حصاد العراق 2021.. حرائق كورونا ولهب الإرهاب
لم يكد يمضي من عام 2021 سوى أيام معدودات حتى باغت الإرهاب مبكراً العراقيين في تفجير دام لينضم بذلك إلى سلسلة الأحداث الأشد بطشاً وعطشاً لدماء الأبرياء في تاريخ البلاد ما بعد 2003.
وترصد "العين الإخبارية" ضمن مجموعة متنوعة من تقارير الحصاد والتي تبرز أهم الأحداث في جميع الدول حول العالم، أبرز ما مر به العراق من تفجيرات وأحداث ساخنة خلال عام 2021.
تفجير ساحة الطيران
ففي صبيحة الـ21 من يناير/كانون الثاني الماضي، كانت حركة الشوارع تكتظ بالمارة وأرباب كسب العيش عند ساحة الطيران في منطقة باب الشرقي وسط بغداد، وفيما كانت العباد تنشر أمانيها ومقاصدها جاء الموت المفخخ ليعلن الموت القسري في بيان الفاجعة.
ضحايا وجرحى عند سوق بيع الملابس المستخدمة، في تفجيرين متزامنين ذهبت الأنباء الأولية تتحدث عن عبوات ناسفة لتبين لاحقاً أن الجريمة النكراء نفذها انتحاريان بحزامين ناسفين.
تناثرت الأجساد وتداخلت الأشلاء بعضها ببعض وامتزج كتاب طفل مدرسي مع قميص مسن يعتاش على بيع الشاي، فيما جلس عند بوابة الطب العدلي ينوح على ولديه الشابين (علي وعمر) اللذين قضي أمرهما في ذلك التفجير.
بلغت الحصيلة النهائية للهجوم الانتحاري، بحسب مصادر صحية حينها، 38 قتيلاً ونحو 110 جريحاً، وتبنى تنظيم داعش مسؤولية التفجير.
طفت على السطح أكثر من رواية رسمية بشأن ما حدث، أكدت إحداها أن الانتحاري الأول ادعى المرض والإعياء ليتجمع الناس حوله فقام بتفجير نفسه، وأن الآخر تم ملاحقته من قبل عناصر الأمن قبل أن يفتح حزام الموت عند سوق لبيع الملابس "البالة" أي المستخدمة.
عشية ذلك الهجوم، أصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، "أوامر بتغييرات كبرى في الأجهزة الأمنية، تضمنت إقالة واستبدال بعض القادة ممن يشغلون مناصب رفيعة وحساسة.
حريق مستشفى "ابن الخطيب"
في مساء الـ24 من أبريل/نيسان، الماضي، اشتعلت النيران في إحدى ردهات العزل الصحي لمرضى وباء كورونا، وسرعان ما تمددت ألسنة اللهب إلى بقية أجزاء مستشفى "ابن الخطيب"، الكرفاني، شرق العاصمة بغداد.
كان المشهد مرعباً حين كانت فرق الإنقاذ العراقية تحاول إخراج جثث المرضى المتفحمة والعالقين بين ألسنة النيران ممن قضوا ما بين الاختناق والاحتراق.
بلغت الحصيلة النهائية للحادث المأساوي بحسب السلطات العراقية، 82 قتيلاً ونحو 110 جريحاً، فيما تحرك الكاظمي بإجراءات سريعة تمثلت في سحب يد وزير الصحة حسن التميمي ومحافظ بغداد محمد جابر العطاء وتقديمهما للتحقيق.
حريق مستشفى الحسن
لم يكن ضحايا "ابن الخطيب"، نهاية الفصل وآخر الحكايات المؤلمة، فقد كان رقود كورونا في مستشفى الحسن التعليمي بمحافظة ذي قار على موعد مع حريق مماثل في الـ12 من يوليو/ تموز الماضي.
حاصرت النيران المرضى وامتدت ردهات المستشفى نتيجة انفجار 3 أسطوانات من غاز الأوكسجين، ما تسبب بحريق كبير تناول المبنى الذي صمم من مادة "السندويتش بنل"، سريعة الاشتعال.
حصد الحريق نحو 90 قتيلاً وعشرات المصابين وأصدر القضاء العراقي على أثرها مذكرات اعتقال بحق 13 مسؤولاً في المحافظة بتهمة التقصير والإهمال.
تفجير عيد الأضحى
بعد نحو 7 أيام من حريق مستشفى الحسن التعليمي، كانت الساعة تشير إلى مجزرة دامية آخر عشية ليلة عيد الأضحى، حين وقع انفجار في سوق شعبي عند مدينة الصدر، شرقي العاصمة بغداد.
أشارت الأرقام المعلنة أن التفجير أوقع نحو 32 قتيلاً وعشرات الجرحى وقد نفذ بواسطة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً.