي أغرب عن وجهنا" و"الملالي أغربوا عن وجهنا".
وفي تكرار لتصريحات خامنئي، دأب رئيسي على إلقاء اللوم على الغرب في الاضطرابات، واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بإشاعة "الفوضى والإرهاب والدمار"، واستشهد بوصف الخميني للولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر".
وقال مائير جافيدانفار، المحاضر في الشأن الإيراني في جامعة ريتشمان في إسرائيل "رئيسي يتخذ مثل هذا الموقف المتطرف بشأن حقوق المرأة لأنه يعلم أن هذا ما يريده خامنئي".
ومضى يقول "السير على نهج خامنئي في موقفه من قضية المرأة سيبقيه في السباق لخلافة خامنئي".
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز