أن يتنادى اللبناني حسن نصر الله والعراقي هادي العامري واليمني عبد الملك الحوثي للنفير العام ضد أمريكا والمنطقة العربية كلها، ثأراً لمعلمهم الإيراني قاسم سليماني.. فهذا مفهوم
أن يتنادى اللبناني حسن نصر الله والعراقي هادي العامري واليمني عبد الملك الحوثي للنفير العام ضد أمريكا والمنطقة العربية كلها، ثأراً لمعلمهم الإيراني قاسم سليماني.. فهذا مفهوم
التلميذ يغار لأستاذه، والمريد يغضب لشيخه، والجندي يصدع بأمر قائده؛ وهؤلاء (عصابات الحشد العراقي، والحزب اللبناني، والحوثي اليمني) حبّات مترابطة متراصّة في مسبحة قاسم سليماني، يحرّكها كيف شاء، وأينما أراد.
هنا، نعرف بالضبط نوعية الحلف الموبوء الذي نواجهه، نحن العرب وبقية المسلمين، وبقية الرافضين لمشاريع باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجماعة "الإخوان" وجماعة الخمينية، بوجهها الإرهابي الإجرامي المهندس وسليماني، ووجهها الرخو المبتسم جواد ظريف.
لا قيس الخزعلي عراقي، ولا مهدي المشاط يمني، ولا نعيم قاسم لبناني، إلا بقدر ما يكون فلاديمير بوتين مواطناً كندياً أو أمريكياً.
هؤلاء انسلخوا من جلدهم الوطني، وصارت بوصلتهم، ومحركات مشاعرهم، وحاضرهم ومستقبلهم، وأملهم و"ألمهم"، محصورة مربوطة بحبل المشيمة الإيراني الخميني.
هذه حقيقة، وليست وصفاً إنشائياً شاعرياً. ففي اللحظة التي يعاني فيها لبنان من تصدع الدولة، وغضب الشعب من تسرطن الفساد في شرايين الإدارة، وخلود الطائفية السياسية، وخطف قرار الحرب والسلم من مؤسسات الدولة الحقيقية.. في هذه اللحظة، يخرج تلميذ قاسم سليماني، أو الحاج قاسم، حسن نصر الله، حزيناً راثياً متوعداً أمريكا - مرة واحدة - بطردها من المنطقة!
كحسن نصر الله، فعل اليمني عبد الملك الحوثي الذي لا نحتاج لكثير كلام من أجل وصف تعاسة الحال السياسي والاقتصادي والأمني والصحي والإداري في بلده اليمن، وتفسخ النسيج الاجتماعي بين مكوناته.. عبد الملك ومهدي المشاط ومحمد علي الحوثي - عبقري العقل الحوثي المقاوم - يدعون للاصطفاف خلف ورثة قاسم سليماني ومرشده خامنئي.
لكن.. ما على هؤلاء من حرج، وليس بعد بيع النفس للشيطان الإيراني من ذنب. الحرج، كل الحرج، والعيب كل العيب، والفضيحة كل الفضيحة، أن يذرف الدموع الغزار على قاسم سليماني، وأبي مهدي المهندس، وغيرهما من رموز الجريمة الخمينية الكبرى في ديار العرب، إثر مقتلهم بغارة أمريكية - تأخرت كثيراً في الواقع! - عرب ليسوا من حزب ولا طائفة حتى قاسم سليماني، رغم أن رأس الحربة - بالمناسبة - ضد سليماني ونظامه الخميني في العراق هم أبناء الجنوب العراقي "الشيعي" الرائع.
يذرف الدموع على سليماني والمهندس قادة حركة "حماس" الفلسطينية، وحركة "الجهاد" الفلسطينية، وجماعة أحمد جبريل، وغيرهم من مشوّهي القضية الفلسطينية.
يذرف الدموع على سليماني رئيس دولة مسلمة كبرى هو التركي رجب طيب أردوغان، ويصفه بالشهيد.
يذرف الدموع على سليماني مرضى اليسار في العالم العربي، وفي أمريكا وأوروبا، مثل المخرج الأمريكي المتوتر الموتور مايكل مور، ويقارنه بشخصيات مقدسة في الإنجيل!
هنا، نعرف بالضبط نوعية الحلف الموبوء الذي نواجهه، نحن العرب وبقية المسلمين، وبقية الرافضين لمشاريع باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجماعة "الإخوان" وجماعة الخمينية، بوجهها الإرهابي الإجرامي المهندس وسليماني، ووجهها الرخو المبتسم جواد ظريف.
الحلف الثلاثي الإبليسي، اليسار الموتور و"الإخوان" والخمينية، هم الذين يبكون اليوم على قاسم سليماني والمهندس، وكل مهندسي الخراب.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة