ليث حسين لـ"العين الرياضية": كرة العراق تعاني.. وهذا سر الجيل الذهبي
لاعب من جيل ذهبي لا يتكرر، عاش مهندساً في بناء الهجمات، وصانعاً للأهداف والفرحة للجماهير العراقية، وهو ليث حسين.
بدأ ليث حسين مشواره الكروي مع فرق المدارس، قبل أن ينضم للفرق الشعبية في منطقة الكرادة وسط بغداد ،نهاية ثمانينيات القرن الماضي، متأثرا بالنجم الدولي السابق فلاح حسن، ومايسترو خط الوسط هادي أحمد.
وبعد أن كان أداء ليث حسين ملفتاً للأنظار، وينم عن موهبة كبيرة لا يمكن لها أن تنتهي عند حدود ممارسة عابرة أو هواية مؤقتة، اختار أن يضع أولى خطواته عام 1982 في نادي العمال الذي كان يلعب في الدرجة الثانية.
وبعد عام انتقل ليث حسين إلى فريق شباب الزوراء الذي كان يدربه آنذاك رشيد راضي، ولم يمكث فيه أكثر من شهور حتى اُستدعي لفريق الزوراء الأول، بعد أن أفصحت مهارته وقدراته عن إمكانيات كبيرة.
وبعد مشوار دام لنحو 22 عاماً، وبعد مسيرة احترافية في نادي الوكرة القطري والأنصار اللبناني، جاء دور الاعتزال ومغادرة العرين كلاعب عام 2004، إلا انه عاد من الأعلى عبر منصة التدريب والإدارة وهو يترأس نادي الخطوط.
"العين الرياضية" تواصلت مع ليث حسين للحديث عن العديد من الأمور التي تتعلق بالكرة العراقية، سواء فيما يتعلق بالجيل الذهبي الذي لعب له في الماضي، أو أسباب تراجع المستويات خلال الفترة الحالية.
الجيل الذهبي
في عام 1984، اختير ليث حسين للعب لمنتخب الناشئين العراقي، حيث اشترك في تصفيات بطولة آسيا التي جرت في الدوحة، وبعدها كان أحد لاعبي منتخب الشباب الذي أحرز بطولة الوحدات الأردنية التي جرت في عمّان.
بعد ذلك شارك ليث حسين في دورة الألعاب الآسيوية التي جرت في سيئول عام 1988، وقاد المنتخب العراقي الأولمبي للتأهل للنهائي، قبل أن يحقق سلسلة من الإنجازات الأخرى مع المنتخب الأول.
ويقول ليث حسين عن هذا الأمر: "لقد كانت رحلة متميزة في تاريخ الكرة العراقية، وكانت نتاجاً لأسس وبناءات صحيحة أسهمت في ظهور أجيال كروية لن تنساها الجماهير".
وأضاف: "الفترة الممتدة خلال عقد الثمانينيات وما سبقها بظهور جيل عادل خضير وفلاح حسن وعلي كاظم، أمدت التاريخ الكروي العراقي بمنجزات وعطاءات مهمة وكبيرة".
وأردف: "تلك الفترة أنجبت لاعبين كبار على مستوى المنطقة العربية والقارة الآسيوية، وليس فقط على النطاق المحلي".
ويشير ليث حسين إلى جيله الذهبي، الذي فاز بلقب خليجي"9" بالسعودية عام 1988، وببطولة كأس أمم آسيا للشباب بالدوحة في العام نفسه، وكذلك كأس العرب في الأردن.
ليث حسين كان قريبا من الانتقال إلى برشلونة، بعد هدفه في شباك منتخب إسبانيا ببطولة كأس العالم للشباب عام 1989، لكن ذلك لم يكن ممكنا بسبب عدم تطبيق نظام الاحتراف.
تراجع الكرة العراقية
من ناحية أخرى، تحدث ليث حسين عن أسباب تراجع كرة القدم العراقية في السنوات الأخيرة، معللا ذلك بغياب التخطيط السليم.
وقال ليث حسين في هذا الصدد: "الكرة باتت صناعة وحرفة وعلم، وتحتاج إلى الدراية والخبرة والتخطيط السليم حتى نستطيع من خلالها تقديم شيء يرضي الجمهور العراقي، بما يتناسب مع مسيرتنا الكروية".
وأتم: "غياب تلك المقدمات وعامل التنظيم انعكس لاحقاً على جودة وقدرة اللاعب العراقي، سواء في الدوري أو من خلال المنتخبات، بدءاً من أواخر تسعينيات القرن الماضي، لتتفاقم حدتها بصورة أكثر ما بعد عام 2003".
يُذكر أن ليث حسين يعمل في الوقت الحالي على تدشين أكاديمية تعمل على رعاية المواهب الكروية، وتشمل جميع الفئات العمرية من براعم وناشئين وشباب، وتحمل اسم "الليث الأبيض".