قرار قضائي بتوقيف زعيم قبلي بعد أيام على عودة "المفخخة" للعراق
بعد أيام من عودته إلى العراق، أصدرت محكمة في النجف قرارا بتوقيف زعيم قبلي مثير للجدل.
وعاد علي سليمان أحد أبرز القيادات السنية إلى العراق منذ 10 أيام، بعد غياب دام 8 سنوات قضاها في الخارج إثر اتهامه بالإرهاب عقب صراعات مع حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وصلت إلى الصدام المسلح.
وفي بيئة سياسية منقسمة ومتوترة وفي توقيت حساس تثير عودة الزعيم القبلي العديد من الأسئلة.
وأفاد مصدر قضائي مطلع، الثلاثاء، بأن محكمة محافظة النجف، أصدرت أمر قبض بحق علي حاتم السليمان، اليوم، بناء على دعوى مقدمة من قبل عوائل شهداء يتهمون السليمان باشتراكه وتحريضه على جرائم القتل.
وبعد ساعات من تداول أنباء اعتقاله، علق السليمان على الأمر القضائي، قائلاً :"كنا نأمل من القضاء العراقي أن يبقى على الحياد ولا يتأثر بالضغوطات السياسية"، على حد تعبيره.
وجاء رد زعيم قبائل الدليم عبر تغريدة ، اطلعت عليها "العين الإخبارية"، اتهم من خلالها "جهات سياسية بالوقوف وراء هذه التصرفات وتريد سحب الشارع إلى الطائفية والتخندق من جديد وتعيده الى المربع الأول".
وتوعد سليمان خصومه قائلا إنه "لن نسمح بذلك، وسنرد بالطريقة التي نراها مناسبة".
من جهته، رد عضو اتحاد المعارضة العراقية، مصطفى الدليمي، على إصدار مذكرة قبض وتحري بحق رئيس الاتحاد، أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان من قبل محكمة النجف.
وقال الدليمي، الذي يعد من أبرز مساعدي السليمان، في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، إن "الدعاوى التي ترفع ضد رئيس اتحاد المعارضة العراقية أمير قبائل الدليم علي الحاتم سليمان، تقف خلفها أجندات وأهداف سياسية، أبرزها ثني سليمان عن المشروع السياسي القادم".
وأثار رجوع السليمان إلى العراق وتزامن ذلك مع عودة القيادي السني البارز ووزير المالية السباق رافع العيساوي، بعد تبرئته من دعاوى بالفساد والإرهاب، الجدل بين الأوساط السياسية والعامة التي عزاها البعض إلى مخطط لضرب تحالف محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب والسياسي البارز خميس الخنجر.
واتهمت جهات، قوى الإطار التنسيقي الموالية لإيران بالوقوف وراء عودة السليمان والعيساوي بغية استخدامهما كورقة ضغط على تحالف "السيادة" الذي يضم حركتي الحلبوسي والخنجر لدفعهما بالتراجع عن حلفهما مع الزعيم الشيعي مقتضى الصدر ضمن ما يعرف بـ"إنقاذ وطن".
وتدفع قوى الإطار التنسيقي التي تضم أحزابا وكيانات مقربة من إيران بما لديها منذ شهور لفك أواصر التحالف السني الكردي الشيعي المتمثل بالصدر خشية خروجها من حسابات الكتلة النيابية الأكبر.
وكان السليمان، توعد بعد يوم من عودته العراق، ما أسماهم "أصحاب مشاريع التطرف والإرهاب"، بالرد والمواجهة.
وقال في تغريدة نشرها إنه "بعدما عانت الأنبار من مشاريع التطرف والإرهاب وتحولت إلى مرحلة الهيمنة والدكتاتورية وتكميم الأفواه والفساد، نعلنها من بغداد أن هذه الأفعال ستواجه بردة فعل لن يتوقعها أصحاب مشاريع التطبيع والتقسيم ومن سرق حقوق المكون، وعلى من يدعي الزعامة أن يفهم هذه هي الفرصة الأخيرة".