إعادة تصنيف وليس انسحابا.. القوات الأمريكية بالعراق تربك مليشيات إيران
قال مسؤولون أمريكيون إن من المرجح أن تتلقى واشنطن طلبا من رئيس الوزراء العراقي بتحديد موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأمريكية.
لكن البنتاجون ومسؤولين آخرين في الإدارة قالوا إن الولايات المتحدة لن تسحب أيا من جنودها الـ2500 المتمركزين حاليًا في العراق، ولكن سيتم إعادة تصنيف أدوارهم على الورق.
في الوقت ذاته تطالب الفصائل الموالية لإيران برحيل القوات الأمريكية، رغم اعتراف المسؤولين العراقيين أنهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدة القوات الأمريكية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وزعمت مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أن من يروج لبقاء القوات الأمريكية يتحمل مسؤولية إراقة الدماء، محملة الحكومة العراقية المسؤولية.
وتوعدت المليشيا الموالية لإيران في العراق الحكومة ضمنا، حال بررت الأخيرة بقاء قوات أجنبية على أراضيها.
بدورها تسعى إدارة بايدن للتعامل مع بلد سقط تحت قبضة المليشيات المدعومة من إيران والنظام السياسي الفاسد الذي أوصل مؤسسات الحكومة العراقية إلى حافة الانهيار.
أشار التقرير إلى أن حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعديد من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين يفضلون بقاء نحو 2500 جندي أمريكي في العراق في شكلهم الحالي.
لكن مقتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وأبومهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي وثمانية آخرين في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020، جعل الوجود الحالي للولايات المتحدة مستحيلًا سياسيًا وغير مرغوب فيه سياسيًا.
وفي واشنطن، قال مسؤولو البنتاجون، أمس الجمعة، إنهم يتوقعون بقاء مستويات القوات في العراق عند مستواها الحالي البالغ نحو 2500، وإعادة تحديد دور بعض القوات الأمريكية.
لكن في الوقت الذي يحصل فيه الكاظمي على غطاء سياسي مؤقت، فإن إعادة تصنيف القوات الأمريكية بدلاً من الانسحاب لن يرضي على الأرجح المليشيات والأحزاب السياسية التي تدعو إلى انسحاب جميع القوات، كما يقول المسؤولون العراقيون.
وقال محمد الربيعي، المتحدث السياسي باسم مليشيا "عصائب أهل الحق"، إحدى أكبر المليشيات المدعومة من إيران، التي تشغل 16 مقعدا في مجلس النواب العراقي إن "تغيير اسمهم من قوات قتالية إلى مدربين ومستشارين - نعتبرها محاولة للتضليل".
وأتت هذه التطورات بعد ساعات من مهاجمة قيس الخزعلي، زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية، وزير الخارجية فؤاد حسين، واصفاً تصريحاته حول حاجة القوات الأمنية لمساعدة من واشنطن بـ"المؤسفة والمرفوضة".
كما اعتبر الخزعلي هذه التصريحات بمثابة "تبرير لبقاء القوات الأمريكية"، حسب قوله.
جدير بالذكر أن المحادثات الأمريكية العراقية كانت تواصلت الجمعة، وتطرّقت إلى مهمّة الجنود الأمريكيين المنتشرين على الأراضي العراقية.
كما يُفترض أن يؤدّي الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش، إلا أن هذا الأمر لن يكون تماماً كما كان مقرراً له، وفق الصحيفة.