ألغام سياسية.. تفاصيل تعرض سفينة إيرانية لهجوم بالبحر المتوسط
أقرت إيران بتعرض إحدى سفنها التجارية لهجوم بالبحر المتوسط، السبت، بعد يوم من نشر تقرير عن ضربات إسرائيلية لسفنها المتجهة لسوريا.
وبحسب المتحدث باسم شركة الملاحة البحرية الإيرانية، علي غياثيان، فإن جسما متفجرا أصاب سفينة تجارية إيرانية عندما كانت تبحر في المياه الدولية بالبحر المتوسط، مما أدى إلى إلحاق أضرار بجزء منها.
والجمعة، كشفت تقارير عن تعرض 12 ناقلة نفط إيرانية على الأقل لضربات إسرائيلية مستمرة، فيما لازمت طهران الصمت أو اكتفت برد ضعيف لم تجرؤ حتى على تبني مسؤوليته.
ونقلت وكالة أنباء (إرنا)، السبت، عن غياثيان قوله إن الهجوم الذي تعرضت له سفينة الحاويات "إيران- شهركرد"، وقع الأربعاء في المياه الدولية بالبحر المتوسط، مما أسفر عن تضرر جزء من هیکلها، دون وقوع خسائر بشرية.
وأضاف: "تعود هذه السفينة لشركة الشحن البحري في إيران، وكانت متجهة إلى أوروبا"، مشيراً إلى أنه "بعد اصطدام الجسم المتفجر بالسفينة، وقع حريق جزئي في مكان الانفجار، وقد تم احتواؤه سريعا بجهود القبطان وطاقم السفينة".
وأوضح أن الإجراءات جارية للكشف عن مصدر هذا "الهجوم الإرهابي وستجرى المتابعات القانونية عبر المؤسسات الدولية المعنية للكشف عن المتورطين"، متجنبا مجرد التلميح لاستهداف إسرائيلي.
وفضحت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية تضارب النظام الإيراني الذي يشن حروبا كلامية ويشحن مسؤولوه خطاباتهم بالتهديد والوعيد لإسرائيل والولايات المتحدة، فيما يعجز عن رد أو الإعلان عن استهدافه، درءا لضعفه.
فضيحة مدوية تكشف عنها الصحيفة بعد أسبوعين من إعلان إسرائيل تعرض إحدى سفنها لهجوم في خليج عمان قالت إن إيران تقف خلفه.
الصحيفة الأمريكية قالت إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا وتحمل النفط الإيراني بشكل أساسي، خشية أن تمول أرباح النفط التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط.
وتستخدم تل أبيب، منذ نهاية عام 2019، أسلحة خصوصا الألغام البحرية (عبوات ناسفة) لضرب السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل بضائع إيرانية تبحر إلى سوريا عبر البحر الأحمر وفي مناطق أخرى، بحسب الصحيفة.
وتواصل إيران تجارة النفط مع سوريا وشحن ملايين البراميل، في انتهاك صارخ للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها والعقوبات الدولية ضد سوريا.
ووفق الصحيفة نفسها، استهدفت بعض الهجمات البحرية أيضًا الجهود الإيرانية لنقل سلع أخرى، بما في ذلك الأسلحة، عبر المنطقة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
في المقابل، لازمت طهران صمتا على إعلان الهجمات التي تعرضت لها ناقلاتها، لم تقشعه سوى بعض الاتهامات غير الواضحة، بين الحين والآخر، وجهها مسؤولوها لإسرائيل تحت قناع الاشتباه.
ولم يصدر بعد أي تعقيب إسرائيلي عما ورد بالصحيفة الأمريكية، فيما يرى مراقبون أن الهجمات تأتي على خلفية مخاوف تل أبيب أن تشكل شحنات النفط الإيرانية مصدر ربح لطهران تستغله في تمويل المليشيات، بما أنها تمت في مناطق بحرية عدة بالشرق الأوسط مثل البحر الأحمر.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بالمسؤولية عن انفجار ألحق أضرارا بسفينة شحن إسرائيلية الملكية كانت راسية في خليج عمان.
ووفق تقارير، كانت سفينة "إم في هيليوس راي"، التي تنقل مركبات، متجهة من السعودية إلى سنغافورة، حين تسبب انفجار في إحداث فجوات بجانبيها.
وقال نتنياهو، في تصريحات إذاعية، إن "إيران تقف وراء هذه العملية، وهذا واضح"، دون تفاصيل أكثر.
من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي يوآف غالانت إن صور هيكل السفينة تشير إلى أنها ناتجة عن "لغم ثُبّت بالجدار الخارجي، في عملية قوات خاصة بحرية (نُفّذت) ليلا على ما يبدو".
وأضاف أن الحادث وقع قرب السواحل الإيرانية، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن المهاجمين عرفوا من بيانات السفينة المتاحة للعامة أنها إسرائيلية الملكية.
وفي 2019، واجهت طهران اتهامات بالوقوف وراء تفجيرات ألحقت أضرارا بناقلات نفط في خليج عمان، وحينها، قال الجيش الأمريكي إن الانفجارات كانت ناتجة عن ألغام ثُبتت مغناطيسيا بهياكل الناقلات.