احتجاز الأجانب.. "عباءة" إيرانية جديدة لممارسات أزمة رهائن 1979
الصحفي الأمريكي جيسون رضائيان تحدث عن أزمة عدد من الرعايا الأجانب بينهم أصحاب الجنسيات المزدوجة الذين اعتقلتهم إيران لاستغلالهم سياسيا.
على الرغم من مرور 40 عاما على أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979؛ فإنه لم يتغير شيء في إيران فيما يتعلق بالاحتجاز القسري للأجانب؛ حيث اكتفت السلطات هناك بتغيير "عباءة" الاحتجاز بزي احتجاز "الأجانب" أصحاب الجنسية المزدوجة دون دليل.
ففي تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحدث الصحفي الأمريكي جيسون رضائيان عن أزمة عدد من الرعايا الأجانب، بينهم أصحاب الجنسيات المزدوجة، الذين اعتقلتهم إيران، واستغلالهم لتحقيق أهدافها السياسية.
وبدأ الصحفي الأمريكي بالحديث عن البريطانية نازانين زاخاري التي سافرت مع ابنتها إلى طهران عام 2016 لقضاء عطلتها مع أقاربها، وكانت خطتها البقاء لمدة أسبوعين، لكن تحولت حياتها إلى كابوس داخل أحد السجون الإيرانية، ليسرق من حياتها 3 سنوات.
واعتقلت الموظفة التي تعمل لحساب مؤسسة "تومسون رويترز" الخيرية في المطار، ومنعت من العودة إلى لندن، وفي النهاية وجهت إليها تهمة التخطيط للإطاحة بحكومة طهران.
والآن باتت "زاخاري" واحدة من بين 50 من الرعايا الأجانب -الذين يحمل كثير منهم الجنسية الإيرانية- واعتقلوا خلال العقد الماضي في طهران باتهامات لا أساس لها من الصحة.
وقال رضائيان إن نازانين زاخاري هي مثال على أحدث أساليب السياسة الخارجية الإيرانية، التي بدأت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1979، باقتحام طلاب إيرانيين السفارة الأمريكية واحتجاز عشرات المتواجدين فيها لتنتهي الأزمة بعد 444 يوما، عندما أطلق سراح الرهائن عام 1981.
وأشار إلى أنه تم بالفعل زرع بذور تلك الأساليب من خلال استغلال الرهائن لتحقيق الأهداف السياسية، والآن يتزايد تواتر القضايا.
وفي تصريحات سابقة، أكد روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض والمبعوث الخاص لشؤون الرهائن أن النظام الإيراني يستخدم احتجاز الرهائن كأداة دبلوماسية غير متماثلة منذ نشأته، مشيرا إلى أن نظام طهران "للأسف فخور بتلك الوصمة في تاريخهم".
وأوضح الصحفي الأمريكي أن إيران حولت أسلوب احتجاز الرهائن الذي يتم برعاية الدولة إلى سلاح رئيسي لسياستها الخارجية، وفي معظم القضايا، تتهم طهران وتحاكم هؤلاء السجناء بجرائم مفبركة للحصول على تنازلات لاحقة من بلدانهم.
وفي تقريره أيضا، تحدث جيسون رضائيان عن أنه من المستحيل تحديد العدد الفعلي للأشخاص الذين تحتجزهم إيران، لأن كثيرا من العائلات لا يكشفون عن محنهم.
لكن منذ 2007 تم الإعلان عن 57 حالة على الأقل، سواء من جانب السلطات الإيرانية أو أسر الرهائن. وحاليا، معروف أن هناك 13 على الأقل محتجزين في ظروف تتبع النمط نفسه.
أما عن سبب احتجاز إيران للرهائن، ذكر الصحفي الأمريكي، الذي كان مسجونا في طهران سابقا، أنه في بعض الحالات يكون بغرض تبادل السجناء، وفي حالات أخرى تكون مرتبطة بمحاولات لاستعادة أصولها المجمدة في الخارج، وفي أحيان أخرى تكون عبارة عن مزيج من الاثنين.
ونبه إلى أنه اعتقل في إيران عام 2014 ووجهت إليه تهمة التجسس أثناء تغطية الشؤون الإيرانية لصحيفة "واشنطن بوست"، لكن تم إطلاق سراحه مع أمريكيين آخرين في اليوم نفسه الذي تم فيه تنفيذ الاتفاق النووي، كما أطلقت الولايات المتحدة سراح سجناء إيرانيين، ورفعت العقوبات عن طهران.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحرس الثوري يستخدم احتجاز الرهائن أيضا لمنع أي تواصل بين المجتمع الإيراني والعالم الخارجي، مؤكدا أن هذا يتبين من خلال الزيادة في أعداد الباحثين الغربيين الذين تم اعتقالهم أثناء إجرائهم أبحاث في طهران.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز