أول الغيث في جيبوتي.. العراق يصدر شحنة من الغاز المسال
في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلنت شركة غاز البصرة عن تصدير شحنة من الغاز السائل "شبه المبرد"، عبر ميناء أم قصر.
وكان العراق قد بدأ تصدير الغاز السائل منذ مطلع عام 2016، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي مما يعرف بغاز الـ( LPG)، الذي يستخدم لأغراض الطبخ.
كشف حسام البطاط، مدير إعلام شركة غاز البصرة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تفاصيل تلك التطورات وانعكاساتها مستقبلاً على واقع إنتاج الغاز وإمكانيات تعزيز تلك القدرات بطاقات تصديرية أكبر.
وأوضح البطاط، أن "شركة غاز البصرة تمكنت من تصدير الشحنة الأولى من الغاز المسال "شبه المبرد"، والذي تصل درجة حرارته 4 مئوية، بعد أن تم تزويد المرافئ في ميناء أم قصر بوحدات التبريد اللازمة لاستخدامها في عمليات التصدير".
وأشار البطاط إلى أنه "سابقاً كانت الشركة تصدر ومنذ 6 سنوات الغاز المسال عند درجات حرارته الطبيعية دون أي عمليات تبريد"، لافتاً إلى أن "تصدير LPG شبه المبرد يسمح بتحميل كميات أكبر على ظهر الناقلات لمسافات أطول للوصل إلى دول أبعد".
وأكد البطاط، أن الشركة تعتزم مضاعفة الكميات المصدرة في الشحنة الواحدة مستقبلاً وبما يضمن دخول الغاز العراقي إلى العديد من الأسواق العالمية التي تتعامل حصراً مع شحنات الغاز شبه المبرد.
وتوقع البطاط أن "تصل العائدات المالية من تصدير الغاز المسال أو المكثفات إلى 200 مليون دولار بحلول نهاية العام الحالي.
وتدير شركة غاز البصرة، التي تأسست عام 2013، ثلاثة حقول نفطية بحسب جولة التراخيص الأولى، وهي حقول الزبير والرميلة بشقيه الجنوبي والشمالي وغرب القرنة رقم واحد، وجميعها في جنوب البلاد.
وتتعامل شركة البصرة مع الغاز المصاحب لاستخراج النفط في تلك الحقول، وإنتاج ثلاثة أصناف من مشتقاتها وهو الغاز الجاف الذي يتم توريده إلى محطات الطاقة الكهربائية في البلاد والغاز المسال والمكثفات.
وتوفر شركة غاز البصرة ما نحو 80% من احتياجات العراقي من غاز الطبخ فيما توفر بقية الشركات العاملة في ذلك القطاع الجزء الآخر، مما عزز من إمكانيات تصدير الغاز المسال.
وفيما يتعلق بتزويد محطات الكهرباء، فإن شركة غاز البصرة، تساهم في توريد الغاز الجاف بما يكفي لتوليد 3.5 جيجاواط ويساهم في إضاءة أكثر من ثلاثة ملايين منزل عراقي.
وتذهب أغلب صادرات العراق من الغاز المسال نحو الدول الإفريقية وبلدان شرق أسيا، فيما يجري التحضير والاستعداد لتوسيع حجم الصادرات إلى بلدان أخرى بالوصول مستقبلاً إلى إمكانات إنتاج "الغاز المبرد"، بحسب البطاط.
وبشأن الكميات التي صُدرت من الغاز شبه المبرد، أوضح معاون مدير عام شركة غاز البصرة مرفأ كاظم الأسدي لـ"العين الإخبارية"، أن "الشحنة التي تم تصديرها هي ٩٣٠٠ طن من مادة الغاز المسال - شبه المبرد، وقد سوقت الشحنة إلى شرق أفريقيا ، وتحديداً جيبوتي".
ولفت الأسدي إلى أنه "ستكون هنالك شحنات أخرى خلال السنة وجاري التنسيق عليها تجاريا مع مراعاة معدلات الإنتاج الحالية وسد حاجة البلد كأولوية للإنتاج لدى الشركة", مستدركاً بالقول: "هناك شحنات أخرى خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل وهذا يعتمد على استقرار معدلات الإنتاج مقارنة بالطلب والاستهلاك المحلي".
ويعطف بالقول: "التصدير مستمر بواسطة الشحنات الصغيرة 5000 طن وخلال شهر يوليو/ تموز بواقع ثلاث شحنات وبمعدل ١٥ ألف طن".
وحول منافذ التصدير الخاصة، أشار الأسدي إلى أنه "في الحقيقة غاز البصرة لا تصدر الغاز المسال وباقي المنتجات من خلال ميناء أم قصر التابع للشركة العامة للموانئ حيث لدينا ميناء متخصص لهذا الغرض متكون من ثلاثة أرصفة وموجود على قناة خور الزبير تمتلكه الشركة وعملت على تطويره من خلال إضافة الرصيف الثالث ووحدات تبريد الغاز المسال ( تبريد جزئي ) وحاليا أعمال التأهيل للرصيف الثاني مستمرة ومن المؤمل إنجازها خلال عامين".
وإذا كان التصدير حسب الطلب، يوضح الأسدي، أن "ذلك يكون بحسب معدلات الإنتاج للغاز المسال والأولوية تكون لسد حاجة البلد ومن ثم التصدير, حيث أن غاز البصرة تجهز بشكل رئيسي البلد لتغطية معظم الاحتياج المحلي للعراق ومن خلال موازنة الإنتاج فإن الفائض منه يتم تصديره إلى السوق العالمية".
وحول آلية التصدير المركزية، يؤكد معاون مدير شركة غاز البصرة، أن "هنالك آلية لإبرام العقود مع الشركات المسوقة والناقلة للغاز المسال وشركة التسويق سومو جزء أساسي منها".
وتتولى الشركة الوطنية للتسويق النفطي، (سومو)، مهام التعامل مع صادرات العراق من النفط الخام.
ويمتلك العراق ثروة هائلة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام والغاز الحر، إذ يأتي العراق في المرتبة العاشرة عالمياً باحتياطي يقدر بـ137 تريليون قدم مكعب.
ولا يزال العراق يستورد الغاز من إيران، عبر أنبوبين بواقع نحو 20 مليون قدم مكعب يوميا، لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية في البلاد.
ويصل إنتاج العراق الحالي من الغاز الطبيعي نحو 2.7 مليار قدم مكعب، فيما تبلغ حاجة البلاد نحو 70 مليون قدم مكعب يومياً.
وكان وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، قال في كلمة له خلال القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة، في فبراير/شباط الماضي، إن العراق ماض في تعزيز قدراته لاستثمار الغاز الطبيعي الحر والمصاحب (للنفط) في حقوله، وبما يزيد من قدراته على تصدير الغاز البترولي المسال، ويعجل برامج إحلال الغاز كوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية بدلا من الوقود السائل.