خبير أمريكي: إيران تخوض حروبا بالوكالة لنشر الفوضى الإقليمية
طهران تنشر الفوضى في الشرق الأوسط في أعقاب الاتفاق النووي الذي جلب لها المليارات بعد تخفيف العقوبات وتشكل أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي
حذر الخبير الأمريكي، تود رويال، من أن إيران تشكل تهديدا أخطر من كوريا الشمالية؛ لا سيما على الاستقرار الإقليمي بالنظر إلى أنها تخلق حالة من الفوضى في المنطقة عبر حروب بالوكالة في عدة دول.
وفي مقال نشرته مجلة "ذا ناشيونال إنتريست" الأمريكية، قال رويال- وهو مؤلف ومستشار متخصص في تقييم التهديدات العالمية، وتطوير الطاقة وسياسات النفط والغاز والطاقة المتجددة- إن إيران تنشر الفوضى في الشرق الأوسط في أعقاب الاتفاق النووي الذي جلب لها المليارات بعد تخفيف العقوبات، ما يعني أن نظام طهران أصبح الآن أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي.
- مليشيا "بابليون".. ذراع إيران لاختراق المناطق المسيحية بالعراق
- مصادر تمويل مليشيات إيران.. من الفدية إلى المخدرات
وأوضح أن وكلاء إيران، الذين يضمون "حزب الله" اللبناني، و"حماس" و"الإخوان" والحوثيين في اليمن، يسمحون لنظام الملالي باستخدام القوة على نطاق لم يسبق له مثيل في الشرق الأوسط، يشجع الجهات الفاعلة السيئة الأخرى على الساحة العالمية.
وأشار إلى أن الشرق الأوسط في حالة الفوضى، حيث تهيمن الحروب الإيرانية بالوكالة وغيرها من الحروب على سوريا والعراق ولبنان ومالي، إلى جانب صراع وشيك في فلسطين، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما سمح لإيران بتصعيد هجماتها على الدول السنية التي لا تتفق معها.
ولفت رويال إلى أن الوضع الجيوسياسي مع إيران شهد زيادة في التوترات في النصف الثاني من عام 2017، ففي أكتوبر/ تشرين الأول، دافعت البحرية الأمريكية عن نفسها ضد ضربات صاروخية نفذها الانقلابيون الحوثيون، بدعم من إيران قبالة سواحل اليمن.
ونوه إلى أن الهدف من الاتفاق النووي هو أن يستهل بزوغ فجر عهد جديد للعلاقات بين إيران والغرب ودول الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك، فقد شعرت جهات فاعلة سيئة أخرى بضعف الولايات المتحدة والعزيمة الغربية لضمان ترتيب ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ورجح الخبير الأمريكي أن الإجراءات الإيرانية العدوانية في الشرق الأوسط شجعت الروس على تهديد بحرب نووية، والصينيين على شن حملة ضد حرية التعبير، فضلا عن الإطاحة بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي المستمر بلا هوادة مع تصاعد التوترات بين الحكومة اليابانية والكوريون الشماليون الذين يختبرون الصواريخ البالستية.
وتوقع أنه إذا لم يعمل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والحلفاء الآسيويون على إشراك إيران في الساحة العالمية بالقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية الشديدة والردع وتوازن القوى الحازم، فإن البرنامج النووي الإيراني المقبل سيكون مشكلة أكبر من الكوريين الشماليين، وسيسمح للإيرانيين بالاعتقاد بأن بإمكانهم المضي قدما في الشرق الأوسط على غرار ما يفعلونه في العراق وسوريا.
ونوه إلى أن الاتفاق النووي الإيراني، الذي قاده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مبني على معلومات كاذبة والرواية التي لا يمكن الاعتماد عليها بأن إيران ستتخلى عن كونها أكبر دولة راعية في العالم للإرهاب، وبالتالي حصل الإيرانيون على أفضل ما لدى الولايات المتحدة والدول الغربية على طاولة المفاوضات.
وتنبأ الخبير الأمريكي بأن هذا يفيد أيضا الصينيين والروس والكوريين الشماليين من خلال فتح قنوات لأموال غير مشروعة لرعاية الإرهاب والوكلاء الذين يعيدون تشكيل الشرق الأوسط، حيث قال مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الألمانية أن إيران "ما زالت تحاول شراء معدات نووية غير مشروعة من ألمانيا بعد إبرام اتفاق نووي تاريخي مع القوى العالمية".