تحذير من الانسحاب الأمريكي بالعراق.. يساعد داعش وإيران
حذرت وكالة أمريكية من مخاوف حيال مزيد من عمليات سحب القوات من العراق التي قد تمهد الطريق أمام تنظيم داعش وإيران.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أنه بينما من غير المرجح أن يكون لتخفيض أعداد القوات في العراق من 3 آلاف إلى 2500 أي تأثير فوري على الحملة ضد بقايا داعش، لكن ثمة مخاوف بشأن عودة ظهوره حال حدوث مزيد من عمليات سحب القوات.
ورغم أن القوات العراقية أصبحت أكثر استقلالية في المهام القتالية، تعيش البلاد حالة ترنح جراء المظاهرات المناهضة للحكومة، والفساد المستشري، والانقسامات السياسية التي تصل أجهزة الأمن، مما يعني أن الدعم الخارجي ما زال بالغ الأهمية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى وجود مؤشرات فعلية على عودة محتملة للتنظيم، مع استغلال داعش للفجوات الأمنية التي اتسعت بفعل عام من الاحتجاجات وجائحة "كوفيد-19".
وطرحت "أسوشيتد برس" سؤالًا هامًا حول كيف يمكن أن يساعد تخفيض أعداد القوات الأمريكية داعش وإيران؟.
سوء الوضع الأمني
عادت القوات الأمريكية بناء على دعوة من الحكومة العراقية بعد سيطرة داعش على مساحات كبيرة من شمال وغربي العراق، بما في ذلك ثاني أكبر مدنها، الموصل.
وقدم التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، دعمًا جويًا هامًا مع إعادة تنظيم القوات العراقية لصفوفها وطرد داعش، في حملة باهظة الثمن استمرت ثلاثة أعوام.
لكن أخذ الضغط في التصاعد لسحب القوات الأمريكية منذ هزيمة داعش عام 2017، لا سيما بين الفصائل العراقية الموالية لإيران، التي كثفت هجماتها على المصالح الأمريكية. وتؤيد كل من الولايات المتحدة والعراق الانسحاب المقرر، غير أنهما لم يتمكنا من الاتفاق على التفاصيل.
وقال مسؤولون عسكريون عراقيون بارزون إن انسحاب 500 من القوات الأمريكية لن يكون له تأثير كبير، لكن المسؤولين المحليين الموجودين بالمناطق التي تحررت من سيطرة داعش، يخشون الفراغ الأمني حال مغادرة الأمريكيين.
وقال نجم الجبوري، محافظ الموصل، والقائد السابق لعمليات استعادة نينوي،: "هذا صحيح، لدينا جيش وقوات أمنية أقوى. لكننا لازلنا نحتاج تدريبات، والدعم في جمع المعلومات الاستخباراتية. حال غادرت الولايات المتحدة الآن، سيكون هذا خطأ كبير".
وقال مسؤولون بارزون عراقيون ومن التحالف إن القوات العراقية ستواصل الاعتماد على الغطاء الجوي الأمريكي، وعمليات الاستطلاع، وجمع المعلومات في المستقبل القريب.
هجمات المسلحين
خسر تنظيم داعش آخر الأراضي تحت سيطرته عام 2017، لكنه سرعان ما عاد إلى أصوله، لينفذ هجمات بطراز الكر والفر ضد القوات العراقية عبر مساحات واسعة من الأراضي في الشمال.
وقد أدى الخلاف السياسي والإقليمي طويل الأمد بين الحكومة المركزية والسلطات الكردية، شبه المستقلة في الشمال، إلى إعاقة تنسيق الجهود ضد داعش، لكن تمكنت الولايات المتحدة من العمل كوسيط بينهما، وهو دور سيكون من الصعب القيام به حال انسحبت بالكامل.
وقال قيادي عسكري عراقي، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن البلاد تشهد ما بين 5 إلى 6 هجمات كل أسبوع، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات لم تستهدف السيطرة على الأراضي، ولكن "الهجوم والعودة للاختباء".
النفوذ الإيراني
وقد يساعد الانسحاب الأمريكي الأوسع نطاقًا في تعميق النفوذ الإيراني داخل العراق، خاصة وأن لديها بالفعل علاقات سياسية واقتصادية وأمنية قوية هناك.
وأشعلت الضربة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني وكبار قادة المليشيات العراقية قرب مطار بغداد في يناير/كانون الثاني، حالة من الغضب، ودفعت البرلمان العراقي لتمرير قرار غير ملزم بعد أيام يدعو لطرد القوات الأجنبية.
وتراجعت الحكومة لاحقًا عن مثل تلك التهديدات، لكن لازال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يواجه ضغوط الجماعات الموالية لإيران لطرد القوات الأمريكية.