«انفجار كالسو الغامض».. العراق يحقق
غموض يحيط بانفجار معسكر كالسو في العراق، الذي يضم مقرا للحشد الشعبي، فكل الأطراف تنفي صلتها، رغم تأكيدات وقوع قصف صاروخي.
والطبيعي أن تتجه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي اعتادت تنفيذ ضربات تطول مقرات الحشد الشعبي العراقي، في إطار المناوشات مع وكلاء إيران، منذ بداية الحرب في غزة قبل أشهر، لكن واشنطن سارعت إلى النفي.
ويأتي هذا التطوّر الذي شهده العراق في سياق إقليمي متفجر، تغذيه الحرب الدائرة في غزة، بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لتجنب تمدد النزاع، الذي وصل إلى ضربات مباشرة متبادلة بين إسرائيل وإيران.
بيان أمني
وأمام علامات استفهام كثيرة، أصدرت خلية الإعلام الأمني في العراق بيانا، وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منه، ذكرت فيه أن انفجارا وحريقا وقعا داخل معسكر كالسو شمال محافظة بابل على الخط الدولي.
وحول ضحايا الحادث، ذكر البيان أن المعسكر يضم مقرات لقطعات الجيش َوالشرطة وهيئة الحشد الشعبي، ما أدى إلى "استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد، وإصابة 8 آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة".
ولفتت إلى أن رجال الدفاع المدني في بابل والجهات المساندة، بذلوا جهودا كبيرة، وإجراءات سريعة وتعزيزات منعت امتداد الحريق لمسافات أبعد وتمكنت من السيطرة عليه في وقت قياسي.
لجنة تحقيق
أما بشأن كواليس الانفجار، فذكرت خلية الإعلام الأمني أنه تم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني، وبعض الجهات ذات الصلة بالأمر، لمعرفة أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث.
وأشارت الخلية إلى أنه ومن خلال المعطيات الأولية، وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة، والناطق الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل.
وأكد تقرير، كذلك، لقيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري، عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار.
هجوم صاروخي؟
وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة بابل، أكدت، في بيان رسمي، أن استهداف قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس بمسيرات.
أما قوات الحشد الشعبي، فقد أعلنت وصول فريق تحقيق على الفور إلى المكان، ولفتت إلى تسبّب الانفجار بوقوع خسائر مادّية وإصابات، قبل أن يتأكد مقتل أحد منتسبي تلك القوات.
وفي بيان لاحق، أكدت أن الانفجار الذي وقع في مركز قيادتها في معسكر كالسو نتج عن هجوم.
والحشد الشعبي جزء لا يتجزأ من جهاز الأمن العراقي الرسمي الخاضع لسلطة الحكومة، لكنه يضم عددا من الفصائل المسلحة الموالية لطهران، التي نفذت هجمات في العراق وسوريا ضد الجنود الأمريكيين المنتشرين في إطار التحالف الدولي المناهض للإرهاب.