شمخاني في العراق.. ارتداء عباءة سليماني في هندسة الخراب
زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للعراق أثارت علامات استفهام حول توقيتها وأهدافها.
مع عودة جهود تكليف رئيس وزراء عراقي جديد إلى المربع الأول وسط انقسامات حادة بين الأطراف السياسية، أثارت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، علامات استفهام حول توقيتها وأهدافها.
زيارة ربطها مراقبون سياسيون بأكثر من سيناريو، أهمها سعي إيران إلى التحكم بعملية تشكيل الحكومة الجديدة على غرار الحكومات الأخرى التي سبقتها منذ عام 2003 بمهندس جديد يعوض غياب قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الذي قتل في غارة أمريكية مطلع العام الجاري قرب مطار بغداد.
قراءة سياسية تتزامن مع العد التنازلي لترشيح شخصية جديدة من قبل رئيس البلاد، فمدة الخمسة عشر يوماً التي حددها الدستور العراقي للرئيس برهم صالح ستنتهي منتصف الشهر الجاري.
مسؤول عراقي تحدث لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن هويته لحساسية موقعه، قال إن شمخاني أجرى سلسلة لقاءات في بغداد والنجف مع مسؤولين وقادة سياسيين بينهم الرئيس برهم صالح، ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، ورئيس حزب الدعوة نوري المالكي وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقادة مليشيات الحشد الشعبي وعدد من قادة الأطراف السياسية الأخرى.
ووفق المسؤول نفسه "يشرف شمخاني على عملية تشكيل الحكومة وهو مكلف من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي لأداء دور قاسم سليماني؛ لذلك جاء إلى بغداد للتدخل المباشر في عملية اختيار شخصية موالية لطهران لتشكيل الحكومة وتعويض الفشل الإيراني بتمرير حكومة محمد علاوي".
ومطلع الشهر الجاري، اعتذر رئيس الوزراء المكلّف محمد علاوي عن تشكيل حكومة مع استمرار الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية شاملة وتغيير للطبقة السياسية الممسكة بالسلطة، وإنهاء النفوذ الإيراني.
ولذلك، فإن رئيس جهاز المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي "هو الأوفر حظا حتى الآن لنيل المنصب، حيث يحظى بدعم كبير من الجانب الإيراني وقبول من غالبية الكتل السياسية العراقية"، بحسب تقديرات المسؤول ذاته.
وتسعى إيران إلى تعويض الخسائر التي لحقت بها على الأرض في العراق وسوريا بعد مقتل سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي مؤسس كتائب حزب الله العراقي.
واستنادا لتقديرات سياسية وميدانية، أحدث غياب سليماني والمهندس، ضربة قوية للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، خصوصا العراق الذي بدأت الخلافات بين قادة مليشيات الحشد تظهر للعيان وتزداد عمقا يوما بعد يوم.
وتزامنت زيارة شمخاني إلى العراق مع زيارة اسماعيل قاني خليفة قاسم سليماني، إلى سوريا، الأمر الذي اعتبره السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي "رسالة من إيران المنهكة داخليا وأمنيا".
وقال الآلوسي لـ"العين الإخبارية": "تتخيل طهران أن تكليف شمخاني في ترتيب بيت حلفائها من الأحزاب العراقية أنها رسالة لأمريكا بأن طهران مستعدة لإضعاف وتهميش المليشيات والعودة إلى حالة التوافق مع واشنطن على الساحة العراقية".
وهو ما عرّج عليه الخبير السياسي العراقي هشام الهاشمي في تغريدة له على صفحته بـ"تويتر" أشار فيها إلى أن "شمخاني جاء لسد الثغرات في الملف السياسي التي أحدثها غياب سليماني وعجز بديله قآني عن إنجاز المهمة".
وجاءت استقالة علاوي مع استمرار الحراك الشعبي الذي رفضه منذ تسميته، معتبرا إياه من الطبقة السياسية التي لا يريدها.
وكُلف علاوي مطلع فبراير/شباط الماضي بتشكيل حكومة، وأعدّ قائمة بالمرشحين إلى المناصب الوزارية قال إنهم مستقلون تكنوقراط.
لكن البرلمان الأكثر انقساما في تاريخ العراق الحديث، فشل 3 مرات في الالتئام خلال الأسبوعين الماضيين للتصويت على منح الثقة للتشكيلة الحكومية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز