حلقة نقاشية لـ"العين الإخبارية".. روشتة متكاملة لحل أزمة العراق
"رجل يقود ولا يقاد" و"مبادرات مماثلة لتحرك مقتدى الصدر" و"انتخابات حاسمة".. روشتة وضعها خبراء كمخرج سياسي من الأزمة السياسية في العراق.
هذه "الروشتة"، هي نتاج حلقة نقاشية نظمتها "العين الإخبارية"، تحت عنوان "العراق.. بين دوامة الفوضى وانتظار الحل"، تحدث فيها الخبيران في الشأن العراقي، مهند العزاوي، ونجم القصاب.
- العراق بعد انسحاب أنصار الصدر.. إلى أين؟
- خطاب تحريضي وتعنت.. هل يؤجج "الإطار التنسيقي" أزمة العراق من جديد؟
وقال العزاوي في مداخلته إن "كثيرا من الأحزاب تعمل بعقلية المعارضه وليست عقلية الدولة"، مضيفا: "القوى السياسية تحتاج لإعادة تأهيل وتطوير بعقلية وفلسفتها".
وتابع: "رغم عقلية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلا أنه لا يحظى بدعم برلماني لذلك لم يستطع تحقيق تقدم في ظل استمرار اللادولة".
العزاوي قال أيضا إن "الأزمة لا زالت مستمرة، ونزع الفتيل يحتاج لطبقة سياسية متجانسة حتى يعبر العراق الوضع الحالي في ظل الظروف الاقتصادية العالمية".
تفكيك الأزمة "عربيا"
ولفت إلى أن "العراق شهد جهودا عربية كبيرة بدأت تؤتي ثمارها لإعادة التوازن السياسي داخل العراق وذلك عن طريق جهود دبلوماسية دون تدخل في الشأن الداخلي".
وتابع "إذا لم تحدث خلخلة للوضع الحالي، سيعود العراق للمربع الأول، والعرب مطلوب منهم تفكيك الأزمة أو إعلان عن مؤتمر لجمع الفرقاء العراقيين سواء في مصر أو دولة الإمارات أو السعودية".
ووفق الخبير العراقي، فإن صدى تصريح الكاظمي بفراغ منصبه في حال استمرت الأزمة، هو نوع من أنواع الاعتراض على ما يحدث أو لفتح الطريق أمام بديل قد يستطيع شغل هذا المكان.
العزاوي لفت أيضا إلى أن "الأمم المتحدة لن تحسم الأزمة.. المهم هو توافق الإرادة السياسية"، متابعا "الأغلبية الصامتة تمثل حوالي ٣٠% وقد تقلب الموازين في حالة إجراء انتخابات".
كما قال إن نمط تفكير رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، يتجه في اتجاه "السطوة بالقوة"، موضحا أن "الكلام بصيغة الحرب في هذا الوقت لا يحل ويفترض أن يمارس خطاب التهدئة من أجل تفكيك الأزمة".
الصدر يجب أن يعود
وعن انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من الحياة السياسية، وتياره من مجلس النواب، قال الخبير العراقي "التيار الصدري له حلفاء من السنة وغيرهم ويجب عودته".
وتابع أن الصدر "هو سليل عائلة لها دور كبير عشائري وديني، والطرح الذي طرحه نال إعجاب كثير من العراقيين، وهناك أمل في إرجاع ما سرق من عروبة العراق".
ولفت إلى أن "البلاد بحاجة إلى الذهاب إلى الانتخابات والترويج لها بين الشعب العراقي على أنها انتخابات حاسمة".
وأمنيا، قال العزاوي أن "الأمن الاستراتيجي للعراق يحتاج لإعادة نظر واستغلال جيد للموارد الأمنية لحماية الدولة العراقية وحماية الحدود أولا، ومن ثم حماية الداخل"، مضيفا: "يجب أن تحتكر الدولة القوة الأمنية وألا يكون هناك مليشيات ومسلحين".
كرة النار
وأطلق الخبير العراقي تحذيرا قويا، وقال: "العراق أمام كرة نار إذا لم يتم التوحد وإعادة النظر في الدستور والتشريعات والنظام الذي وضع وفق الطائفية، فإن المستقبل غير واضح".
ومن جانبه، رئيس مركز المورد للدراسات والإعلام، نجم القصاب، إن "أزمات عشرين سنة لا يمكن حلها في عامين.. النظام بعد ٢٠٠٣ هش قائم على المحاصصة والطائفية، في استنساخ للنموذج اللبناني، ما أنتج أزمة في الثقة حتى داخل الحزب الواحد، وانعكس في النهاية على المجتمع".
وتابع: "معادلة إبعاد الصدر ستفشل والبعض جعل من خطوة سحب أنصاره من المنطقة الخضراء، هزيمة".
"رجل يقود ولا يقاد"
وأضاف أن "الكاظمي بالرغم من انفتاحه على الخليج وأوروبا، فإن تصريحاته عن إمكانية ترك منصبه تدل على أنه غير متشبث بالسلطة".
ومضى قائلا: "نحتاج إلى رجل جريء في تطبيق القانون.. رجل يقود ولا يقاد".
القصاب قال أيضا "يفترض على الإطار التنسيقي أن يطلق مبادرة بقوة مبادرة الصدر (سحب أنصاره من المنطقة الخضراء) حتى تكون العربة على الطريق، مثل كإعلانه بأنه لا ينبغي تشكيل حكومة بدون الصدر".
وتابع: "هذا يذيب الثلج لأن العناد السياسي لا يصب في مصلحة العراق"، مضيفا: "من يملك الاقتصاد هو من يملك القيادة، لذلك نرغب في عقلية سياسية تفكر في الاقتصاد وتنميته، وليس عقلية انتقامية متحاربة".
وعن الدعم العربي، قال "الدول العربية ترغب في استقرار سياسي كشرط للتعاون وليس حكومات متعاقبة متعارضة قد تلغي مواثيق الحكومة السابقة".
وتابع "أمريكا لم تعد كما كانت وإيران كذلك، هناك تدخلات منهما لكن ليست كما كان سابقا، وهو دليل على أن السياسيين يدافعون عن بلاد خارجية أكثر من العراق نفسه".
وأضاف "العراق يحتاج لقرار من القادة السياسيين الذين يجب أن يفكروا في بناء دولة، بالإضافة لدعم مجتمعي لتصحيح المسار".
دعوة الصدر
وأمس، الثلاثاء، انسحب أنصار مقتدى الصدر من المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بعد أن أمهلهم زعيمهم 60 دقيقة لوقف الاحتجاجات، منددا باستخدامهم العنف عقب اشتباكات مع مليشيات أسفرت عن مقتل العشرات في حيز زمني صغير.
وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش العراقي رفع حظر تجول فرضه قبلها بيوم، في بلد يغرق في أزمة سياسية حادة لم تضع أوزارها منذ الانتخابات المقامة قبل نحو عام.
المواجهات، بدأت عقب إعلان الصدر اعتزاله السياسة "نهائيا"، حيث نزل أنصاره إلى الشارع وتلت ذلك فوضى عارمة سرعان ما تطورت إلى اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية.
ومع أن دعوة الصدر لأنصاره وما أعقبها من انسحاب لاقت إشادة محلية وترحيبا دوليا، إلا أن محللين يرون أن نجاح الخطوة في التهدئة آني، فيما يحافظ المشهد العام على تعقيد يفتحه على سيناريوهات تتقاطع جميعها عند صعوبة تحقيق انفراجة في الأزمة والتوصل لحل يقشع نهائيا شبح الحرب الأهلية.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز#العراق.. بين دوامة الفوضى وانتظار الحل
— العين الإخبارية (@AlAinNews) August 31, 2022
الليلة في #مساحة_نقاش
بمشاركة..
⁰الخبير في الشأن العراقي، د. مهند العزاوي⁰ @saqrcenter
رئيس مركز المورد للدراسات والإعلام، أ/ نجم القصاب @NajmAlQassab
الـ9 مساءً بتوقيت الإمارات
الـ8 مساءً بتوقيت السعوديةhttps://t.co/Ft19MGAhIn