بالأسماء.. ليلة صاخبة بالعراق لحسم رئاسة البرلمان قبل الجلسة الأولى
تشهد الساحة السياسية العراقية، مساء الأحد، واحدة من أكثر الليالي حساسية منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.
وتنطلق الليلة اجتماعات مكثفة ومتزامنة بين المكونات الثلاثة الرئيسة، في محاولة أخيرة لحسم أسماء مرشحي هيئة رئاسة مجلس النواب، قبيل ساعات من انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد الإثنين.
وتتركز المفاوضات على توزيع المناصب الثلاثة وفق الأعراف السياسية المعمول بها منذ عام 2003، والتي تقضي بتولي المكون السني رئاسة البرلمان، فيما يذهب منصب النائب الأول للمكون الشيعي، والنائب الثاني للمكون الكردي.
تعثر توافق المكون السني
وفي تطور لافت، أخفق المكون السني في التوصل إلى مرشح واحد لمنصب رئيس مجلس النواب، بعد اجتماعات مطولة عقدها المجلس السياسي الجامع للقوى السنية، ما دفعه إلى خيار الدخول إلى جلسة الإثنين بمرشحين اثنين.
وكشف مصدر قيادي في المجلس السياسي، لـ"العين الإخبارية"، عن تعثر المفاوضات وعدم نجاح القادة في الاتفاق على اسم، مؤكداً أن المجتمعين قرروا تقديم مرشحين يمثلان تحالفيّ «تقدم» و«العزم» للتصويت داخل البرلمان.
وبحسب المصدر، فإن المرشحين هما "محمد الحلبوسي وهيبت الحلبوسي" عن تحالف تقدم الذي تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية بحصوله على 33 مقعدًا، يليه مثنى السامرائي زعيم تحالف العزم بالمركز الثاني الذي حصل على 17 مقعدًا.
وأوضح أن اجتماعًا تكميليًا كان مقرراً في وقت لاحق من مساء اليوم، في محاولة أخيرة لإمكانية التوصل إلى توافق نهائي، قبل حسم الخيار داخل قبة البرلمان.
أربعة أسماء في المعسكر الشيعي
ويخوض المكون الشيعي سباقًا داخليًا لاختيار مرشحه لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان، وسط منافسة بين أربعة أسماء بارزة تمثل كتل وتيارات مختلفة داخل الإطار التنسيقي وحلفائه.
وتضم قائمة المرشحين: محسن المندلاوي زعيم تحالف الأساس (8 مقاعد)، وعدنان فيحان عن حركة صادقون (30 مقعدًا)، وياسر صخيل عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (29 مقعدًا)، وأحمد الأسدي عن تحالف الإعمار والتنمية (47 مقعدًا) بزعامة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.
وقد تولى المندلاوي منصب النائب الأول في الدورة الحالية للبرلمان كمرشح تسوية عن المستقلين بعد الاحتجاجات التي قادتها حركة "تشرين" عام 2019.
وقالت المصادر السياسية المقربة من الإطار الشيعي لـ"العين الإخبارية"، إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في بلورة اسم توافقي، أو الذهاب إلى ترشيح أكثر من اسم وترك القرار لنتائج التصويت داخل الجلسة الأولى.
الديمقراطي الكردستاني يحسم خيار الأكراد
أما المكون الكردي، فيترقب بدوره قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، الذي سيحسم خلال هذه الليلة اسم مرشحه لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب.
وتتنافس أربعة أسماء داخل الحزب على هذا المنصب: "شاخوان عبد الله الذي تولى المنصب في الدورة السابقة، وريبوار هادي، وفرهاد أتروشي، وأشواق الجاف".
وتؤكد المصادر أن المشاورات الداخلية وصلت مراحلها الأخيرة، وسط ترجيحات بإعلان الاسم النهائي قبل ساعات من انعقاد الجلسة البرلمانية.
جلسة مفصلية ومشهد مفتوح
ويرى مراقبون أن فشل بعض المكونات في التوصل إلى توافقات مسبقة يعكس حجم الانقسامات الداخلية، وينذر بجلسة برلمانية ساخنة قد تشهد جولات تصويت متعددة وتحالفات متحركة داخل القاعة.
وتُعد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد محطة مفصلية في رسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة، إذ لا تقتصر أهميتها على انتخاب هيئة الرئاسة، بل تمهد أيضًا لمسار تشكيل الحكومة المقبلة وتوازناتها داخل السلطة التشريعية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز