"عين الأسد" بالعراق.. "مدينة محصنة" ضد ضجيج المسيرات
تستيقظ قاعدة عين الأسد بالأنبار العراقية على محاولات استهداف عبر طائرات مفخخة تسيرها مليشيات موالية لإيران، دون أن تحدث أكثر من الضجيج.
أحدث الاستهدافات كانت فجر اليوم الثلاثاء، حين أحبطت دفاعات القاعدة العسكرية، هجوما بطائرتين مسيرتين مفخختين، كان هدفها المحدد منامات ومرابض الصواريخ في قاعدة عين الأسد، التي لم تتضرر من الهجمات المتكررة.
ماذا تعرف عن المدينة المحصنة؟
تقع القاعدة الجوية في محافظة الأنبار، غربي العراق بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكانت لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
والقاعدة أشبه بمدينة متكاملة محصنة، تضم كثيرا من المباني العسكرية لإيواء الجنود مثل الملاجئ والمخازن وحظائر للطائرات، بالإضافة للمرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم وسينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية ومستشفى.
من أستراليا إلى أمريكا
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار من عام 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011 أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة السابق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.
وتتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زار القاعدة بشكل مفاجئ في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.
"القادسية" ثم "عين الأسد"
وقاعدة "عين الأسد" أو "القادسية"، كما كان يطلق عليها في وقت سابق، هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
هجمات في الهواء
تعرضت القاعدة لعشرات الهجمات، خاصة منذ كثفت المليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق استهدافها، بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليمان، في غارة أمريكية، مطلع عام 2020، قرب مطار بغداد الدولي، رفقة القائد المليشياوي أبومهدي المهندس.
لكن اللافت أن كل تلك الهجمات على القاعدة لم تسفر عن أي خسائر بشرية، واقتصرت على أضرار مادية خفيفة، كشفتها صور الأقمار الصناعية، بيد أنها لم تكن بالمؤثرة على نجاح تحصين عين الأسد من زئير الطائرات المسيرة، وحتى الصواريخ الإيرانية الباليستية.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز