مسؤولان أمريكيان سابقان يقترحان خطة لمواجهة "إيران العدوانية"
مسؤولان سابقان حذرا من أن إيران تستخدم مليشيات في حروب بالوكالة في سوريا والعراق وترسل أسلحة للحوثيين باليمن لتوسيع نفوذها.
طالب مسؤولان أمريكيان سابقان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشجيع الدول الأخرى على مواجهة التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وفرض المزيد من العقوبات على نظام طهران.
جاء ذلك في مقال مشترك نشره "ذا هيل" المتخصص في تغطية أخبار الكونجرس، للسفير دينيس روس مستشار معهد واشنطن، والمبعوث الأمريكي الأسبق للشرق الأوسط في عهد الرئيسين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، ونورمان تي. رول الذي خدم لمدة 34 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وأدار العديد من البرامج المتعلقة بإيران والشرق الأوسط.
وحذر الكاتبان من أن إيران "قوة عدوانية في الشرق الأوسط، وأصبحت أكثر عدائية منذ خطة العمل الشاملة أو الاتفاق النووي، بداية من استخدام مليشيات شيعية في حروب بالوكالة في سوريا والعراق إلى إرسال أسلحة متقدمة إلى الحوثيين في اليمن- قذائف أرض-أرض، ومضادة للسفن ومضادة للدبابات وكذلك طائرات هجومية بدون طيار التي عرضتها إدارة ترامب مؤخرا- يرى المرؤ جهد النظام الإيراني لتوسيع قوته ونفوذه".
وقال الكاتبان إن "قوة القدس -ذراع العمليات لفيلق الحرس الثوري- هي رأس الحربة التنظيمي لهذه العملية. وخلال حرب العراق، كان وكلاء قوة القدس مسؤولين عن مقتل وإصابة أكثر من ألف جندي أمريكي. قاسم سليماني، قائد قوات القدس، الذي كان فيما مضى شخصية سرية يتحرك خلسة، يستعرض حول مناطق الصراع الساخنة لتسليط الضوء على وجود إيران وبناء نفوذها".
وتابعا "في الواقع، فإن قيادة الحرس الثوري الإيراني تفتخر على نحو متزايد بتدخلاتها الإقليمية، وتصيغ رواية بأن مشاركتها أدت إلى انهيار داعش وخلاص العراق، وكلاهما ليس صحيحا".
وأوضحا أنه "سواء عبر حزب الله في لبنان وسوريا أو الحوثيين في اليمن أصبحت السعودية في الوقت الراهن مهددة بالصواريخ التي توفرها إيران لوكلاء طهران لجذب زناد أسلحتها ما يجعلها أقل مسؤولية، كما أن عدم استجابة العالم لا يقل خطأ".
وأشارا إلى أن "رفض المجتمع الدولي مواجهة إيران على أفعالها التي أدت إلى بقاء بشار الأسد مستخدم الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة ضد أهداف مدنية، كما أدى لتفاقم الصراعات الإقليمية، ووضع الأسس للنزاع الطائفي، وساهم في معاناة الملايين".
ولفتا إلى أن "إيران قد واجهت داعش في سوريا والعراق، ولكن فقط باستخدام المليشيات الشيعية التي استمرت في تعذيب السكان السنة، وتعميق الانقسامات الطائفية وزرع بذور عدم الاستقرار على المدى الطويل في المنطقة".
واعتبرا أن "الشرق الأوسط أمام منعطف مهم: السعودية تجري تحديثا غير مسبوق طال انتظاره، بينما يجري التشكيك في دور الإسلام السياسي مع استمرار فشل ممثليه في الحكم. ويواجه المجتمع الدولي حاجة ملحة لإنهاء الكوارث الإنسانية في ليبيا وسوريا واليمن؛ غير أن استمرار إيران في نقل الصواريخ وجهودها لتوسيع نطاقها وهيمنتها في المنطقة يضاعف كل هذه التحديات".
واستدركا بالقول: "بدلا من عزل الإيرانيين والضغط على طهران يجب أن نجعل أعمالنا، وليس سلوكياتهم السيئة، هي القضية. نحن بحاجة إلى زيادة تكاليف ما تقوم به إيران في المنطقة، وليس صرف الانتباه إلى تقويضنا للاتفاق الذي يوضح الأوروبيون أنهم لن يعيدوا التفاوض عليه".
ورأى الكاتبان أن الرغبة الأوروبية في إبقاء واشنطن في خطة العمل الشاملة يمكن أن تستخدم كمقايضة لجعل الأوروبيين يمضون قدما في الخطوات التالية:
أولا: أن يعلنوا أن السلوك الإقليمي لإيران يستبعد رفع عقوبات الأمم المتحدة على برامج الأسلحة التقليدية الإيرانية في عام 2020، وبرنامجها الصاروخي في عام 2023، وهو ما قد تسمح به خطة العمل المشتركة.
ثانيا: تطوير عقوبات جديدة ضد العناصر الإيرانية المتورطة في انتشار تكنولوجيا القذائف والتدخلات الخارجية لتشمل شركات الطيران والمؤسسات المالية التي تمكن هذه الأعمال.
ثالثا: جعل قوة القدس نفسها هدف حملة دبلوماسية وعقوبات واسعة تستهدف أيضا أي بلد أو كيان تجاري يتسامح مع وجودها أو يدعم أنشطتها؛ وهذه العوامل التمكينية تحتاج إلى فهم أن استيعاب قدرة إيران على استهداف الأمريكيين وحلفائنا سيكون ثمنها باهظا.
ورجحا أنه "ربما يجادل البعض بأن هذه الخطوات ستزيد من مخاطر المواجهة أو تهدد الإصلاحات المحتملة للرئيس البراجماتي الإيراني نسبيا".
وارتأيا أن "هذه الحجج تغفل أن إيران تواجهنا منذ دخول قواتها إلى العراق في عام 2003، ومن المحتمل أن يسهم فشلنا في الرد على العدوان الإيراني".
ووجه الكاتبان حديثهما إلى أولئك الذين يسعون إلى حماية روحاني، وقالا إنه "ربما يكون من الجدير بالذكر أنه كان لديه أكثر من 4 سنوات لكبح جماح قوات القدس، وحتى الآن، لم يكن قادرا على فعل بذلك، وتحول الاحتمال بشأن إذا كان هو المسؤول أو غير ذي صلة إلى نقاش أكاديمي".
ووفقا للكاتبين، فإن "الطريقة الوحيدة لاختبار نظرية أن روحاني قادر على فرض القيود على المغامرة العسكرية الإيرانية هي تسليحه بالواقع المتمثل في الضغوط الدولية الجديدة، بأن المغامرة تأتي على حساب الرفاه الاقتصادي الإيراني. وبدلا من الاحتفال بقوات القدس وقاسم سليماني، يحتاج الإيرانيون إلى أن يروا أنهم (القادة) يجعلون الإيرانيين يدفعون ثمن سياساتهم العدوانية".
ومضيا بالقول: "هنا يجب أن يكون ثمة شعور بالإلحاح يتجاوز متطلباتنا التشريعية، الحوثيون يضغطون بالصواريخ الإيرانية على الرياض ويهددون بضرب أبوظبي أيضا، والجيش الإيراني والوكلاء يعلنون الآن بجرأة عن عزمهم على البقاء على حدود إسرائيل وبناء جبهة ثانية في سوريا، بينما توضح إسرائيل أنها لن تتسامح مع هذا التطور، وهذه وصفة للتصعيد، وربما حتى حرب إقليمية".
واختتما بالقول إنه "قد حان الوقت لإدارة ترامب لصياغة سياسة تكتل الآخرين لمواجهة التوسع الإيراني، ولا تبعد أولئك في المجتمع الدولي بعيدا أو ترك أولئك الذين في المنطقة يدافعوا عن أنفسهم".