الريال الإيراني ينهار.. الدولار قرب نصف مليون "ورقة"
واصل الريال الإيراني انهياره بشكل غير مسبوق منذ عام 1979 أمام العملات الأجنبية، وكانت السيارات أبرز ضحاياه.
وجرى تداول كل 420 ألف ريال إيراني في سوق طهران الحر بدولار أمريكي واحد، فيما تم عرض العملة ذاتها بقيمة 427 ألف ريال أمام اليورو، فيما تم بيع الجنية الاسترليني بقيمة 483 ألف ريال.
وذكر موقع "مومبيان" الاقتصادي الإيراني إن "بعض محللي الأسواق المالية يعتقدون أن سعر الدولار سيرتفع في الأيام المقبلة إذا لم تكن هناك أخبار عن استئناف المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية".
ووصف الموقع في تقرير له "صعدت هذه الورقة الأمريكية اليوم إلى نطاق سعري غريب يبلغ أكثر من 400 ألف ريال، وهذا سجل غريب ومقلق لاقتصاد إيران".
وتذبذب سعر الدولار في حدود 380 ألف ريال بعد ظهر الثلاثاء عندما امتلأت أخبار وتغريدات الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية لخطة العمل الشاملة المشتركة بقرب استئناف المفاوضات.
لكن هذه التصريحات التي كانت على هامش قمة بغداد الثانية في الأردن لم تصمد كثيراً، حتى خرجت الولايات المتحدة بحزمة عقوبات ضد مسؤولين إيرانيين، كما أشار البيت الأبيض أن "الاتفاق النووي مع إيران مات ولكن القصة طويلة ولا يمكن الإعلان عن ذلك".
ورد سعيد شريعتي، الناشط السياسي، بحدة على ارتفاع سعر الدولار إلى 400 ألف ريال وسخر من حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، وكتب شريعتي على تويتر: "هل نشتري دولارات أم لا؟".
فيما كتب موقع تجارة نيوز الإيراني: في الوقت الحالي، أدت الزيادة في التوقعات التضخمية إلى وضع السوق في اتجاه تصاعدي وكان للمشترين اليد العليا.
وأشار الموقع إلى أن "الدولار سيواصل الارتفاع لأن الاحتجاجات الداخلية لم تنته بعد كما أن الأمل في دفع أهداف إيران للوصول إلى اتفاق نووي ليس في المستقبل القريب".
الأمل في الاتفاق
وقال الخبير في الأسواق المالية علي طباطبائي: "إذا تم التوصل إلى اتفاق إيجابي، فقد يتغير سعر الدولار. ولكن بشكل عام يبدو أنه حتى لو تم التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن الأسواق المالية ستظهر أقل رد فعل ".
من جانبه، توقع الناشط الاقتصادي حامد حسيني أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة يمكن أن يخفض سعر الدولار ويحد من التضخم.
أسواق السيارات
وفي سياق متصل، كشف تقرير لموقع "التجارة نيوز" عن ارتفاع كبير في أسعار السيارات جميعاً.
وقدر الموقع إن سعر جميع أنواع السيارات سيتراوح بين 300 مليون ريال (780 دولار) ومليار ريال إيراني (2600 دولار) في الأيام القليلة الماضية، فيما يتوقع خبراء السوق أن يستمر هذا الاتجاه المتزايد في الأشهر المقبلة، خاصة في سوق السيارات.
وفي سياق متصل، علق وزير الصناعة والتجارة الإيراني، رضا فاطمي أمين على الارتفاع الكبير في أسعار السيارات، وقال "مع استيراد السيارات للبلاد سيزداد العرض ونتيجة لذلك سينخفض سعر السيارات".
وقال فاطمي أمين في تصريحات من محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، "أن إنتاج السيارات حتى شهر ديسمبر كان بقدر إجمالي إنتاج السيارات العام الماضي".
وأضاف: الآن أصبح استيراد السيارات قيد التشغيل ومع المعروض الكبير من السيارات وسعرها سينخفض أيضا في السوق الحرة.
وأشار الى أن هذه المحافظة هي إحدى المحاور الصناعية في البلاد، قال: إن أهم مشكلة في الوحدات الصناعية والإنتاجية هي رأس المال العامل.
وعن الالتهاب في سوق السيارات قال: للسيارة سعرين أحدهما سعر المصنع والآخر السعر في السوق المفتوحة، ما هو مضطرب هو سعر السوق الحر، والذي حدث بسبب عدم التوافق بين العرض والطلب.
وبررت حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الأيام الاخيرة اضطراب أسواق العملة والسيارات على "العدو" و "الحكومات السابقة"، فيما يوجه خصومه إلى أن حكومته متهمة بمحاولة تمويل جزء من عجز ميزانيتها من خلال التلاعب بسوق العملات.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز