"صرخة بلاسخارت".. فرصة أخيرة لإيقاظ الحوار بين فرقاء العراق
تدفع الصرخة الأممية التي أطلقتها المبعوثة جينين بلاسخارت في مجلس الأمن الدولي الطبقة السياسية العراقية إلى دائرة الإحراج.
حاولت "بلاسخارت" تحميل الدوائر السياسية العراقية مسؤولية ما يجري من أوضاع خطيرة قد تجر العراق إلى منزلق الحرب الأهلية.
وتباينت ردود أفعال القوى السياسية في العراق إزاء خطاب بلاسخارت بين مرحب ورافض لما جاء في إحاطتها لمجريات الأحداث في العراق تجاه الانسداد السياسي الحاصل في البلاد منذ عام.
أزمة سياسية جاءت على وقع النتائج التي أفرزتها انتخابات أكتوبر/تشرين الأول التشريعية بعد تحقيق مقتدى الصدر صعوداً كبيراً باعتباره أكبر المنافسين، مما أثار حفيظة قوى الإطار التنسيقي (الأحزاب والكيانات المقربة من إيران)، التي حاولت اعتراض طريق مروره إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية.
وضربت الأزمة المحتدمة لأكثر من مرمى السلم الأهلي، وهددت بانزلاق العراق إلى حرب أهلية عقب وقوع اشتباكات مسلحة في أواخر أغسطس/آب الماضي عند المنطقة الرئاسية ببغداد، وتجددها قبل ثلاثة أيام عند محافظتي ذي قار والبصرة.
وتقف العملية السياسية عند مصد الخلاف والتنازع ما بين إرادتين، الأولى يقودها الصدر والقوى المستقلة بحل البرلمان وتحقيق انتخابات مبكرة فيما يمضي الإطار نحو تشكيل حكومة جديدة وتفعيل مخرجات أكتوبر التشريعية.
ويرفض الصدر منذ شهور أي محاولات تقريب تدعو للحوار مع قوى الإطار التنسيقي، واصفاً الحديث مهم "غير ذي فائدة"، فيما اشترط ولأكثر من مرة أن يكون الجلوس إلى طاولة التفاهمات حل المليشيات وتقديم الفاسدين إلى القضاء.
وتعقيباً على إحاطة بلاسخارت، أبدى الصدر موقفاً بقبول الحوار بشرط "العلنية" أمام الجمهور، وإزاحة الطبقة السياسية التي اعتلت المشهد العراقي منذ عام 2003، ونزع السلاح المنفلت.
وتتحرك قوى مجتمعة منذ أيام، من القوى السنية والكردية بمعية الإطار لتحقيق لقاء مع الصدر عند مقر إقامته في النجف، فيما تؤكد أغلب المؤشرات إلى أن اللقاء لن يتحقق في ظل المعطيات الأخيرة بالمضي على استئناف عمل مجلس النواب وتشكيل حكومة جديدة.
ومع تصريحات بعض الأطراف من الإطار التنسيقي التي جاءت عقب خطاب بلاسخارت بتحرك المياه الراكدة بإبداء الصدر رغبة في استقبال المناهضين من معسكر الخصم والخوض في الحوار، إلا أن ذلك ما زال بعيداً عن واقع المجريات، بحسب مصدر مقرب من التيار الصدري.
ويشير المصدر إلى أن "أبواب النجف لن تفتح أمام أي حوار دون أن يتم إبداء موافقة مسبقة أمام الشروط التي طرحها الصدر مراراً وتكراراً وبخلاف ذلك لن يكون أي تفاهم وإن جرى تحميلنا من قبل البعض مسؤولية الانسداد السياسي".
وأضاف المصدر لـ"العين الإخبارية"، أن "تقرير الممثلة الأممية وصف الأوضاع في العراق بشكل حقيقي وأحاط بمجريات التطورات الخطيرة ولكنه لم يجب عن سؤال حول سبب هذا الانسداد السياسي ومصلحة العراق لو مضت حكومات التوافق مجدداً".
وكانت بلاسخارت قالت أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن الخلافات تسود على لغة الحوار في العراق وأن المحافظات الجنوبية تشهد مناوشات مسلحة والطبقة السياسية غير قادرة على حسم الأزمة.
وأكدت أن "خيبة أمل الشعب العراقي قد وصلت إلى عنان السماء.. لقد فقد العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية على العمل لصالح البلد وشعبه.. ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل هذا البلد".
من جانبه، قال رئيس مركز "التفكير السياسي"، إحسان الشمري، إنه "لا مؤشرات على وجود تقارب ما بين المعسكرين، وخصوصاً أن اشتراطات الصدر بما يرتبط أن تكون طاولة الحوار علنية وعدم القبول بمشاركة الطبقة السياسية في الانتخابات المقبلة، يعدها الإطار مؤشرات لا تدعو للتحفيز والاستجابة للحوار".
الشمري أضاف أن "السيناريو المتوقع للأيام المقبلة أن تحالف (بناء الدولة)، سيمضي بمحاولة استئناف عقد الجلسات النيابية واستكمال الاستحقاقات الدستورية بما فيها تشكيل حكومة واختيار رئيس للجمهورية ولكن قد تأتي تلك المخرجات بما يستجيب ويتماشى مع محاذير بلاسخارت التي طرحتها في الجلسة الأممية".
وفي 26 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن عن تحالف (بناء الدولة)، يضم قوى الإطار التنسيقي وأصدقاء الصدر القدامى كل من تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز