تهديد أمريكا وتعطيل الحكومة.. تفاصيل زيارة خليفة سليماني للعراق
لم تستمر زيارة قائد مليشيا فيلق القدس إلى بغداد، التي بدأت مساء الإثنين، سوى ٢٤ ساعة وسط إجراءات أمنية مشددة.
أجرى قائد مليشيا فيلق القدس، إسماعيل قاآني، زيارة سرية إلى بغداد تناولت، وفق مصادر، سبل تعطيل تشكيل الحكومة برئاسة عدنان الزرفي وكذلك التخطيط لعمليات إرهابية ضد القوات والمصالح الأمريكية بالمنطقة تلاها رحلة أخرى مرصودة إلى سوريا.
ولم تستمر زيارة قائد مليشيا فيلق القدس (التابعة للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا) إلى بغداد، التي بدأت مساء الإثنين، سوى ٢٤ ساعة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبحسب معلومات أمنية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها في القوات العراقية، فقد رافقه عدد كبير من ضباط الوحدة ٤٠٠ في فيلق القدس المختصة بتنفيذ عمليات سرية خاصة واغتيالات خارج الحدود الإيرانية.
وأكدت المصادر أن قاآني ومرافقيه توجهوا مباشرة إلى أحد مخابئ مليشيا كتائب حزب الله في العراق، حيث عقد اجتماعا مع قادة مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران، ومن ثم اجتمع مع قادة الأحزاب الشيعية.
وحضر الاجتماع هادي العامري، زعيم تحالف الفتح النيابي وقائد مليشيا "بدر"، وأبو فدك المحمداوي الملقب بـ"الخال" رئيس أركان هيئة مليشيا الحشد زعيم كتائب "حزب الله" بالعراق، وعدد من قادة التنظيم، وقيس الخزعلي زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، وأكرم الكعبي زعيم مليشيا "النجباء" وأبو آلاء الولائي زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، وشبل الزيدي زعيم مليشيا "كتائب الإمام علي"، وعدد آخر من قادة المليشيات الميدانيين.
ومن ثم انتقل بسرية تامة مستفيدا من حظر التجول إلى مخبأ قيس الخزعلي في بغداد وأمضى الليل فيه، حيث بحث في اجتماع ثاني مع قادة المليشيات استعدادات إيران ومليشياتها الميدانية لتنفيذ هجمات إرهابية ضد القوات والمصالح الأمريكية على الأراضي العراقية وفي المنطقة، وفق المصادر ذاتها.
وكشف سياسي بارز لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "زيارة قاآني كانت عسكرية وسياسية في الوقت ذاته، فقد اجتمع مع قادة الحشد خصوصا الفصائل الموالية لإيران، ومن ثم اجتمع مع الأحزاب الشيعية، لبحث مسنجدات تشكيل الحكومة العراقية.
وأكد قاآني رفض المرشد الإيراني، على خامنئي، والحرس الثوري لرئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، لأنه لم يرشح من قبل الكتل التابعة لإيران وإنما اختير من قبل الرئيس العراقي برهم صالح.
وطالب قائد مليشيا فيلق القدس الكتل والأحزاب الموالية لإيران بترشيح شخصية أخرى يكون ولاؤها لطهران، لافتا إلى أن الزرفي فقد ما كان يمتلكه من تأييد وأصوات داخل البيت الشيعي بعد اجتماعات قاآني مع وجوه النفوذ الإيراني.
وترفض الكتل السياسية الطائفية، الاعتراف بعدنان الزرفي رئيسا لوزراء العراق لتولي مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات نيابية.
وتُرجع رفضها له، بكون تعيينه من قبل رئيس الجمهورية، برهم صالح "غير دستوري"، كونه لم يعين من الكتلة الأكبر التي تعود إلى البيت الشيعي، المتمثل في سائرون والفتح.
لكن في المقابل، يرى خبراء قانونيون، ان تعيين الزرفي مماثل للدستور (المادة 76) وموافق للرأي الاستشاري للمحكمة الاتحادية العليا وتفسيرها للمادة الدستورية المثيرة للجدل.
وتعد زيارة قاآني إلى العراق الأولى بعد تسلمه منصبه خلفا لقائد الفيلق السابق قاسم سليماني الذي قتل مع رئيس أركان مليشيا الحشد أبو مهدي المهندس، مطلع العام الحالي، في غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.
في غضون ذلك، حذر السياسي العراقي المستقل، مثال الآلوسي، من مخطط إرهابي يستعد الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له لتنفيذه في العراق والمنطقة قريبا.
وأضاف الآلوسي لـ"العين الإخبارية": "لم يجتمع المطلوب دوليا إسماعيل قاآني بمسؤولين عراقيين، بل اجتمع مع من يملكون الولاء للنظام الإيراني ويحملون جنسيته"، مشددا على أن العراق دولة وشعبا لا يتحمل أي مسؤولية دولية عن عمل إرهابي تتورط فيه طهران ومليشياتها.
وكثفت واشنطن من غاراتها خلال الآونة الأخيرة على المليشيات الموالية لإيران في العراق كان أحدثها منتصف الشهر الماضي وقتل خلالها الجنرال سيامند مشهداني أحد قادة فيلق القدس الإيراني، وأبرزها التي قتل خلالها قاسم سليماني قائد مليشيا "فيلق القدس" مطلع العام الجاري.
والسبت، أمر البنتاجون قادة الجيش بالتخطيط لتصعيد عمليات القتال الأمريكية في العراق، ووجه، الأسبوع الماضي، بتجهيز حملة لتدمير مليشيات مدعومة من إيران تهدد بشن مزيد من الهجمات على قواته في بغداد، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتأتي الزيارة وسط خلافات عميقة بين مليشيات الحشد الشعبي على المناصب والأموال والصفقات الاستثمارية في العراق.
واعتبرت المختصة بالشأن العراقي، شذى العبيدي، مهمة قاآني صعبة جدا في العراق، خاصة أنه كان خلال السنوات الماضية مختصا بالملفين الأفغاني والباكستاني في فيلق القدس.
وأضافت العبيدي لـ"العين الإخبارية": "هو لا يمتلك علاقات عميقة مع الأطراف السياسية العراقية الموالية لإيران كما كان يمتلك سليماني، لذلك حظوظ نجاحه في توحيد مليشيات الحشد صعبة لأن الخلافات بينها عميقة".
وأوضحت أنه في الوقت ذاته إيران يهمها ادعم نفوذ المليشيات الرئيسية التابعة لها، وفي مقدمتها كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وبدر، وسرايا الخراساني، والنجباء، وسيد الشهداء، وكتائب الإمام علي، وجيش المختار، وهي التي تمتلك غالبية أعداد المسلحين في الحشد وترسانة عسكرية كبيرة حصلت عليها من إيران ومن الحكومة العراقية.
وأشارت "العبيدي" إلى أن إيران ستواجه أمريكا على الساحة العراقية بهذه المليشيات، وهي ضمن خطة الحرس الثوري لتوريط العراق بصراع دولي إقليمي وإشعال نار الحرب بعيدا عن إيران ونظامها.
وتحدثت وسائل إعلام عن زيار سرية أخرى قام بها قاآني إلى سوريا عقب سفره من العراق وأنه تعرض لقصف من قبل القوات الإسرائيلية.
وكشفت مصادر أن القصف الإسرائيلي الذي طال مطار الشعيرات بمحافظة حمص السورية، استهدف اجتماعا رفيع المستوى لضباط سوريين وإيرانيين بينهم قائد مليشيا فيلق القدس الإرهابية.
وكان الجيش السوري، أعلن الليلة الماضية، أن دفاعاته الجوية تصدت لعدد من الصواريخ الإسرائيلية خلال قصف استهدف شرق حمص.
وفي وقت لم يذكر فيها الجيش السوري تفاصيل أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر بالمعارضة، لم تسمها، قولها إن "القصف الذي طال مطار الشعيرات، مساء الثلاثاء، بطائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية استهدف طائرات نقل عسكرية إيرانية، واجتماعا لعدد من قادة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني".
ووفق المصادر نفسها، كان الاجتماع يضم أيضا "القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني"، في وقت أكدت فيه "مقتل الجنرال في الحرس الثوري أحمد رضا بوردستان".
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg
جزيرة ام اند امز