إعلام أمريكي: احتجاجات الوقود بإيران تهدد مستقبل روحاني
احتجاجات الوقود التي اشتعلت في أنحاء إيران تفرض ضغوطا جديدة على النظام الذي يعاني تحت وطأة عقوبات اقتصادية أمريكية مكبلة
تفرض احتجاجات الوقود التي اشتعلت في أنحاء إيران ضغوطا جديدة على النظام الذي يعاني تحت وطأة عقوبات اقتصادية أمريكية مكبلة، وتشكل تهديدا سياسيا للرئيس حسن روحاني.
وفي تقرير نشرته وكالة "أسو شيتدبرس" الأمريكية، قالت إن الاحتجاجات القاتلة اندلعت بعد زيادة أكثر من 50% في أسعار البنزين ما أدى إلى اشتباك الشرطة مع المتظاهرين، ومقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
وأشارت إلى أن الاحتجاجات تأتي في وقت يعاني فيه اقتصاد طهران جراء العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أن أعلن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
كانت الحكومة الإيرانية أعلنت عن إجراءات تقنين البنزين، الجمعة، مع ارتفاع الأسعار بنسبة 50% لأول 60 لترا من البنزين شهريا، و300% على المشتريات التي تزيد على 60 لترا.
وزعمت السلطات أن أموال زيادة أسعار الوقود ستساعد 18 مليون أسرة منخفضة الدخل، فيما أنحت وسائل الإعلام الإيرانية باللائمة على "مخربين" في ارتكاب "عمليات تخريب" خلال المظاهرات.
ولفتت "أسو شيتدبرس" إلى أن الاحتجاجات كانت سلمية إلى حد كبير، لكن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والتسجيلات على الإنترنت أظهرت حدوث أعمال عنف في عدة حالات، حيث أطلق ضباط الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
وتوقعت أن هذه الاضطرابات تمثل خطراً سياسياً على الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في فبراير/شباط المقبل، حيث يظهر الاستياء على نطاق واسع وسط شح الوظائف وانهيار العملة المحلية.
وعانت إيران منذ فترة طويلة من المشكلات الاقتصادية منذ اندلاع الثورة عام 1979، التي قطعت علاقاتها الخارجية، ثم خاضت حربا استمرت 8 سنوات ضد العراق؛ ومؤخرا أدى انهيار الاتفاق النووي، والعقوبات الأمريكية إلى تفاقم تلك المشكلات.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن هنري روما، المحلل في مجموعة "أوراسيا" قوله إنه بعد الاحتجاجات الجماعية اضطر روحاني إلى التراجع عن خطة عام 2017 لزيادة أسعار الوقود بنسبة 50%.
ونوّه إلى أن "الحكومة كانت أكثر استعدادا لهذا الخطر، حيث صدر الإعلان الأخير (رفع سعر الوقود) في منتصف الليل قبل عطلة نهاية الأسبوع، وبدأ سريانه على الفور، وأعلن عنه دون تشاور مباشر مع البرلمان".
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن هولي داجريس الباحثة في "المجلس الأطلسي"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قولها "تاريخياً، كان الإيرانيون يسارعون دائمًا في التعبير عن مظالمهم من خلال الاحتجاجات".
وأشارت إلى أنه منذ عام 1979، فرضت طهران قيوداً على الحريات السياسية والمعارضة، فيما اندلعت آخر حركة احتجاج سياسي لتغيير اللعبة عام 2009، إثر اتهامات بأن الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد قد زور الانتخابات، وقتل العشرات على أيدي قوات الأمن خلال ما كان يعرف بـ"الحركة الخضراء".
وأوضحت داجريس أن الاحتجاجات الاقتصادية تصاعدت في السنوات الأخيرة بسبب سوء الإدارة والفساد، وكذلك تأثير العقوبات الأمريكية والأشكال الأكثر تنوعًا التي يجب على الناس من خلالها مشاركة الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن الضغط الاقتصادي على الإيرانيين يشبه "طنجرة الضغط".
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 9.5% في عام 2019 نتيجة تشديد العقوبات الأمريكية.
وأشارت داجريس إلى أنها فوجئت بقيام الحكومة بخفض الدعم الآن، في ضوء الاحتجاجات التي تهز العراق ولبنان، مضيفة: "يبدو أنهم واثقون من أنهم يستطيعون إحكام الغطاء (السيطرة) على أي اضطرابات"، وتوقعت المزيد من القمع إذا استمرت الاحتجاجات.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز