معركة غرب الموصل.. تقدم عسكري وأزمة مدنيين
تفاؤل في القوات المشتركة لمحاربة داعش حول التقدم لتحرير غرب الموصل.. وتفاقم الأزمات الصحية في المناطق المحاصرة.
واصلت القوات العراقية التي تتقدم من المحور الجنوبي لمدينة الموصل، تعزيز مواقعها في إطار هجوم لاستعادة الجانب الغربي من المدينة التي تشكل آخر أكبر معاقل داعش في العراق.
وتقدمت القوات المشاركة والتي تضم الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع والجيش العراقي وفصائل من الحشد الشعبي، بسرعة تجاه مطار الموصل الواقع في الضاحية الجنوبية لمدينة الموصل.
وبدعم من كتائب المدفعية وإسناد جوي، استعادت القوات الأمنية السيطرة على قرية البوسيف، التي كان تعد القاعدة الرئيسية لتنظيم داعش في المحور الجنوبي لمدينة الموصل، حسبما أفاد العميد عباس الجبوري من قوات الرد السريع.
وقال الجبوري لفرانس برس "كان نصراً واضحاً وناجحاً وفي وقت قياسي، كنا نقاتل من منزل إلى آخر، أغلبهم قتلوا، وبعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة".
وأبدى الجبوري تفاؤله حول سير المعركة، قائلاً إن العديد من مقاتلي تنظيم داعش قتلوا في معركة، أمس، وتم اكتشاف أنفاق واستعيدت معدات، مشيراً إلى أن القوات الحكومية توقفت بشكل مؤقت اليوم.
وأضاف "لن ننفذ عمليات اليوم، وفي الأيام القادمة سنتقدم شمالاً".. مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن الجانب الغربي سيأخذ وقتاً طويلاً في تحريره من قبضة الإرهابيين.
بدوره، أعرب وزير الدفاع الأمريكي، جميس ماتيس، من بغداد، عن ثقته بأن القوات العراقية ستسيطر على الوضع، على الرغم من تحذير خبراء وقادة من أن المعركة في الجانب الغربي ستكون أعنف وأكثر دموية من المعارك السابقة.
وقدر مسؤول في الاستخبارات الأمريكية عدد الإرهابيين الموجودين في الجانب الغربي بالموصل بنحو ألفين فقط، بعد أن كان عددهم يقدر ما بين 5 إلى 7 آلاف قبل بدء الهجوم الواسع النطاق.
كان التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش منذ عام 2014، قد نفذ أكثر من 10 آلاف ضربة، وقام بتدريب عشرات الآلاف من القوات المحلية.
وبعد أن تباطأت القوات العراقية في الجانب الشرقي للموصل إثر مواجهتها مقاومة أكبر من المتوقع، عزز التحالف الدولي دعمه الجوي للقوات العراقية التي تخوض المعارك على الأرض.
ويقدر عدد المدنيين العالقين في الجانب الغربي لمدينة الموصل بـ750 ألفاً نصفهم من الأطفال، ويعانون من نقص كبير في الأغذية والأدوية - بحسب منظمات الإغاثة الدولية.
وفي سياق متصل، عبرت الأمم المتحدة عن مخاوفها من فرار ربع مليون شخص من المدينة خلال القتال في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، سيضافون إلى 160 ألف شخص نزحوا حتى الآن خلال الأربعة أشهر الماضية من المعركة.
وأكد مصدر طبي في مستشفى الجمهوري وفاة 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 6 سنوات "لسوء التغذية ونقص الأدوية في المراكز الصحية والصيدليات"، مشيراً إلى احتمال حدوث وفيات أخرى خلال الأيام القادمة.
وأضاف المصدر أن "عناصر داعش سيطروا على جميع المستشفيات ولا يحق لغيرهم تلقي العلاج فيها".
وبات نحو 350 ألف طفل دون 18 عاماً "محاصرين داخل الجانب الغربي من الموصل، يعيشون في شوارع ضيقة مكتظة بالسكان تحت قصف قد يكون الأكثر فتكاً (من المعارك) التي عرفت قبل ذلك في هذا الصراع"، وفقاً لتحذير أطلقته منظمة "انقذوا الأطفال".
وطالب مدير المنظمة في العراق ماوريتسيو كريفاليرو بأن يتم "إعداد ممرات آمنة لإخلاء المدنيين بأسرع وقت".
ويؤكد الطبيب ياسر فوزي لفرانس برس، أن "الأمراض ناجمة عن سوء التغذية التي تؤثر على جميع الأعمار، والأطفال يتأثرون بشكل خاص؛ لأنهم يفتقرون للغذاء والحليب".. مشيراً إلى توجه الناس إلى استخدام الأعشاب لمعالجة الحالات المرضية.
وفي السياق نفسه، يقول أبو سالم، الذي يسكن في غرب المدينة "اضطرت زوجتي لإجراء عملية قيصرية في شهرها الثامن في البيت لأن المستشفيات مغلقة".
فيما تقول أم علي التي تسكن حي النجار، إن "بعض النساء الحوامل يستعجلن للإنجاب قبل أن تصبح الأوضاع أكثر تعقيداً عندما تصل المعارك إلى داخل المدينة".
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز