"سرايا أولياء الدم".. مولود "إرهابي" جديد من رحم مليشيا إيران بالعراق
هدف واحد ومسميات مختلفة.. هذا هو حال العراق مع المليشيات الإيرانية التي لا تغمض جفون عناصرها قبل ضرب استقرار هذا البلد.
فبعد ساعات من استهداف مدينة أربيل بكردستان العراق بـ8 صواريخ، تبنت مليشيا إيرانية حديثة العهد تطلق على نفسها "سرايا أولياء الدم" العملية.
وتبنت المليشيا العراقية الموالية لإيران، الثلاثاء، المسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل ومحيطه في كردستان العراق، ما أدى لمقتل متعاقد أمريكي وإصابة 6 آخرين بينهم جندي.
ومليشيا سرايا أولياء الدم حديثة الولادة؛ حيث كانت أولى عملياتها تقريبا في سبتمبر/أيلول 2020 باستهداف أرتال الإمدادات الخاصة بالتحالف الدولي في محافظات جنوبي العراق.
والعام الماضي ظهر نحو 10 مجموعات كتلك تبنّت إطلاق صواريخ، لكن مسؤولين عراقيين وأمريكيين أكدوا أنهم يعتبرون تلك المجموعات "واجهة" لمليشيات مسلّحة موالية لإيران على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".
لكن أحد أبرز ظهور لمليشيا سرايا أولياء الدم كان ببيان في سبتمبر/أيلول الماضي هددت فيه باستهداف مركبات الأمم المتحدة العاملة في العراق، في حال استخدمتها القوات الأمريكية.
وعلى مدار الأشهر الماضية، تبنت هذه المليشيا الجديدة عددا من الهجمات التي استهدفت قوات دولية وبعثات الأمم المتحدة، في وقت يربط مراقبون عراقيون بينها وبين كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران.
وتتهم الولايات المتحدة ميليشيا حزب الله العراقي وميليشيات أخرى مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها جنودها، إلى جانب قوات التحالف الدولي الأخرى.
وسبق أن استهدفت مليشيات إيرانية المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركّزت في العاصمة بغداد.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام 2019 قُتل متعاقد أمريكي بهجوم صاروخي استهدف قاعدة في محافظة كركوك، ما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف "كتائب حزب الله" بغارات جوية.
ثم في مارس/آذار 2020 قُتل جندي ومتعاقد أمريكيان وجندي بريطاني بهجوم صاروخي. وردّت واشنطن بتوجيه ضربات لمواقع تابعة لكتائب حزب الله.
لكن منذ أن أعلن العراق الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في أواخر العام 2017، قلّص التحالف الدولي عدد قواته في هذا البلد إلى ما دون 3500 عنصر، بينهم 2500 جندي أمريكي.
وغالبية هذه القوات متمركزة في المجمّع العسكري في مطار أربيل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في التحالف.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، هدّدت الولايات المتحدة بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرّت الهجمات الصاروخية، ما دفع الفصائل إلى الموافقة على هدنة دائمة.
وسجّلت انتهاكات عدة للهدنة آخرها كان استهداف السفارة الأميركية بصواريخ في 20 ديسمبر الماضي.
ونادرا ما استهدفت أربيل بهجمات، إلا أنه سبق للقوات الإيرانية أن أطلقت في يناير/كانون الثاني 2020 صواريخ بالستية على مطار أربيل، بعد أيام قليلة على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في مطار بغداد.
ويأتي الهجوم الصاروخي الأخير وسط أجواء من التوتّر في شمال العراق، حيث تشنّ تركيا حملة عسكرية برية وجوية ضد حزب العمال الكردستاني.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز