طهران تنفق مليارات لدعم مليشياتها وتتجاهل فقراءها
76 مليار دولار ميزانية مقررة لمليشيا الحرس الثوري
ناشط إيراني يؤكد أن حكومة طهران تهدر مليارات في تمويل جماعات إرهابية ومليشيات طائفية تخوض حروبا بالوكالة في سوريا واليمن والعراق.
اتهم ناشط إيراني حكومة الملالي في طهران بإهدار مليارات في تمويل جماعات إرهابية ومليشيات طائفية تخوض حروبا بالوكالة في كل من سوريا واليمن والعراق، فضلا عن برنامجها النووي المثير للجدل على حساب الفقراء الذين يواجهون ظروفا عصيبة في ظل ارتفاع أسعار المعيشة.
وقال الناشط حشمت علوي، في مقال نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية "بينما نستعد للترحيب بعام 2018 بالاحتفالات في جميع أنحاء العالم فمن الواجب أخلاقيا أن نأخذ لحظة ونفكر فيمن هم أقل حظا في مثل هذه الأوقات".
- خبير أمريكي: إيران تخوض حروبا بالوكالة لنشر الفوضى الإقليمية
- مصادر تمويل مليشيات إيران.. من الفدية إلى المخدرات
وأضاف: ضرب زلزال الأكثر قوة في العالم عام 2017 مقاطعة كرمانشاه غرب إيران، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص على الأقل، في حين أظهرت تعليقات على وسائل الإعلام الاجتماعي السكان المحليين يتحدثون عن قتلى بالآلاف وعشرات الجرحى، وبالنسبة للناجين على الرغم من أنهم يعيشون في بلد يجلس على محيط من النفط والغاز فإن مصاعبهم مستمرة بينما نتحدث".
وتابع علوي: "تُتهم إيران باعتبارها الدولة الرئيسية الداعمة للإرهاب في العالم بتخصيص مليارات الدولارات لدعم نظام الأسد في سوريا، وتمويل حزب الله اللبناني، ودعم الحوثيين في اليمن، ودعم المليشيات الطائفية في العراق، إلى جانب ضخ مليارات أخرى في برنامج نووي مثير للجدل وغير ضروري، والصواريخ الباليستية الخطرة".
وأشار الناشط الإيراني إلى أن الشعب الإيراني على نحو متواصل يحتج ضد سياسات النظام، وقد خرج عدد كبير من المتظاهرين إلى الشوارع في مدن مشهد ونيشابور وكشمار وبيرجان شمال شرق إيران، احتجاجا على البطالة والفقر وارتفاع الأسعار، كما شوهد المتظاهرون وهم يرددون "الموت لروحاني" و"الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى رئيس النظام والمرشد علي خامنئي على التوالي.
ولفت إلى أن ما لا يقل عن 85 ألف شخص من ضحايا الزلازل يواجهون ظروفا عصيبة، في الوقت الذي يتوقعون فيه مساعدة حكومية بعد مرور أكثر من 6 أسابيع على هذه المحنة، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى تدمير حوالي 18 ألف منزل بالكامل في هذه المنطقة، كما يعاني 50 ألفا من أضرار كبيرة، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
"مدننا هي بمثابة مناطق مزقتها الحرب"، وقال حسين بيغليري، رئيس جمعية دعم مرضى الكلى في كرمانشاه "إن هذا لا يعني أن هناك مصانع كبيرة ولا يوجد مصدر للعمالة.. وهذا يولد البطالة والفقر، مما يجعل الكثيرين في كرمنشاه على استعداد لبيع جزء من الجسم".
واعتبر بيغليري أن المفارقة تكمن في حقيقة أن نسبة عالية من السكان الإيرانيين الذين يعيشون في فقر مدقع، فمنطقة مثل كرمنشاه تعرف بمركز سوق الكلى في إيران، حيث تقول التقارير إن سعر الكلية يبلغ الآن حوالي 5000 دولار وأحيانا أعلى من ذلك، ونتيجة لذلك يتطلع الكثيرون إلى بيع كليتهم في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد.
ونوه إلى ارتفاع عدد النساء اللواتي تسعين إلى بيع كلياتهن، بما في ذلك النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و35 عاما، وهناك حالات من النساء اليائسات اللواتي يرغبن حتى في بيع كليتهن بسعر منخفض يصل إلى 1500 دولار أمريكي لتغطية نفقاتهن بشكل يائس.
ولفت إلى أنه في المقابل فإن الميزانية المالية المقبلة لإيران ستزود قوات الحرس الثوري الإيرانية بحوالي 76 مليار دولار من إجمالي 114 مليار دولار مخصصة للقوات المسلحة للنظام.
وذكرت تقارير أن الحرس الثوري ووحدته الخارجية -فيلق القدس- تتمتعان بأعلى الأولويات في الميزانية الجديدة.
ومضى بيغليري قائلا: على الرغم من أنه يدعي أنه معتدل.. سلم الرئيس الإيراني حسن روحاني خطة الميزانية بعد شهر من الزلزال، ويضغط على البرلمان لاعتماد مشروع القانون على وجه السرعة.
ونوه إلى أن محمد جمالي، عضو لجنة الدفاع البرلمانية، يعتبر أن فيلق القدس وبرنامج الصواريخ الاستفزازية -الذي أثار العديد من الإدانات الدولية للنظام- يستحقان الأولوية القصوى في ميزانية القوات المسلحة.
وعلاوة على ذلك فإن طهران تنفق حوالي 15-20 مليار دولار سنويا في سوريا، مما يعني أن هذا النظام يخصص ما قيمته 150 مرة ضعف ميزانية مقاطعة مثل كرمانشاه للحفاظ على ديكتاتور لا يرحم مثل بشار الأسد في السلطة.